ذهبي ولا مطلي ذهب

تتصدر عناوين الصحف الإلكترونية والورقية بمانشيتات وصور مسؤولين سابقين تم إلقاء القبض عليهم وأنهم سيحاكمون ويمثلون أمام القضاء والمدعي العام، وهذا مطلب جيد، وضروري، لكننا نريد الجوهر لا المظهر ؛ على سبيل المثال: ما فائدة أن يكون محمد الذهبي بعد يومين أو هذه اللحظة أمام المدعي، وما هو الحكم الذي سيحكم به عليه؟ لا نريد شخص الذهبي لأنه سيكون مطلي بلون أصفر قلايب من لون الذهب إذغ ثبتت بحقه التهم التي تنشرها الصحف ووسائل الإعلام. وأن تعامله مع الأردن بهذه الطريقة الإستغلالية أثبت أن حقيقته غير الذهب وأن معدنه مختلف، وليس من المعادن النفيسة ولا الثمينة، وصدق فيه القول ليس كل ما يلمع ذهباً، حتى لو لمعته الصحافة ووسائل الإعلام فلن يكون ألمعي.
ما يريده الشعب الأردني هو الذهب الذي جمعه المذكور بحكم منصبه من أقوات الناس ومن الأموال العامة أثناء تواجده بأهم وأعلى المناصب الأمنية، التي لو أخلص لله فيها لكان شخصه تجسيداً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي معناه" عينان لا تمسهما النار عينٌ بكت من خشية الله، وعينٌ بات تحرس في سبيل الله. هل لا حظتم الفرق بين من بات يحرس في سبيل الله وبين من بات يخترع الحيل ويبتكر الألاعيب حتى يختلس أموال الناس ويتآمر مع غير الأردنيين على مصالح الشعب، دون أدنى مخافة لله ولا مراعاة لحدوده. ومع ذلك فإن وأكرر القول إذا ثبتت بحقه التهم فإنه ينطبق عليه معنى حديث آخر للرسول صلى الله عليه وسلم معناه:" من غل يأتي بما غل يوم القيامة". أي ياتي يوم القيامه ليمر على على الصراط وهو يحمل كل ما سرقه على ظهره على مرأى جميع الخلائق. ولكم أن تتخيلوا فظاعة المشهد، كل سيارات الرنق روفر وال (X5) ، وغيرها من الشبحات والأشباح سيحملها هو ومن معه.
ولذلك فلو حوكم محمد الذهبي وحتى كل سوق الذهب معه، فإن سجنه سيكون في أحد الشاليهات التي يتمنى كل أبناء الأردن زيارتها ولو مرة ولا يستطيعون لأنها بتكلفهم الفوقاني والتحتاني.. التجربة السابقة لم تغب بعد عن أعين الناس ولا أذهانهم، يعني معظم أبناء الشعب ما بقدروا يروحوا حتى رحلة على الشاليه المسجون فيه مع حسناوات العالم على الشط من أمامه ولو دفعوا تحويشة العمر.. كما أن سهولة حركة الطيران وهروب الذي تدور حولهم الشكوك في كل ساعة أو كل يوم ربما محزنة أكثر بكثير من اؤلئك المقبوض عليهم وربما تبرئهم المحاكم أو تصدر بحقهم أحكاماً مخففة.
إذا يا قضاة الأردن الشرفاء، أيها الساهرن على تحقيق العدل بين الناس وتطبيق القانون، هذه أمانة في أعناقكم أن تستردوا لنا الأموال العامة وأن تودعوها الخزينة العامة وليس خزائن مسؤولين آخرين، وبعد ذلك افعلوا به ما تشاؤون، والعوض على الله في السنين التي راحت من عمر الأردن والشعب يعاني ويشد الأحزمة أملاً بمستقبل مشرق. وبالمقابل فإن حفنة من الاستغلاليين يمصون دم الشعب وينهبون أمواله دون وازع من خلق أو دين ولا رادع من قانون حازم.
د علي منعم القضاة
draliqudah@gmail.com