من المسؤول عن الوضع المأساوي للجناح الاردني في القرية العالمية في دبي ؟

اخبار البلد- دبي - خالد عياصرة -يعجب الزائر لدولة الامارات بالقرية العالمية وتشكيلها الواسع، القائم على تزاوج الحضارات في توليفة كونية متعدده، تاخذك اينما اردت الى اي دولة و حضارة احببت داخل مكان واحد.
فمن البحيرة بمراكبها الشراعية التي تقع في قلب القرية، الى المدينة الترفيهية، الى المطاعم والمقاهي الشعبية، الى الفرق التراثية والموسيقية، توليفة كرنفالية، تذكرنا بالمهرجانات الاردنية العريقة التي اعتبرت يوما ما بوابة الاردن الى العالم.
يبلغ عدد الاجنة التي تضمها جنبات القرية العالمية 28 جناحا، من بينها الجناح الاردني، والذي تبلغ مساحة 750 مترا مربعا، ويضم 37 محلا، يشرف عليه من قبل النادي الاجتماعي التابع للسفارة الاردنية في الامارات.
تضاريس القرية تعبر عن البعد الحضاري والانساني لكل جناح، فتدخل مثلا الجناح التركي فتجده يروج للتاريخ والحضارة والثقافة والسياحة التركية، ولا يحق لاي كان ان يعرض منتوجاته ان لم تكن تركية، كما لا تجد شركة سياحية لكمبوديا او الصين او لمصر، داخل الجناح التركي .
ذات الامر ينطبق على الجناح اليمني الذي يؤرخ للحضارة اليمنية قديما وحديثا من خلال المنتوجات الشعبية والمعروضات التقليدية التراثية، كما لا يحق لأي كان أن يدخل ويعرض منتوجات اخرى غير اليمنية. وهذا ينطبق على كافة الاجنحة.
فكل جناح مخصص لدولة، وكل دولة لها الحق في عرض منتجاتها الوطنية ثقافيا وحضاريا وتراثيا واقتصاديا كيفما تريد، دون تقديم الاخرين على نفسها ومصلحتها الترويجية الوطنية.
أول ما يلفت اتباهك خلال التجوال هو علم الدول الذي يرفرف فوق كل جناح، ففوق التركي يرفرف العلم التركي، وفوق اليمني والعماني والكويتي والصيني والاسباني. أما الجناح الاردني فأنه الوحيد الذي لا يعلوه علم، فالسارية تقف وحيدة عارية لا تجد ما يسترها أو يغطي سلبية الفعل الذي لا تكترث له القنصلية الاردنية في دبي.
في داخل الجناح، الحال مختلفه تماما، لا علاقة للاردن بها من قريب او من بعيد، خلا الاسم الذي يستغل من قبل البعض، للترويج لمنتوجاته وتجارته!!
لذا حاولنا الإتصال بالسفارة الأردنية في الإمارات،وبالنادي الإجتماعي، لكن، خطوط الهاتف للقنصلية دوما مشغولة، هكذا كان الجواب.
القصة لم تنتهي عند هذا الحد، الى اليسار وانت داخل قلب الجناح، ثمة معرض للبخور الكمبودي يقوده رجلا ذو سنحة اسيوية، والى جانب منه معرضاً للمنتوجات الصينية، وثمة أخر باكستاني، ورابع سوري وأخر فلسطيني وسادس هندي، وهناك في اخر الجناح ركنا صغيرا خجولا، يأخذ الصفة الأردنية، سقطت صورته كونه له صلة بكل شي، عدا الاردن.
الادهى والامر من ذلك كله، وجود فرقة تراثية تتراقص وتدبك دبكاتنا الشعبية بملابس اردنية على اغنياينا، مع ان اعضاء الفرقة في غالبيتهم سوريين – تضم شبابا وفتياتا - كما قال لنا احد اعضاءها، وكان الاردن لا يمكلك فرقا شعبية !!
في الجناح الاردني يحق لجميع الدول أن تعرض معروضاتها عدا المنتوجات الاردنية، في الجناح الاردني لا يوجد شي يمثل الاردن خلا مجسمان لدلتي قهوة تستقبلان الداخل يحرسها كبمودي عن اليمن وصيني عن اليسار!!
تجدر الاشارة الى أن القنصلية الاردنية في دبي أقامت عشاء قبل اسبوعين، حضرة عدد من المدعووين ورجال الاعمال. في حين تبخل القنصلية الموقرة عن تصويب وضع الجناح الاردني المزري، في القرية العالمية، في مدينة دبي، التي لم يقصر مسؤوليها عن توفير كافة المستلزمات لانجاحها. بمقابل ذلك هل تملك القنصلية الاردنية في دبي المقدرة على دعم الجناح الاردني، خصوصا في ظل وجود قنصلا جديدا فيها، فهل يملك القنصل صقر أبو شتال النعيمي، افكارا عملية لتطويرها ودعمها، ويا حبذا لو كان هناك عشاء عمل، يناقش خلاله وضع الجناح الاردني ودعمه، خصوصا في ظل شح الامكانيات المتاحه للقنصلية.
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com