إحتفال مهيب..والخطاب غريب

إحتفال مهيب...والخطاب غريب
سليم ابو محفوظ

المناسبة كبيرة والاحتفال مهيب والمكان بيت الله والعنوان مولد رسول الله والراعي
بن الحسين عبدا لله، والحضور من علية القوم ...وقادة الفكر الإسلامي منهم الكثير
وخطباء المساجد والوعاظ ، وبعض الوجهاء وبعض السيدات ، عريف حفل مميز
خطباء خرجوا عن المعروف وقدموا ما هو غير مألوف سابقا .

كلمات منتقاة وبلغة البلغاء غاصوا أعماق اللغة وبحورها ، لينتقوا كلمات تليق بعظم
المناسبة ، في وقت كثرت فيه المحاسبة ، وارتفعت فيه سقوف الحرية عن إفصاح
الكلام وتصريح الإفهام ، لمن سمع الخطابات وكانت من أجزل الكلمات وأدق العبارات
نحو كل الاتجاهات .

موجهه بعناية والمقصود صاحب الرعاية ، وهو من بدأ بالإصلاح وبيده أمسك المفتاح
فكان رافع الراية ، نحو طرق الإصلاح ودرء الفساد ومحاسبة الفاسدين والمفسدين
فكلام أول مرة بوقعه أسمع ، ومن خلال إلقائه أصبحت لدي القناعة وتأكدت بأن
النية تتجه للتغيير وهمة لسلوك الطريق نحو التنوير.

لمرحلة قد تكون فيها المساواة تسود على أرض الوطن الواحد ، بين المهاجرين والأنصار
ومن مواطنين أموا من كافة الأمصار، بحثا عن الأمن والأمان وحرية ، وكرامة الإنسان
وفي الأردن وجدوه ، لأن الهاشميون نحو بر السلامة قاربه قادوه ، وبحكمتهم ساسوه
وبفكرهم طوروه .

وبعد أن وقع حدث في الطريق ، ولكن بعد أن قرب من الغرق وفي الهاوية كاد أن ينزلق
جاءت القدرة الربانية ، وحثت القيادة الأمريكية على إحداث ربيع عربي، هبت رياحه على
الوطن العربي ، فعصفت من عصفت بهم ، وتداركها من عرف كيف يعالج طاقات خرقها
وطرق معالجتها ورتق فوهاتها، التي هزتها الحراكات وأجعتها المظاهرات، ولو أن بعضها
كان من المفتعلات .

ولكن للسياسة خفاياها وللكياسة إصلاحاتها ، وللمسيس أساليبه وعلومه التي تمرس
وعرف كيف يسوس ، ويقدر على العطاء المنتج والبناء لا الهدم ... والانفتاح نحو عالم جديد
لا إغلاق على حقب زمنية ظلت غيومها ، تظلل البلاد عقود مضت تاه فيها أناس كثر
وغرق في وحلها أشخاص غادروا الوطن ، وآن لهم العودة ليشاركوا في البنيان
ليكون الأردن أفضل الأوطان.

والذي لفت أنظار الجمع من الحضور في إحتفال ، وزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية
الأردنية ،السلوك الذي نهجه الخطباء في الحفل النبوي ، برعاية وحضور ملكي ، وقد
إختلف الخطاب عن خطابات وظفت للتمجيد سابقا ً ، بعد التحول المنهجي في المنطقة
العربية من حيث المضمون الكلامي والهدف المعرفي.

لسياسات المرحلة القادمة التي تحث على التغيير ، في آلية العمل في أردن المرحلة التي بدء
الأردن خطاه الأولى ، في مسيرتها الإصلاحية وسياسته الداخلية ، وممارسات حكومته الجدية
بملاحقة المفسدين ، ومواكبة الإصلاح المنشود حسب ما تفرضه المرحلة ، بعد أن رفع الغطاء
والحجب عن الكلام وأصبح بمقدور أي كان .

أن يميط اللثام ويفك اللجام الذي كان سائد في وقت ٍ أصبح بائد ، والحراكات الشعبية أعطت
للمواطن الجرئة في الكلام ، ورفع سقوفه وبلا حدود حتى الخطباء رفعوا سقفهم ، وبحضرة
المصلح عبد الله الثاني صاحب الولاية على الشعب الأردني... صاحب المديونية التي
تكلمت عنها الخطيبة المفوهة خولة فريز التي تجيد الإدارة في الأقتصاد .

والتي لم تتفوه بكلمة تمجيد للراعي وكانت كلمتها جدية ، فهذا إن دل يدل على آلية التغيير
الحقيقي، في مسار الطريق الجديد نحو لأردن الغد ووطن المستقبل، الذي كلنا يريد له
السلامة ومواطنيه ينعموا برغد العيش ، بعد أن أعيتهم الحراكات وأتعبتهم المديونيات ناهيك
عن الغلاء المستدام ، الذي لا يكاد أن يتوقف وأربك العباد.
ا
لكلام وضع النقاط على حروفها والحراكات خرجت عن مألوفها ، وأصبحت لا طعم لها
وسخيف من يسير فيها ، بعد أن دق جرس العمل نحو إصلاح جاد وبرعاية سيد البلاد
سيكون ، وكلنا له عون وفي المقدمة حكومة عون ...التي لم تكن على تعرف كيف تتعامل
مع الحراكات وسير المظاهرات ،ويجب أن تعيد النظر والمخططات.