دوري المناصير لمحترفي كرة القدم : عودة الصراع .. بالقمة والقاع!
عاد الصراع ليتجدد ويشتد، أصبحت كافة الاحتمالات واردة، فالآمال تراود دزينة الفرق في دوري المناصير لمحترفي كرة القدم، اللقاءات تمضي و(الشاطر) من يستثمر الواقع ويقتنص الفرص المتاحة، ويقترب أكثر فأكثر من ملامسة طموحاته.
أسدل الستار على لقاءات الأسبوع الرابع عشر حاملا في جعبته العديد من العناوين الجديدة، يتقدمها تراجع فارق الصدارة لأربع نقاط، حيث تذوق الفيصلي أولى خسائره بالبطولة أمام مضيفه الرمثا بهدف جاء في وقت قاتل، أعاد فيه الرمثا الآمال لنفسه للمنافسة على اللقب، وأعاد الآمال للوحدات حامل اللقب.
اثارة تفيض.. ترقب وانتظار.. ولمحات فنية ممتعة.. والخشية من الخسارة والبحث عن النقاط كان العنوان الرئيس للصراع، الفيصلي المتصدر يخسر بوقت قاتل والرمثا والوحدات يفوزان وينعشان آمالهما، والبقعة يفوز ويتقدم رابعا، وشباب الأردن يتراجع خامسا بخسارة مفاجأة أمام اليرموك، واليرموك يقفز قفزة مؤثرة ويحتل المركز الثامن، والعربي يسجل فوز في غاية الأهمية، والجزيرة وذات راس يتقاسمان الحصيلة، والأيام يبدو أنها تدور على الجريحين كفرسوم والجليل.
مستجدات عديدة حملتها مباريات الأسبوع الرابع عشر كانت كفيلة لتجعل الصراع يبلغ أوجه سواء في القمة أو القاع، ما ينبىء بمباريات أشد متعة وقوة في قادم الأيام، وتبقى كافة الاحتمالات واردة على اعتبار أن كافة الفرق مرشحة للفوز ومرشحة للخسارة بذات الوقت، مما يجعل التخمين ضربا من الخيال.
وعودة للمباراة الأهم في هذا الأسبوع، حيث اتجهت الأنظار صوب ستاد الأمير هاشم بمدينة الرمثا، واستضاف فريق الرمثا نظيره الفيصلي في مباراة تحمل أكثر من عنوان، الفيصلي يبحث عن فوز يحافظ فيه على فارق الصدارة ويعزز من تطلعاته باسترداد اللقب، والرمثا الطامع بتقليص الفارق والتأكيد بأنه منافس قوي على اللقب في صورة تعيد للأذهان أمجاده الغابرة ، وما بين طموح الفريقين، كانت معطيات المباراة تأتي مثيرة بحضورها الجماهيري الذي ملأ المدرجات، وفي ظل مساعي الفريقين بحثا عن تسجيل الأهداف.
تبادل في السيطرة، ولحظات عصيبة مرت على الفريقين، فالفيصلي والرمثا كانا يخشيان نتيجة الخسارة، وحينما كانت نتيجة المباراة تشير الى أن التعادل السلبي سيكون سيد الموقف، كان علي خويلة يقنص هدف الفوز الثمين للرمثا بالدقيقة (92)، مشعلا الصراع في المنافسة على الصدارة.
الفيصلي ظل متصدرا برصيد (35) نقطة وبفارق أربع نقاط عن مطارديه الرمثا والوحدات (31) نقطة، حيث كان الوحدات يعبر كفرسوم (4-2) في مباراة لم يقدم فيها الوحدات المستوى المطلوب بل أن كفرسوم كان في أكثر من مشهد قادرا على احراج الوحدات لو كتب له التوفيق في بعض الهجمات التي فاحت عبرها رائحة الخطورة وكشفت مرمى شفيع في أكثر من مرة.
وتقدم البقعة خطوة مؤثرة واستعاد المركز الرابع بعدما سجل فوزا مستحقا على منشية بني حسن (2-1)، المنشية الذي تقدم بهدف السبق لم يحسن الحفاظ على تقدمه حيث سرعان ما سجل البقعة هدفين سريعين في الشوط الثاني حملا امضاء يزن شاتي وعدنان عدوس، ليرفع البقعة رصيده الى (22) نقطة، فيما حل منشية بني حسن تاسعا برصيد (13) نقطة.
وأثار فريق شباب الأردن حالة الدهشة والغرابة، فبعدما بلغ الدور قبل النهائي لكأس الأردن، اعتقدنا بأن الفريق سيقدم أداء مميزا أمام اليرموك، لكن العكس هو ما حدث، فاليرموك نجح باقتناص هدف الفوز الثمين عبر تسديدة مالك البرغوثي التي لم يحسن حارس مرمى شباب الأردن أحمد عبد الستار التعامل معها، ليقفز اليرموك للمركز الثامن برصيد (14) نقطة فيما تراجع شباب الأردن للمركز الخامس برصيد (20) نقطة.
ولم ينجح فريق الجزيرة في المحافظة على تقدمه أمام ذات راس بهدف لؤي عمران، حيث سرعان ما شهد الشوط الثاني هدف التعادل لذات راس (1-1) عبر توفيق طيارة، ليحصد كل منهما نقطة مهمة، ذات راس رفع رصيده الى (15) نقطة وحل بالمركز السادس فيما رفع الجزيرة رصيده الى (14) نقطة وحل بالمركز السابع.وزاد فريق العربي من أوجاع نظيره الجليل، عندما غلبه بهدفين دون رد، حيث تقدم العربي في الشوط الأول بهدفي ياسر الرواشدة ومحمد البكار، ولم تفلح محاولات الجليل بالتعديل حيث أهدر له المهاجم أحمد مرعي ضربة جزاء جعلت مدافع العربي حاتم عقل يخرج بالبطاقة الحمراء بعدما منع بيده الكرة من الولوج في المرمى.
انتصارات مهمة، والوحدات استفاد من فوز الرمثا كما استفاد الرمثا نفسه بتقليص الفارق، وكانت فرق البقعة والعربي واليرموك أكبر المستفدين من مباريات هذا الأسبوع، فيما بدى أن كفرسوم والجليل مثقلان بالآهات والجراح وهما يواصلان اخفاقاتهما في الابتعاد عن سكة الفوز.
ووفقا لتلك المستجدات، فان بطولة الدوري ستزداد سخونة في قادم الأيام، وسيصبح الحرص على التقاط المزيد من النقاط غاية كافة الفرق خاصة أن مساحة التعويض ستتضاءل.
ومن الظواهر التي بزغت في هذا الأسبوع، تدني المنسوب التهديفي الذي استقر عند (15) هدفا فيما شهد الأسبوع الثالث عشر والثاني عشر تسجيل (21) هدفا، وربما يعود تراجع المنسوب التهديفي للتحفظ الدفاعي الذي كشفت عنه الفرق وخوفها من الخروج بالخسارة.اذن خمسة انتصارات وتعادل وحيد بين الجزيرة وذات راس هي حصيلة مباريات الأسبوع الرابع عشر.