معادلة: ما الذي أخرج العقرب من جحرها

أخبار البلد-يقفز الى الذهن التحليلي بعد فوز ما اطلق عليه اليمين العنصري المتطرف في الدولة العبرية ، معرفة سبب هذا الفوز ، الكفيلة بمعرفة ما الذي يمكننا استقراءه لاحقا ، من جهة ، و الكف عن التخمين والتنجيم و قراءة الكف و الفنجان من جهة أخرى .
هناك بالطبع اسباب رئيسية و اخرى مساعدة في قراءة الظاهرة الاجتماعية ، ناهيك عن تداخلها مع بعضها البعض ، لكننا هنا نبحث عن سبب رئيس بارز وظاهر ، يتكثف في موضوع المقاومة الفلسطينية اليومية ضد الاحتلال منذ عملية سيف القدس التي اطلقها رمز كفاحي مشهود لدى الشعب يدعى محمد ضيف قبل حوالي سنة و نصف ، من يومها أخذت هذه الاحداث المقاومة تفعل فعلها في الكيان على الصعد العسكرية والامنية والاقتصادية و بالتالي الاجتماعية ، و هناك بالتأكيد اسباب تقف وراء اندلاع هذه المقاومة على هذه الشاكلة المكثفة ، من اهمها انسداد الافق السياسي لانهاء الاحتلال انسدادا مطبقا ، تلعثم الجهة الفلسطينية التي ظلت تنتظر الانفراج عشرين ثلاثين سنة و لا شيء غير الانتظار .
المقاومة هي من أسهمت في إخراج الكهانية اليهودية الاقرب الى داعش الاسلامية من جحورها و كهوفها ، كأنها كانت في حالة بيات ، كأنهم كانوا خجلين من دعمها والتصويت لها ، خاصة بعد ما رأوا ما ارتكبتها شقيقتها داعش الاسلامية من جرائم يندى لها جبين الانسان في اي زمان و مكان ، و مع ذلك لم تتوان حكومات نتنياهو عن دعمها سرا و علنا . كان ذلك بالضرورة سيمهد لظهور داعش بني صهيون ، فلا يتردد حزب الليكود "التاريخي" من ان يتحالف معها ، و هو ما فعله يائير لابيد العلماني عندما تحالف مع نفتالي بينيت العنصري في تقاسم الحكومة ، و هو ما فعله بني غانتس عندما تحالف مع نتنياهو قبل ذلك .
إخراج داعش اليهودية من مهاجعها لتسلم الحكم و السلطة والحرب والاستيطان والفساد والمال والسلاح التقليدي والنووي و القضاء والتوراة و تعاليم الرب في قتل العرب و حرق زرعهم و ضرعهم و اعدام أسراهم و منع علمهم و سحب جنسية من يرفض الترويض والتهويد ، كان لا بد ان يمر عبر معاقبة و مقارعة المترددين و الممانعين ، و لهذا جاءت دعوة اعتقال لابيد و غانتس و يعلون بتهمة الخيانة ، و ما كان كل ذلك ليمر دون ان يصطدم بالمظاهرات السبتية التي انتقلت مؤخرا الى حيفا والقدس ، و انتقلت الشعارات على تحو سريع من التظاهر الى العصيان المدني و ما لسوف يصاحبه من شعارات أكثر حدة في قادم الايام ، فقد ذكرت صحيفتهم الاكبر يدعوت احرنوت مؤخرا ان استخدام تعبير "الحرب الاهلية" في الايام الاخيرة ارتفع بنسبة 9000% .
***********
"أعرف بحار البحارين / كان يقاوم أوساخا يستمتع حين يقاومها / حيث العُثّة في بلد العسكر / تفقس بين الإنسان وثوب النوم وزوجته ، وتقرر صنف المولود / وأين سيكوي ختم السلطان على إليته / حرّك بيت العقرب تخرج مكرهة". ...... مظفر النواب .