"كريدي سويس".. ماذا يحدث لثاني أكبر مصرف بسويسرا؟
أخبار البلد ــ قالت صحيفة "الفايننشال تايمز" إن مصرف "كريدي سويس" وقع فريسة لأزمة ثقة مشيرة إلى أن المتاعب التي يعاني منها البنك السويسري تبدو مختلفة تماماً عن تلك التي عانى منها بنك سيليكون فالي الأمريكي.
وواجه كريدي سويس، ثاني أكبر البنوك السويسرية، ضغوطا هذا الأسبوع بعدما تسبب انهيار مصرفين أمريكيين مقرضين بأزمة في القطاع، ومع إغلاق الأسواق المالية، الجمعة، كانت أسهم البنك قد انخفضت بنسبة 8 بالمئة.
وتراجع سهم كريدي سويس أكثر من 30 بالمئة، الأربعاء، وذلك بعدما رفض البنك الأهلي السعودي المساهم الرئيسي فيه تقديم المزيد من المساعدات المالية للعملاق المصرفي السويسري المتعثر.
وشهدت القيمة السوقية لمصرف "كريدي سويس" انخفاضا شديدا هذا الأسبوع بسبب مخاوف من انتقال عدوى انهيار مصرفين أمريكيين بالإضافة إلى تقريره السنوي الذي أشار إلى "نقاط ضعف جوهرية".
ولكن، بحسب الفايننشال تايمز، يسلط مصير كلا المصرفين الضوء على هشاشة الأسواق المالية، حيث الأزمات تتعلق بالثقة، معتبرة أن فشل بنك سيليكون فالي قد يكون إلى حد كبير، نتيجة الخطأ الأساسي المتمثل في عدم إدارة مخاطر أسعار الفائدة بشكل صحيح.
وتابعت بالقول إن "كريدي سويس"، البالغ من العمر 167 عاماً، ليس في الموقف ذاته، لأسباب ليس أقلها أنه بصفته مصرفا عالميا مهما على مستوى النظام، فهو يخضع لقواعد صارمة للسيولة ورأس المال، ولاختبارات ضغط من جانب الهيئات التنظيمية، وليس هذا هو الحال بالنسبة لمصرف سيليكون فالي.
واعتبرت الصحيفة أن القرار الأمريكي بإعفاء سيليكون فالي وأمثاله من القواعد التي صيغت في أعقاب الأزمة المصرفية الكبرى الأخيرة، كان خطأ.
وقالت إنه كان يمكن لبيان "كريدي سويس" الذي صدر هذا الأسبوع حول تقاريره المالية أن يعد، في أي وقت آخر، مجرد مرحلة متعثرة أخرى، مشيرة إلى أن الأمور تدهورت بعد قرار مساهم رئيسي - البنك الوطني السعودي - وقف الاستثمار في المصرف السويسري.
واعتبرت أن السبب الرئيسي وراء اعتماد "كريدي سويس" على "هؤلاء المساهمين الذين لا يمكن التنبؤ بهم هو أن قاعدة المستثمرين الأكثر تقليدية فقدت صبرها بسبب التدفق المستمر للأخبار السيئة".
وكذلك فعل المودعون، وفقاً للصحيفة، لا سيما في قطاع إدارة الثروات الكبيرة، فقد خرج 111 مليار فرنك سويسري من المصرف خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2022.
وقالت الصحيفة إن "كريدي سويس" يخطط لإعادة هيكلة وإن دعم المصرف المركزي السويسري ساهم ليس فقط في تعزيز الموقف المالي، بل كان إشارة مهمة للأسواق.
لكنها أضافت أن المستثمرين لا يزالون بحاجة إلى أن يقتنعوا بشأن الاستراتيجية العامة لبنك كريدي سويس، أو حتى لرؤية الكثير من التفاصيل حول إعادة الهيكلة التي تعتبر حتى الآن "غامضة للغاية ومكلفة وغير حاسمة".
وختمت الصحيفة بالقول إن مثل هذا النهج لا يفعل الكثير لكسب الثقة، وهذا هو الأهم في أسواق اليوم.
و"كريدي سويس" هو بنك استثماري سويسري متعدد الجنسيات وشركة خدمات مالية، حيث واجه في السنوات الأخيرة عددًا من التحديات والنكسات التي أثرت على سمعته وأدائه المالي.