فساد برعاية عشائرية
يوميا نرفع آلاف الشعارات وننظم مئات الاعتصامات ومئات المسيرات مطالبين بمكافحة الفساد آملين أن نرى كل رموز الفساد قابعين في مكانهم الطبيعي خلف قضبان حديدية سميكة يصعب اختراقها وهي ليست كقضبان حديد الخزينة التي سهل عليهم (الهبش) منها دون رادع أو وازع ديني أو أخلاقي اتجاه وطنهم أو مواطنيه (الغلابى) الذين أكل الدهر عليهم وشرب ونخرت آثار الفساد عظامهم. كم ودننا أن نرى هؤلاء يرتدون الافرهول الأزرق ويتناولون مكعبات (الحلاوة) مع كوب من الشاي البارد الذي يطول انتظاره في طابور لم يتعودوا الوقوف فيه .
بدأت الحكومة العاجزة تنتقي الفاسدين انتقاء وعلى نظام الفزعة تنتقيهم حسب ترتيب تنازلي من الأضعف للأقوى وكأنها تجري تجارب جس نبض للشارع فمدة التوقيف مربوطة بقوة العشيرة أو القوة الداعمة التي ينتمي إليها الفاسد وكأنها حددت مدة التوقيف بعدد المعتصمين المطالبين بالإفراج عن ابن العشيرة البار بحيث لا تتجاوز الشهر في أحسن أحوالها حتى علت الأصوات التي تطالب بعدم مس فلان أو علان وعلى نظام (ماحدا أحسن من حدا)
الأسماء الكبيرة التي (لعلعت) في عالم الفساد لازالت عصية على حكومتنا الرشيدة التي وقفت عاجزة أمامها، حتى مجرد استدعائها أو التفكير فيه أصبح ضرب من الكفر مع أن تلك العملية ليست معقدة ولا تحتاج لتفكير أو صبر فهذه الأسماء أصبح يعرفها طالب الإعدادية في مدرسة بلدتنا ولا تحتاج إلا لإرادة قوية من الحكومة التي تدعي الولاية لنفسها باستدعاء هؤلاء البهلوانات والزج بهم داخل السجون وترك شانهم للقضاء العادل الذي لطالما وثقنا به وبنزاهته حتى يقول كلمته فيهم وسنكون في قمة الرضا حتى لو برأهم القضاء فلماذا نخافهم وهم لم يحسبوا لنا حساب عندما انطلقت أيديهم تنهب خيراتنا حتى انتفخت كروشهم واتخمت بمقدرات الوطن وقوت أبنائه.
لابد للحكومة أن تثق بنفسها وبشعب هذا الوطن وان تعلم أن الظلم إذا عم أصبح عدلا وإنها إن تناولت كل رؤوس الفساد فلن تجد من العشائر التي تحمي أبنائها الآن إلا كل دعم وتأييد وأن ما جعل بعض ابناء العشائر تهب لنجدة ابنائها ممن اتهموا بقضايا فساد هو انتقائية الحكومة وتقسيم الفاسدين الى درجة سوبر واولى وثانية, شالآن أصبح أمامنا خيارين إما الصفح عن جميع ممن اتهموا بقضايا الفساد وترك الحال كما هو عليه أو محاسبتهم جميعا وذلك هو العدل ياسيادة القاضي.
هلال العجارمه
helalajarmeh@yahoo.com