بين يوم وآخر

نتابع ما يقوله المسؤولون السابقون، الذين تحوّلوا إلى المعارضة، فلا نملك سوى الاستغراب، والاستهجان، فحديث اليوم غير حديث الأمس، ورؤية التغيير الآن لأنّ البلاد تشهد حالة خراب، غير رؤية الماضي حيث البلاد تعيش حالة الرخاء والتقدم والاستقرار.

هي مسافات شاسعة تلك التي تفصل بين كلام المسؤول وهو مسترخٍ على مقعده السلطوي، وكلامه حين يصبح قعيد البيت، ففي الأولى يبدو متزنا يعلم الجميع دروسا عن مصلحة الوطن، وفي الثانية يظهر معارضا شرسا يعلم الجميع أيضا دروسا حول مصلحة الوطن.

فلدينا مشكلة حقيقية يمكن تسميتها بمعضلة الكرسي، ولو أردنا أن نوقف سيل الانتقادات لجعلنا الحكومة من ألف وزير، على ان تتغير بين شهر وآخر، وهكذا سيتم إرضاء كافة افراد ما يسمّى بالنخبة الاردنية، وكفى الله المؤمنين القتال.

ولكن ذاكرتنا ليست مثقوبة لننسى ما كان قاله المسؤولون، وما زلنا نتذكر كيف كانوا يتصرفون على العكس تماما مما يقولونه الان، ويبقى ان أملنا كبير بان يرشّح هؤلاء انفسهم في الانتخابات المقبلة لنعرف حجم رضى الرأي العام عنهم.