فقدان الشهية مع سبق الإصرار والترصد


في خضم الأحداث وما يتوالى من قرارات حكومية تطالع المواطن الأردني كل يوم ومع كل جلسه للحكومة .... حيث يبيت المواطن قلقا عما سيطالعه يوم غد أستعجب من سرعة اتخاذ القرار التي تقضي برفع الحكومة للسلع وتعديل الأسعار وأسلوب الجباية الذي تتعامل به الحكومة مع لقمة عيش المواطن الأردني ، المواطن الذي بات غير أمنا على ما يتقاضاه قبل الهيكلة هذا السيناريو الذي جعل الشيخ الهرم يبيت ويحلم بالهيكلة لتصل في النهاية على أنها تحتاج إلى هيكلة ،عجبت من الهيكلة وما أخذته من وقت أكثر مما يستحق ، الحكومة تمر بمخاض عسير حينما تفكر بسعر الديزل والبنزين وعندما تفكر بزيادة راتب المواطن الفقير فإنها تهدر الوقت بالتفكير على عكس ما يكون فيما لو كان القرار من أجل رفع سعر سلعة فما أن ننام بالليل ونستيقظ بالنهار لنجد الأسعار نار على نار
هذا هو حال المواطن( الكحيان )حتى أننا نشفق على أنفسنا كثيرا حينما توضع اللقمة
فبتنا لا نهنأ بها فأصبحنا نعاني من فقدان للشهية
الحكومة وشبح الأسعار ما نرجوه من الحكومة أن تكون للمواطن وأن تكون معه لا عليه
الأردنيون يحبون وطنهم والوطن يفخر بهم فلا نريد أن نضيع بين الحكومة وقراراتها .فالليلة أشبه بالبارحة..... فلم تكن حكومة عمر أحسن من حكومة زيد ............. ألا رأفة بنا طلاب جامعات وأطفال بالمدارس فلتأخذكم بنا رأفة يا أصحاب القرار.. لا ندري كم من قرار وقرار ولم نرى من قراراتكم شيئا يحسن من ظروف حياتنا ،لم نعد نستطيع أو نطيق نحن بحاجة لمن يفكر بنا قبل أن يفكر بنفسه قرارات استقطاب الليبين بحجة الدخل الذي تزود به الدولة ندفع ثمنه نحن الأردنيون فلم يعد لنا مجالا حتى في توفير حبة الدواء وكأنها باتت تجارة المستشفيات لا تتسع إلا لمن يدفع أكثر وهذا ما كان من العنوان ليس على صعيد المستوى الطبي حتى بالسكن صار لا مجال وسنبقى حتى نيسان على هذا الحال الإخوة الليبيون من ناحية والسوريون من ناحية أخرى
لن نكون قساة على أنفسنا ونعامل الآخرين بسخاء كما هو حال قرارات الحكومة بقبول السوريين في المدارس مع التكفل بنفقاتهم وكتبهم بالمجان هذا من ناحية وزارة التربية أما من ناحية الصحة فقد جاءت الحكومة بقرار علاجهم بالمجان ... لا أدري ما هذا السخاء والعطاء نحتضر لنؤمن حبة الدواء وعندما تتوفر نذهب بها للأشقاء من باب (اسقي أخاك النمري ) أرى أننا من سلالة الطائي في كرمنا المبالغ فيه على الصعيد الحكومي لماذا كل هذا الكرم أأطعم غيري وصبيتي جياع ما هكذا هو الكرم حتى من المنظور الديني الدين فيه سعة وكل ذي سعة من سعته وأنا أرى أننا لا نستطيع على هذا الحمل والعبء الذي تحملنا به الحكومة فهي تأخذ ولا تعطي وبالنهاية أصبنا بفقدان الشهية ولكنني أقول أن أفقد الشهية أحب إلي من فقدان الهوية ......... أرى أنه يجب أن يأخذ القرار لدى الحكومة وقتا كالوقت الذي أخذته الهيكلة ليصار إلى هيكلة القرارات على أعصاب هادئة لا بين مد وجزر .