سقوط أوروبا وأمريكا الإنساني على مقياس ريختر

أخبار البلد - الغرب الوقح يواجه الكارثة الإنسانية التي حلت بتركيا وسوريا بازدراء وتجاهل شبه كامل، وكأن ثمة نوع من الشماتة بالشعبين السوري والتركي، طبعا بتكبير العدسة، ستكون شماتة بجميع الشعوب العربية والإسلامية.

صحف وإعلاميون وأحزاب يمينية أعلنت ذلك بكل وضوح وبكل صفاقة وعبرت عن شماتتها بزلازل سوريا وتركيا، وفي مقدمة الشامتين جاءت مجلة "شارلي أبدو" التي نشرت كاريكاتيرا تهكميا على كارثة تركيا، وهي المجلة سيئة السمعة والتاريخ بنشرها رسوما كاريكاتيرية مسيئة للنبي الكريم، ثم جاء اليمين السويدي ليمنع حتى من لديه الرغبة في تقديم يد العون والمساعدة من تقديم أي شيء للمنكوبين.
حتى دولة بحجم بريطانيا لم تقدم جهودا يذكر في المساعدة في التخفيف من نتائج الزلازل وفي إغاثة المنكوبين وكل ما قدمته هو ستة ملايين دولار وهو رقم هزيل جدا ويعاني من نقص الدم والإنسانية، هذا بالطبع مقارنة بما قدمته وما تقدمه بريطانيا للحرب في أوكرانيا والذي زاد عن 3 مليارات دولار بالحدود الدنيا.
نعم لقد أصاب الكاتب البريطاني دافيد هيرست، رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي"، حين قال إن زلزال تركيا وسوريا المدمر، كشف عن وجه دول أوروبا الذي لا يعرف الرحمة.
أوروبا التي تنفق المليارات منذ عام على الحرب في أوكرانيا، تجاهلت الزلزال المدمر الذي أودى بحياة نحو 30 ألف شخص، وشرد مئات الآلاف.
وأضاف "يتيح الزلزال فرصة لإثبات أن الغرب بإمكانه أن يبني كما أن بإمكانه أن يدمر. ولكن هذا آخر ما يخطر بالبال في قلعة أوروبا اليوم".
أوروبا التي لا يثر غضبها الدم العربي الفلسطيني الذي يراق كل لحظة، ولا تجد في المعاناة الفلسطينية اليومية سوى ظلال بشر ينكرون حق دولة الاحتلال في العيش بأمان، لن تحركها مئات الصور التي بثت عبر وكالات الأنباء ووسائل الإعلام ومنصات التواصل والتي تختصر معاناة نحو 20 مليون شخص تضرروا من الزلازل في تركيا وسوريا والتي غطت مساحة تعادل أضعاف مساحة بلد أوروبي بحجم بلجيكا.
على مقياس ريختر لقد سقطت أوروبا وأمريكا في امتحان الإنسانية في بئر بلا قرار.