تصاعد الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو.. ووزير الجيش يطالب بوقف فوري للتعديلات القضائية
اخبار البلد - تظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين، مساء اليوم السبت، في تل أبيب وعدة مدن ضد حكومة نتنياهو وإضعاف جهاز القضاء وتقويض المحكمة العليا، وذلك للأسبوع الثاني عشر على التوالي.
وفي وقت سابق من اليوم، تظاهر الآلاف قبالة منزل وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، في محاولة للضغط عليه من أجل وقف تشريعات إضعاف القضاء.
وأغلقت الشرطة الإسرائيلية العديد من الشوارع تزامناً مع المظاهرات، فيما اعتقلت عددا من المتظاهرين واستخدمت المياه العادمة لتفريق عدة مظاهرات.
وتزامناً مع المظاهرات، طالب وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، بوقف تشريعات إضعاف القضاء بشكل فوري، محذراً من تداعياتها الخطيرة على الجيش والأجهزة الأمنية.
وقال غالانت، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، إن "الانقسام المتزايد في المجتمع يتغلغل إلى الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن، هذا خطر مباشر وملموس واضح على أمن البلاد ولن أدع هذا الأمر يحدث".
وفي أعقاب ذلك، طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير رئيس الحكومة بيامين نتنياهو بإقالة وزير الجيش يؤاف غالانت، بعد مطالبته الحكومة بوقف التعديلات القضائية.
وكان منظمو الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو وخطة إضعاف جهاز القضاء الإسرائيلي، أعلنوا، أمس الجمعة، عن تصعيد خطواتهم الاحتجاجية خلال الأسبوع المقبل، خاصة في أعقاب تصريحات نتنياهو وتأكيده على مواصلة التشريعات من أجل "إصلاح القضاء".
وأكد منظمو الاحتجاجات في رسالة لهم، أن "الأسبوع القادم سيشهد أيام شلل قومي وخطوات احتجاجية أمام أعضاء (كنيست) ووزراء في الحكومة، بالإضافة إلى تنظيم مظاهرة حاشدة في القدس".
وأشاروا إلى أنه "في يومي الأحد والإثنين ستنظم احتجاجات في كل مكان يتواجد به أعضاء (كنيست) والوزراء حتى نشل برامجهم ونوصل رسالتنا بأن الديكتاتورية لن تمر".
وأكد المنظمون أن "وتيرة الاحتجاجات ستتصاعد يوم الثلاثاء بخلاف ما شهدته الشوارع في الأيام السابقة"، وفق ما جاء على موقع (عرب 48).
ومن المتوقع أن يشهد يوم الأربعاء القادم شللاً واحتجاجات كبيرة في ساعات الصباح، قبل أن يتوجه المتظاهرون بعدها إلى القدس للمشاركة في مظاهرة كبيرة أمام (كنيست).
وأقر منظمو الاحتجاجات أن يوم الخميس سيشهد احتجاجات أخرى، غير أنهم رفضوا الكشف عنها في الوقت الحالي.
وأمس الجمعة، أعلن عشرات الضباط والجنود الإسرائيليين، رفض أداء الخدمة العسكرية في قوات الاحتياط، في تصاعد جديد للأزمة الحالية في إسرائيل.
وبحسب (القناة 12) الإسرائيلية، فإن "قرابة 200 طيار حربي إسرائيلي و150 ضابطاً وجندياً في الوحدة 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية، أعلنوا، الجمعة، أنهم سيتوقفون عن خدمتهم العسكرية في قوات الاحتياط، في إطار احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لإضعاف جهاز القضاء".
وأضافت القناة أن "الطيارين الذين أعلنوا عن تجميد خدمتهم في الاحتياط، هم طيارون حربيون كبار ويقودون غارات جوية لا تعترف إسرائيل علناً أنها هاجمتها، مثل سورية، ويعتبرون "طيارون نشطون جداً ويشاركون في تدريبات وعمليات عسكرية أسبوعياً".
وأوضحت القناة أن "هؤلاء الطيارين قرروا تجميد خدمتهم العسكرية في الاحتياط في أعقاب خطاب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أمس، الذي قال خلاله إن الخطة القضائية ستستمر وأن قانون لجنة تعيين القضاة سيصادق عليه الأسبوع المقبل"، وفق ما جاء على موقع (عرب 48).
وجمد الطيارون خدمتهم لأسبوعين، وبعدها سيبحثون استمرار تجميد الخدمة، وقالوا "إن نتنياهو لا يعتزم وقف تشريعات الخطة وأنه يقود إسرائيل إلى نظام ديكتاتوري ولذلك لا يمكنهم الاستمرار في الخدمة العسكرية"، وفق ما نقلت القناة.
بدورها، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله رداً على ذلك: "أدعو المنظومة الأمنية لاتخاذ موقف حازم ضد العصيان العسكري، لا وجود للدولة بدون الجيش".
والأربعاء الماضي، أبلغ قرابة 100 ضابط وضابطة في وحدات الاستخبارات والمراقبة ومشغلي طائرات بدون طيار وطيارين في سلاح الجو الإسرائيلي عن تجميد تطوعهم في الاحتياط بسبب استمرار تشريعات الخطة القضائية.
كذلك أعلن جنود في الخدمة الدائمة في قوات العمليات الخاصة أنهم يعتزمون إلغاء عقود الخدمة الدائمة معهم إذا استمرت تشريعات الخطة القضائية.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم، أن "150 ضابطا وجنديا في الاحتياط في وحدة التجسس الإلكتروني 8200 وقعوا على عريضة أعلنوا من خلالها أنه لن يتطوعوا في الاحتياط بدءا من بعد غد، الأحد، وأرسلوا العريضة إلى وزير الجيش، يوآف غالانت، بعد عدم الرد على رسالة مشابهة سابقة".
وجاء في العريضة أنها تأتي "على إثر التطورات الأخيرة والأنشطة الأخيرة للحكومة، وتسريع خطوات الحكومة من أجل دفع التشريعات المعادية لديمقراطية قدما ومن دون تحاور، ومن خلال تجاهل مطلق لأجزاء كثيرة في الشعب، نعلن لوزير الجيش أننا نتوقف عن التطوع في خدمة احتياط نشط".
وقدم غالانت ورئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، ورئيس (شاباك)، رونين بار، في اليومين الماضيين، معطيات لنتنياهو حول الغليان في الشارع الإسرائيلي وداخل الجيش وأجهزة الأمن.
ونقلت قناة (كان) عن مصادر قولها: "إن التخوفات ليست من احتجاجات عناصر الاحتياط، وإنما من حالة الغليان المتصاعدة في أوساط الذين يخدمون في أجهزة الأمن، والرسالة التي جرى نقلها إلى نتنياهو تفيد بأن الاحتجاجات ستتصاعد وأن الجيش الإسرائيلي يتخوف من المس بقدراته".