فلول النظام ... شماعة الفشل في مصر

فلول النظام ... شماعة الفشل في مصر
بقلـم
رمزي صادق شاهين

منذ ثورة يناير العظيمة في أرض الكنانة مصر ، والأحداث تتسارع بشكل هستيري على الأرض ، الشعب المصري قام بالثورة لأجل التغيير ، ولا تغيير حتى الآن ، والأمور تزداد تعقيد يوم بعد يوم ، خاصة مع وجود تيارات مختلفة في البرامج السياسية والتوجهات والأفكار ، إضافة إلى التدخلات الخارجية في السياسة المصرية ، خاصة أن مصر دولة ذات أهمية سياسية وإستراتيجية وقومية .

تعودنا على الإعلام الخاص في مصر ، إطلاق الأحكام الفورية بعد كُل حدث ، وبرغم أن الشعب المصري له تجربة كبيرة في إدارة المؤسسات السياسية والإعلامية ، إلا أن تجربة ما بعد ثورة يناير كانت سيئة بكُل المقاييس ، فقد ساهم الإعلام بشكل مهم في إشعال فتيل الأزمات الداخلية في أكثر من حدث منه محاولة اللعب على وتر الطائفية والمناطقية والصراع بين الحرس القديم والجديد ، وهو ما يقصد به رجال النظام السابق في المؤسسات والوزارات ورجال الثورة الذين جاؤوا نتيجة تضحيات جسمية قدمه شعبنا المصري الشقيق من أجل أن يتخلص من حقبة تاريخية طويلة سادها الكثير من السلبيات والأخطاء .

ومن الغريب أن تجد محلل سياسي هنا أو هناك ، أو رجل سياسة ، أو حتى مواطن عادي ، يضع كلمة فلول النظام السابق في أول اتهام علني يأتي بعد أي حدث كبير ، وكأن الرسالة هنا تؤكد على ترسيخ مفاهيم خاطئة لدى المواطن اكتسبها من خلال الإعلام الذي يعمل وفق مصالح وأجندة ، هذه المفاهيم التي من الممكن أن تُشكل انتكاسة مستقبلية للشعب المصري ، خاصة إذا تعودنا على أن النظام السابق هو من يقوم ببعض الأعمال والجرائم .. إلخ ، في حين نتناسى أن مصر موضوعة تحت المجهر ، فهناك دول لا تريد لمصر الاستقرار وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة وإسرائيل ، وكذلك بعض الدول العربية التي تُريد أن تقود الأمة العربية وتسحب البساط من تحت مصر التي كانت ولازالت العمق العربي والحصن المنيع أمام أي مؤامرة ، خاصة إذا تحدثنا عن القضية الفلسطينية .

لا نريد من الشعب المصري أن يُصبح في حالة تغييب ، هذه الحالة التي يُريدها أصحاب المصالح والأطماع السياسية ، فالمطلوب أن يبقى الشعب المصري رهينة للإشاعات بأن النظام السابق له فلول تعمل على الأرض ، مع العلم أن هذا الأمر قد يكون شبه مستحيل ، لأن الشعب المصري وهو الذي قام بالثورة ، يستطيع أن يقف في وجه أي مخطط جديد لاستمرار خطف قراره واستقراره ، لذا فإننا ندرك حجم التوغل للنظام السابق في كُل مناحي الحياة المصرية ، لكننا أيضاً نريد أن نتطلع لما يتربص بمصر من مؤامرات خارجية تُريد أن تُضيع بوصلة المصريين .
نتمنى على شعبنا المصري الشقيق ، أن يترفع عن المصالح الضيقة ، وأن يعمل بشكل جماعي من أجل استعادة دور مصر القيادي والريادي ، وأن لا يترك بعض المنتفعين من الإعلام اللعب بمقدرات ومستقبل هذه الأمة ، فقد أثبتت التجربة أن الإعلام أثناء الثورة وبعدها ساهم بشكل فعال في تغيير الكثير من الوقائع ، وكذلك تغييب الكثير من الحقائق ، كما أننا لا نريد أن تكون مقولة فلول النظام الشماعة التي يُعلق عليها السياسيين ورجال الأمن فشلهم في حماية الشعب المصري وأرواحه وممتلكاته .

كُل التحية لشهداء مصر ، والشفاء للجرحى ، والتحية لجيش مصر العظيم الذي يقف اليوم إلى جانب أبناء شعبه لمواجهة الأخطار التي تُهدد من واستقرار مصر ، وتحية لكُل الأيادي الطاهرة التي تُريد أن تبنى ، والخزي والعار لكُل المتآمرين على مصر وشعبها العظيم .

&&&&&&&&&
صحفي وكاتب فلسطيني
Ramzi.s.shaheen@gmail.com