ألمانيا على موعد مع إضراب تاريخي لقطاع النقل

أخبار البلد - تستعد ألمانيا لاضطرابات واسعة تاريخية في حركة النقل تشمل أجزاء كثيرة من البلاد بعد غد الإثنين، بعد أن دعت نقابتان إلى تنظيم إضراب على مدار يوم للمطالبة بزيادة الأجور في القطاع


وأعلنت نقابتا "إي في جي" و"فيردي" العماليتان الخميس تنظيم إضراب مشترك، يأتي بعد إضرابات سابقة عديدة ضربت كل قطاعات الاقتصاد الألماني في الأشهر القليلة الماضية

كما ستتأثر تقريبا كل المطارات والممرات المائية والموانئ وخدمات السكك الحديدية في ألمانيا بالإضراب الإثنين

وسيعلق مطار ميونخ العمليات الاعتيادية مدار يومي الأحد والإثنين، ما يؤثر في حركة الركاب والشحن

وانتقد يوست لامرز مدير المطار وقف العمل، واصفا إياه بأنه "تصعيد غير مسبوق وغير متناسب تماما"

كما ألغى مطار فرانكفورت، المطار الأكثر ازدحاما في ألمانيا، كامل حركة الطيران الاعتيادية الإثنين المقبل

وأعلنت شركة السكك الحديدية الألمانية "دويتشه بان" أنه لن يتم تشغيل قطارات المسافات الطويلة الإثنين، بسبب الإضراب، بينما سيتم تخفيض خدمة القطارات الإقليمية بشكل كبير

وتعهد فرانك فيرنكه زعيم نقابة فيردي، بأنه سيكون للإضرابات "تأثير هائل" في البلاد

وحذر اتحاد المطارات الألمانية "أيه دي في" من أن ما يصل إلى 380 ألف راكب بشركات الطيران "لن يستطيعوا القيام برحلاتهم"، بسبب الإضرابات المزمعة. ودعت النقابة العاملين في جميع المطارات الألمانية إلى الإضراب، باستثناء مطار برلين

وقالت نائبة رئيس نقابة فيردي، على المستوى الاتحادي، كريستينه بيهل، إن العمال في عدد كبير من الأهوسة بممرات مائية مهمة يعتزمون المشارك في الإضراب، وكذلك في ميناء هامبورج، الأكبر بالبلاد. وكان إضراب من قبل بعض العاملين في هامبورج قد تسبب بالفعل في إغلاق الميناء أمام ناقلات الحاويات الأكبر حجما الخميس

ويهدف الإضراب إلى تصعيد الضغوط على الحكومة والسلطات المحلية من أجل إجراء جولة ثالثة من المفاوضات مقررة الإثنين

وتطالب نقابة فيردي بزيادة الأجور بنسبة 10.5 في المائة وبزيادة شهرية قدرها 500 يورو للعاملين بالقطاع الحكومي

وندد اتحاد المطارات "أيه دي في" بالدعوة إلى الإضراب، باعتبارها "تصعيدا إضرابيا يستند إلى النموذج الفرنسي" وقال إنه يضر بصورة ألمانيا بين المسافرين جوا على مستوى العالم

وقال رالف بايزل المدير العام للاتحاد: إن النقابات تبعد عن "التقليد المختبر والمجرب بأن الحلول يتم التوصل لها على طاولة المفاوضات في ألمانيا"

ووصفت دويتشه بان الإضراب بأنه "لا أساس له وغير ضروري" وانتقدت بشدة نقابة "إي في جي" لعمال النقل والسكك الحديدية

وقال مارتن سايلر مدير شؤون العاملين في دويتشه بان: إن "موظفينا وركابنا في حاجة الآن إلى حل سريع، وليس لإضراب كبير"

ودافع مارتن بيركيرت رئيس نقابة السكك الحديدية الألمانية، عن الإضراب المنتظر

وقال رئيس "اتحاد السكك الحديدية والنقل" (إي.في.جي) لقناة "دويتشلاند فونك" الإذاعية الوطنية قبل الإضراب، الذي يستمر يوما واحدا "لا، نحن لن نذهب بعيدا للغاية"

وأضاف بيركيرت "إنه لأمر تاريخي أن يكون لدينا الزخم، في الوقت نفسه، الذي نجري فيه محادثات صعبة بشأن الأجور"

وأضاف "إننا نعرف أننا بالطبع سنؤثر في كثير من المسافرين، لكن النقابات ليس لديها أي خيار آخر في الوقت الحالي"

وأعرب بيركيرت عن أمله في أن يتعلم أصحاب الأعمال درسا من الإضراب ويطرحوا عرضا جادا على الطاولة

من جهتها، أعلنت شركة الخطوط الجوية التركية، أمس، إلغاء كافة رحلاتها من وإلى مدينة ميونخ الألمانية غدا

ولفتت الشركة في بيان أمس، إلى أنها ألغت رحلات مطار إسطنبول- ميونخ ذهابا وإيابا الأحد الموافق 26 آذار (مارس) الجاري، بسبب إضراب عمال المطارات في المدينة الألمانية، وفقا لوكالة أنباء الأناضول التركية

ولفتت إلى إلغاء الرحلات إلى ميونخ من مطار صبيحة جوكجن في إسطنبول أيضا

إلى ذلك، أعلن مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني أمس، أن أسعار العقارات السكنية في البلاد تراجعت بشكل حاد باتجاه نهاية العام الماضي بعد فترة ازدهار طويلة

وعزا المكتب التراجع على أساس ربع سنوي الذي بلغت نسبته 5 في المائة في الربع الأخير إلى انخفاض الطلب الناتج عن ارتفاع تكاليف الرهن العقاري، ومعدل التضخم

وقال المكتب: إن التراجع كان الأشد منذ 2007. وعلى أساس سنوي، تراجعت أسعار المنازل المنفصلة والشبه منفصلة بواقع 3.6 في المائة في الربع الأخير. ويمكن للتراجع أن يرى في كل من المدن والريف، حيث تراجعت أسعار المنازل بشكل أكبر من أسعار الشقق

وعلى مدار الثلاثة أرباع الأولى من 2022، ارتفعت أسعار العقارات السكنية بواقع 5.3 في المائة خلال العام، وتراجعت من ارتفاع بنسبة 11.5 في المائة في 2021 كله، وهو أشد ارتفاع منذ 2000، عندما بدأت السلسلة الحالية من الأرقام

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه شركة العقارات الألمانية دويتشه فونين أمس تسجيل خسائر بقيمة 445.7 مليون يورو (482 مليون دولار) خلال العام الماضي مقابل أرباح بقيمة 919 مليون يورو خلال العام السابق عليه

وقالت الشركة: إنها حققت أموالا من التشغيل بقيمة 593.6 مليون يورو خلال العام الماضي، بما يعادل 1.50 يورو للسهم الواحد

كما تراجعت أرباح التشغيل بعد وضع المتغيرات الموسمية في الحساب بنسبة 3.4 في المائة سنويا إلى 701.8 مليون يورو

وقال أولاف فيبر المدير المالي للشركة: إن "دويتشه فونين حققت أداء قويا في ظل ظروف صعبة للسوق خلال العام المالي 2022، حيث جاءت المقاييس الرئيسة متفقة مع توقعاتنا"

وتتوقع دويتشه فونين تراجعا طفيفا في أرباح التشغيل المعدلة خلال العام المالي الحالي

في الوقت نفسه، تقترح إدارة الشركة على اجتماع الجمعية العمومية المقرر يوم 15 حزيران (يونيو) المقبل صرف توزيعات نقدية بقيمة 0.04 يورو لكل سهم عن نتائج العام المالي الحالي.