المفكر الالماني يتحدث عن الجزيرة والعربية والتقارير الكاذبة



أفرد تودنهوفر فقرة عن دور الإعلام في الثورات العربية، وبدأ بإقرار حقيقة أنه (جرى تسريع دوران عجلة الثورات وإمتداد تأثيرها بشكل هائل من قبل الإعلام الحديث). ووصف دور قناتي الجزيرة والعربية بالآتي (تعمل هاتان القناتان العربيتان سوية مع بعض الشبكات الإخبارية الغربية لصب الزيت على النار، فهي تضخّم الثورة وتعطيها حجما أكبر واقوى من حجمها الحقيقي). ويضيف عن سبب تبني الجزيرة للثورات العربية بالقول (قناتا الجزيرة و العربية هما الموجهتان الرئيسيتان للمليونيات العربية. أمير قطر هو الموجّه لقناة الجزيرة ثمّ تحوّل إلى أكبر مزود للثورات العربية بالأسلحة. لم تعد الجزيرة و العربية قنوات إخبارية ولكن محركاً ويداً ضاربة للثورات طالما أن هذه الثورات ليست موجهة ضد المشايخ في الخليج أو ضد السعودية. قطر هي في المقام الاول قاعدة أمريكية جيوستراتيجية وفي المقام الثاني هي دولة عربية صغيرة تعدادها عدة مئات من الألاف من السكان).
ثم يتحدث عن التقارير الكاذبة التي بثتها الجزيرة والعربية وتحقق بنفسه من كذبها حيث يقول كنت شاهدا على الكثير من التقارير الكاذبة وتحقق بنفسه من كذبها التي لو أردت تدوينها لملأت صفحات كتاب). ويسرد في دراسته الكثير من تلك التقارير التي تأكّد بنفسه أنها ملفقة....

يستعرض تودنهوفر لعبة الغرب في تلفيق الأخبار لتبرير عمل عدواني محدد ثم يجري تناسيها بعد أن تحقق أغراضها، ويضرب لذلك مثلين صارخين حيث يقول (إدّعى مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية السيد مورينو أوكامبو وإدّعت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة السيدة سوزان رايس أن جيوب جنود القذافي كانت مليئة بالفياغرا من أجل إغتصاب النساء، والحقيقة لم تكن كذلك، وأصلا القتلة ومغتصبو النساء لا يحتاجون للفياغرا، وهكذا إختفت رواية الفياغرا من عناوين الأخبار بعد أن أدّت غرضها في تبرير قيام قوات الناتو بتدمير دبابات القذافي في مداخل مدينة بنغازي، بالضبط كما حصل في كذبة (حاضنات الأطفال) الكويتية التي استخدمت ضمن مبررات شن حرب الخليج الثانية.
.

بدا الدكتور تودنهوفر متحاملا بعض الشيء على العقيد القذافي ونظامه، وقال إن القذافي توعّد بملاحقة الثوار (زنقة زنقة) ثم إنتهى الأمر بأن لاحقه الثوار زنقة زنقة. والحقيقة هي أن حلف الناتو هو الذي لاحق القذافي زنقة زنقة، أما المتمردين فكانوا كالكومبارس يملأون المشهد لإغراض إعلامية بينما الجهد العسكري موكول للناتو الذي حوّل هذا التمرد إلى مناسبة لتصفية الحساب مع القذافي وللإغارة على أهداف مدنية وإقتصادية لإعادة ليبيا إلى عصر ماقبل الصناعة..


تودنهوفر يتعرض للإعتداء في ميدان التحريرفي مصر
يبدو أن تجربة الدكتور تودنهوفر مع الربيع العربي لن تقف عند حدّ، عاد تودنهوفر للمشاركة في إحتفالات شعب مصر بالذكرى السنوية الأولى لثورة يناير، وفي ميدان التحرير المكتضّ بمئات الألاف من البشر إعترضه بعض الغوغاء و(البلطجية) وإعتدوا عليه بالضرب وكسروا نظارته وحاولوا سرقة نقوده وهاتفه، كما هجموا على مرافقته المصورة الألمانية وجردوها من ثيابها وحاولوا إغتصابها لولا تدخل بعض الثوار الذين أنقذوهما. هذ الحادثة لم تكن الوحيدة في ميدان التحرير ذلك المساء، فقد سجلت عشرين محاولة إغتصاب، وهي تعطي صورة عن إندساس الغوغاء في الثورة أو حتى خيانة الثوار لمبادئهم والتي تطرق اليها تودنهوفر في دراسته وحذّر منها...........
دور القوى الإقليمية والقوى الكبرى... تحاول القوى الإقليمية والقوى الكبرى دائما أن يكون لها دور في سياق الثورات وأن توجهها من أجل أن تكون لها الكلمة الأخيرة في تحديد المنتصرين.
بعد أن فوجئت الولايات المتحدة بأحداث تونس ومصر حاولت أن تجعل من الربيع العربي فرصتها التاريخية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق تصوراتها. ومعلوم إن الهدف الأساسي للولايات المتحدة ليس الديمقراطية بل تعزيز وحماية مصالحها في شرق أوسط كبير موالٍِ لها. حلفاء أمريكا مثل السعودية والبحرين ليس لديهم ما يخشونه من الغرب طالما إنه يسمح لهم بمواجهة الحركات الديمقراطية في بلدانهم بالهراوات.
وبالمقابل يتصرف الغرب بطريقة مختلفة عندما يتعلق الأمر بالثورات في دول معادية له، فهي تعطيه الفرصة للتخلص من الأنظمة التي تضمها قائمته للأنظمة المارقة، كما هي الحالة إزاء القذافي ثم الأسد، كما إنها تعطيه الفرصة، من جديد، لحمل لواء الدفاع عن حقوق الإنسان وتشكيل تحالفات (مقدسة) للدفاع عن الديمقراطية، وهو بذلك يكرر ما فعلته القوى الأوربية الكبرى في القرن التاسع عشر عندما أنشأت (التحالف المقدس) للدفاع عن الأنظمة الملكية.
وبنفس الحماسة الزائفة يقوم الغرب بدمج هدفي الديمقراطية والتدخل الأجنبي في عملية قذرة واحدة تطير بجناحي الكذب.
وحتى عندما تساعد بعض القوى الكبرى الثوار من اجل تحقيق الإنتصار فغالبا ما يسرقون منهم ثورتهم في النهاية، إنهم لا يكترثون بالحرية للمضطهدين أو لمن سماهم فرانز فانون (المعذبون في الأرض
نشرت صحيفة (سيليش زايتونغ) الألمانية يوم 5/1/2012 دراسة للمفكر الألماني الدكتور يورغن تودنهوفر عنوانها (لماذا تأخرت الثورات العربية 222 عاما عن الثورة الفرنسية
ولقيت هذه الدراسة صدى واسعا في المانيا لسببين أولهما المنزلة العالية للكاتب كمفكر جريء شديد النقد الموضوعي للسياسات العدوانية الغربية وشديد الإعجاب بالحضارة العربية والإسلامية، وثانيهما لإن الدراسة هذه لم تكن بحثا نظريا، بل خلاصة تجربة الكاتب خلال خمسين عاما قضاها متنقلا بين الدول العربية والإسلامية، وآخرها معايشته الثورات العربية عام 2011، فقد زار ليبيا مرارا خلال الصراع الدموي الأخير وكاد يفقد حياته عندما قصفت قوات الجيش الليبي سيارته في الطريق بين بنغازي والبريقة وقتل مرافقه الليبي، وكان في ميدان التحرير طيلة أيام الثورة وشارك الثوار المصريين إحتفالاتهم يوم تنحي مبارك في 11/2/2011، وهو الغربي الوحيد الذي زار درعا وحمص وحماة قبل أن تسمح سوريا بوصول وسائل الإعلام الغربية اليها.. انتهى الاقتباس
بقلم الدكتور يورغن تودنهوفر
ترجمة الدكتور عبد الواحد الجصاني.. نقلا عن سيد امين

واخيرا هذا فيض من غيض تحدث غربي عنه ... لا يسعنا الا قول شكرا لتودنهوفر ..فلقد اصابنا
صداع من تقارير ما هب ودب .. واصابنا حالة تذكرنا بشخص ظهر على قناة وقال حسبنا الله ونعم الوكيل ... واصابنا مناعة من فوضى اخبارية تملأ جيوب اصحابها المال ما داموا ان اللسان مال؟؟؟
هذا زمان بابل في بلبلة التقارير وزمان قابيل وهايبل حسدا من نفوس تتملأ جيوبها بالفلوس
وزمان هدر دماء الشباب لمن يلبسون قناع الإصلاح ... وزمان نسوا به الاصلاح فجاؤوا اليوم
يرفعونه ولم يصلحوا احوال شبابنا واحوالنا منذ ولدوا .. ارجو الاستعانة بقناة العطار لتصلح ما
افسده الدهر ولو على رائحة الاعشاب في سوق الربيع العربي ؟؟؟