تفاصيل الخطة الأميركية لتهدئة الأوضاع في الضفة

أخبار البلد ــ أفاد موقع "أكسيوس" بأن الولايات المتحدة صاغت خطة أمنية لإعادة سيطرة القوات الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية على شمال الضفة الغربية بهدف تهدئة التوتر بالمنطقة.

ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قولهم إن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ضغط على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لقبول وتنفيذ الخطة الأمنية.

وقال المسؤولون إن بلينكن ضغط خلال لقائه مع عباس في رام الله، الثلاثاء، لقبول وتنفيذ الخطة الأمنية التي صاغها المنسق الأمني الأميركي، الجنرال مايكل فنزل، بهدف إعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على مدينتي جنين ونابلس.

ولم يقدم الموقع الأميركي أي تفاصيل للخطة الأمنية التي تسعى الولايات المتحدة لتنفيذها في الضفة الغربية.

يقول المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون إنهم يرون أن تراجع السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية هو سبب رئيسي للتصعيد في شمال الضفة.

وكان وزير الخارجية الأميركي التقى عباس، الثلاثاء، برام الله في ختام رحلته للمنطقة التي شملت مصر وإسرائيل أيضا، وسط تصاعد للعنف مؤخرا.

وجدد عن بلينكن دعوته لنزع فتيل العنف المتصاعد، ودعم واشنطن لحل الدولتين لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود بين إسرائيل والفلسطينيين، بحسب رويترز. في غضون ذلك، ألقى عباس باللوم على إسرائيل و"عدم وجود جهود دولية لإنهاء الاحتلال".

ولم يرد مساعدو عباس على طلبات موقع "أكسيوس" للتعليق، فيما امتنعت وزارة الخارجية الأميركية عن التعليق.

ومنذ العام الماضي، تصاعد العنف في شمال الضفة الغربية بعد عمليات عسكرية للجيش الإسرائيلي في المنطقة يقول إنها تهدف "لاعتقال مطلوبين".

وشهد العام 2022 سقوط أكبر عدد من القتلى في الضفة الغربية منذ نهاية ما يسمى بـ "الانتفاضة الثانية" (2000-2005)، حسب الأمم المتحدة.

وقتل 201 فلسطيني على الأقل، بينهم 150 في الضفة الغربية، و26 إسرائيليا في عام 2022، وفقا لفرانس برس.

وبحسب "أكسيوس"، ضعفت السلطة الفلسطينية وقواتها الأمنية على مدى السنوات الثلاث الماضية، لا سيما في شمال الضفة الغربية حيث تفتقر إلى الدعم الشعبي بسبب الأزمة الاقتصادية المستمرة والفساد المزعوم وعدم إحراز تقدم في عملية السلام للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وأدى ذلك إلى فقدان السلطة الفلسطينية السيطرة فعليا في جنين ومخيمها للاجئين، والتي تسيطر عليها الآن في الغالب جماعات مسلحة تتبعنا لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وكذلك أعضاء فتح الذين لا يلتزمون بقيادة السلطة الفلسطينية.

وتتمتع السلطة الفلسطينية بسيطرة أكبر في نابلس، لكن الميليشيات المسلحة غير التابعة لأي فصيل سياسي تكتسب موطئ قدم أيضا، خاصة بين الشباب الفلسطيني. وانهارت آخر مفاوضات لحل الدولتين التي كانت الولايات المتحدة ترعاها في عام 2014.

وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إنه بينما أيد الإسرائيليون خطة فنزل، كان للفلسطينيين تحفظات كثيرة.

وقال مسؤولون فلسطينيون لفنزل إن الخطة تنطوي على إشكالية؛ لأنها لا تتضمن أي مطالب من إسرائيل مثل تقليل توغلات الجيش الإسرائيلي في المدن الفلسطينية، بحسب "أكسيوس".

ووفقا لمصادر الموقع الأميركي، زعم الفلسطينيون أيضا أن الخطة لا تأخذ في الاعتبار حاجة السلطة الفلسطينية لبناء دعم شعبي لمثل هذه العملية.

وقالت المصادر إن الفلسطينيين أبلغوا فنزل أنهم لا يملكون الشرعية للعمل خلال النهار عندما يشن الجيش الإسرائيلي غارات أدت إلى مقتل فلسطينيين ليلا.

وقال موقع "أكسيوس" إن بلينكن حث عباس على استئناف التنسيق الأمني مع إسرائيل بعد تعليقه مؤخرا.

وكانت السلطة الفلسطينية علقت الأسبوع الماضي التنسيق الأمني مع إسرائيل بعد أكبر مداهمة تشنها القوات الإسرائيلية منذ سنوات، إذ توغلت القوات في عمق مخيم اللاجئين بمدينة جنين مما تسبب في اشتباك مسلح قُتل فيه 10 فلسطينيين.

ومن شأن وقف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل أن يقطع معظم الاتصالات بين أجهزة الأمنية بين الطرفين، مما قد يسهل على كل من الجماعات الفلسطينية المسلحة والمستوطنين الإسرائيليين العنيفين التصرف دون عوائق، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".