أمة لا تعرف قدر نبيها
ما مِنْ يومٍ ينشقُّ فجرُه ، إلَّا وملايينُ الشِفاهِ تُردِدُ اسم سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – ، وما مِن لحظةٍ تمرُّ في عُمر الدنيا ، إلا وكلمات الأذان تصدحُ في الأجواءِ ، بأنَّ سَيدَنا محمدًا ، هو رسولُ اللهِ .
سَيحتضِنُ يومُ السبتِ المُقْبِلِ بمشيئةِ اللهِ ، أعظمَ مناسبةٍ عرفَها التاريخُ ، إنَّها ذِكْرَى مِيلادُ سيِّدِنا محمدٍ – صلى الله عليه وسلم - .
فإذا ذُكِرت الشهور فحيَّ على ربيعٍ الأول ، ربيعِ النورِ والحياةِ ، ربيعِ الحقِّ والهُدى ، ربيعِ الجمالِ والجلالِ ، ربيعِ المجدِ والخلودِ والبقاءِ .
وإذا ذُكِرَت الأيامُ فحبَّذا يومُ الاثنين،،وإذا عُدَّت الأوقاتُ فما أبهى طلعةَ الفجرِ ! ، لأنَّك يا سيدي يا رسولَ اللهِ وُلِدْتَ معَ الفجرِ وصدقَ اللهُ العظيمُ إذْ يقولُ :( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوعَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)164آل عمران
إنَّ شأنَ المؤمنين عندَ اللهِ عظيمٌ ، وإنَّ قدرَ الحبيبِ عندَ ربِّه لكريمٌ ، فلقدْ خلقَ اللهُ تعالى الخلقُ واصطفى من الخلقِ الأنبياءَ ، واصطفى مِنِ الأنبياءِ الرسلَ ، واصطفى من الرسلِ أولِي العزمِ الخمسةِ – نوحًا ، وإبراهيمَ ، وموسى ، وعيسى ، ومحمدًا – صلوات الله وسلامُه عليهم أجمعين – واصطفى من أولِي العزمِ ، الجليلين الحبيبين إبراهيمَ ومحمدًا – واصطفى محمدًا – صلى الله عليه وسلم – على جميعِ خلقِه ، فشرحَ لهُ صَدْرَهُ ، ورفعَ له ذِكرَه ، وأعلى له قدرَه ، ووضعَ عنه وِزْرَه ، زكَّاه ربُّه – عزَّ وجلَّ – في كلِّ شيءٍ ، ومِن زكَّاهُ ربُّه فلا يجوزُ لأحدٍ من أهلِ الأرضِ قاطبةً ، أنْ يظنَّ أنَّه يأتي في يومٍ من الأيامِ ليزكِّيه ، بلْ إنَّ أيَّ أحدٍ وقفَ ليزكِّي رسولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – وليتكلمَ عن قدَرِ الرسولِ – صلى الله عليه وسلم – فإنَّما يرفعُ من قدرِ نفسِه ، ومن قدرِ السامِعين .
زكَّاه في عقلِه ، فقالَ – جلَّ وعلا - : ( مَا ضلَّ صَاحِبُكُم وَمَا غَوَى )
زكَّاهُ فِي بصرِهِ ، فقالَ – جلَّ وعلا - : ( مَا زاغَ البصرُ ومَا طَغَى )
زكَّاهُ فِي صدرِهِ ، فقالَ جلَّ وَعلا – : ( ألمْ نَشْرَحْ لكَ صَـــــدْرَك )
زكَّاه في ذِكْرِه ، فقالَ – جلَّ وعلا - : ( وَرَفَعْنَا لكَ ذِكْـــــــــــرَكَ )
زكَّاهُ في طُهْرِهِ ، فقالَ – جلَّ وعلا - : ( وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ )
زكَّاهُ في عَلمِهِ ، فقالَ – جلَّ وعَلا - : ( علَّمَهُ شَـــــديدَ القُوى )
زكَّاهُ في حِلْمِهِ ، فقالَ – جلَّ وعلا - : ( حريصٌ عَليْكُمْ بِالمُؤمِنِينَ رَؤوفٌ رَحِيمٌ )
زكَّاهُ كلَّـــــــــه ، فقال – جلَّ وعَلا - : ( و إنَّكَ لَعَلَى خُلقٍ عَظِيم )
روى الطبرانيُّ عنْ عبدالله بنِ سَلَّام ، أنَّ زيدَ بنَ سعنةَ - وهو الحَبْرُ الأعظمُ من أحبارِ يهود – قالَ : ( ما مِنْ شيءٍ منْ علاماتِ النبوةِ ، إلَّا وقَدْ عرفتُه في وجهِ النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – حينَ نظرتُ إليِّه إلا اثنتين : الأولى : يسبِقُ حِلمَهُ جَهْلَهُ .
الثانية : لا تزيدُه شِدَّةُ الجهلِ عليهِ إلا حُلمَا ، يقولُ زيدُ بنِ سعنةَ : فخرجَ رسولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – يومًا من الحُجُراتِ معَ عليَّ بنِ أبي طالبٍ – وإذْ برجل من الأعرابِ ، يٌقبِلُ على النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – ويقولُ : يا رسولُ الله ، إنَّ قومِي في قريةِ بنِي فلان ، قدْ دَخَلُوا في الإسلامِ طمعًا ، فقدْ أخبرتُهم أنَّهم إنْ دخَلُوا فِي الإسلامِ أتاهُم رِزْقُهم رَغَدًا ، وَقَدْ نَزَلَتْ بِهم اليومَ شدةٌ ، وقحطٌ ، فأخشى أنْ يَخْرُجُوا من الإسلامِ طمعًا كما دخَلوا في الإسلامِ طمعا ، فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تغنيهم به ، فعلتَ يا رسولَ اللهِ . فالتفتَ الحبيبُ المُصطفى – صلى الله عليه وسلم – صاحبَ الخلقِ العظيمِ إلى علي بن أبي طالبٍ وسألهُ : "هلْ عندنا شيءٌ من المَالِ ؟ " فقالَ علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - : لا واللهِ يا رسولَ اللهِ لقدْ نفدَ المالُ كلُّه .
يقولُ زيدُ بنَ سعنةَ : فدنوتُ منْ مُحمدٍ – صلى الله عليه وسلم – وقلتُ لهُ : يا محمدُ ، هل تبيعُني تمرًا معلومًا في حائطِ بني فلان إلى أجلٍ معلومٍ ، فقالَ النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – " نعمْ ، أبيعُكَ تمرًا معلومًا إلى أجلٍ معلومٍ ، ولكنْ لا تُسمِّ حائطَ بني فلان " فوافقتُ وأعطيتُ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – ثمانين مثقالاً من ذهبٍ ، وأعطاها لهذا الأعرابيّ كَّلها ، وقالَ : " اذهبْ إلى قومِك فأغنِهم بهذا المالِ " فانطلقَ الأعرابيُّ بالمالِ كلِّه ، ولمْ يمضِ غيرُ قليلٍ من الوقتِ ، ورسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – مع أبي بكرٍ ، وعمرَ ، وعثمانَ ، ونفرٍ مِن أصحابِهِ بعدَ أنْ صلىَّ الجنازةَ على صاحبٍ لَه ، وأتى جدارًا ليجلسَ إليِّه في ظلِّه ، فاقتربَ منّه زيدٌ بن سعنة ، ونظرَ إلى النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – بوجهٍ غليظٍ ، وأخذَ بقميصِ النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – وردائِه ، وهزَّ الحَبْرُ اليهوديُّ رسولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – هزًا عنيفًا ، وهو يقولُ لهُ : أدِّ ما عليكَ مِنْ حقٍّ ، ومن دَينٍ يا محمدُ ، فوَ اللهِ ما عَلِمْتُكُمْ يا بني عبد المُطلب ، إلَّا مُطْلًا في أداءِ الحُقُوق وسدادِ الدُّيون ؟
فالتفتَ إليه عُمَرُ بنُ الخطَّابِ – رضي الله عنه – وعيْنُهُ تَدورُ ، وقال له : يا عدوَّ اللهِ ، أتقولُ لرسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم - : ما أسمعُ ، وتفعلُ برسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم - ما أرى؟!! والذي نفسي بيدهِ ، لولا أنِّي أخشى فَوْتَهُ ، وغضبَه لضربتُ رأسَكَ بِسيفِيَ هذا .
يقولُ زيدُ بنُ سعنةَ : وأنَا أنظرُ إلى النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – وإذا بالنبيِّ ينظرُ إليَّ في سكونٍ وهدوءٍ ، ثمَّ التفتَ المًصطفى – صلى الله عليه وسلم – إلى عُمرَ بنِ الخطَّاب وقالَ لَهُ : [ يا عمرُ لقد كنتُ أنا وهو في حاجةٍ إلى غيرِ ذلك ، يا عمرُ لقدْ كانَ مِن الواجِب عليّْك أنْ تأمُرَنِي بِحُسنِ الأداءِ ، وأنْ تأمُرَهُ بِحُسْن الطلَب ...] فبُهِتَ الحَبْرُ أمامَ هذهِ الأخلاقِ الساميةِ ، وأمامَ هذهِ الروحِ الوضِيئةِ العاليةِ مِنَ الحبيبِ المصطفى بأبِي هو وأمي – صلى الله عليه وسلم – أتدرونَ ماذا قالِ الحبيبُ صاحبُ الأخلاقِ العظيمةِ ؟ التفتَ الحبيبُ إلى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وقالَ له ُ: [ يا عمرُ خُذْهُ وأعطِهِ حقَّه ، وزِدْهُ عِشْرِين صاعًا من تمرٍ جزاءَ ما روَّعْتَه !!] يقولُ زيدُ بنُ سعنةَ : فأخذني عُمر بن الخطاب ، وأعطاني حقِّي ، وزادنِي عشرين صاعًا من تمرٍ . فقلتُ لهُ : ما هذهِ الزيادةُ يا عمرُ ؟
فقالَ : أمرنِي رسولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – أنْ أزيدَكَها جزاءَ ما روَّعتُك !! فالتفتَ الحَبْرُ إلى عمر ، وقالَ لهُ : ألا تعرفُنِي ؟ قالَ : لا ، قال . أنا زيدُ بنُ سَعنَةَ . قال عمرُ : حَبْرُ يهود ؟؟! قالَ : نعمْ . فالتفتَ إليه عمر ، وقالَ : فَما الذي حَمَلَكَ أنْ تَقولَ لرسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – ما قلتَ ؟ وعلى أنْ تفعلَ برسولِ اللهِ ما فعلتَ ؟ فقالَ زيدُ بنُ سَعنةَ : واللهِ يا ابنَ الخطاب ، ما مِن شيءٍ من علاماتِ النبُّوةِ إلا وقدْ عرفته في وجهِ رسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم - حينَ نِظَرتُ إليهِ ، ولكنَنِي لمْ ـ أختبرْ فيهِ خَصْلَتين مِنْ خِصَالِ النبوةِ . فقالَ عمرُ : ما هُمَا ؟ قالَ الحَبْرُ اليهودي : الأُولى : يَسْبِقُ حِلْمَهُ جَهْلَهُ ، والثانية : لا تَزِيْدُه شدةُ الجَهلِ إلَّا حِلْمًا ، أمَّا وقدْ عرفْتُهُما اليومَ في رسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – فأشْهِدُكَ يا عمرُ أنِي : أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنْ محمدًا رسولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم - .
ماذا تقولون أمامَ هذهِ الأخلاقِ ؟! وبأيِّ لغةٍ تُعَلِقُون ؟! وأنَا أسألُ وأقولُ : هلْ في لغةِ البشرِ ما أستطيعُ أنْ أعَبِّرَ بِه عن هذه الأخلاقِ السامقةِ ؟ ألا وربِّ الكعبةِ فلا !!
ويتجلى تكريمُ العليِّ القديرِ لحبيبِنا محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – في قَسَمِ اللهِ - عزَّ وجلَّ – بِعُمْرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم – قالَ ابن عباس – رضي الله عنه – ( واللهِ ما خلقَ ، وما ذرَأَ ، ومَا بَرأ نَفْسًا أكرمُ عليه منْ مُحمدٍ – صلى الله عليه وسلم – وما سمعتُ اللهَ ، أقسمَ بحياةِ أحدٍ غيرِ محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – فقال – جلَّ وعَلا- : ( لعمرِك إنَّهم في سَكْرَتِهِم يَعْمَهُون ) بلْ لمْ يُقْسِمْ اللهُ - عزَّ وجلَّ – لنبيٍّ مِنْ أنبيائِه بصفةِ الرسالةِ إلا لِحبِيبِنا محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – فقالَ جلَّ وعِلا - : ( يس والقُرْآنِ الحَكيمِ إنَّكَ مِنَ المُرْسَلِين)
يا أحبابَ رسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – لقدْ بعثَ اللهُ – عزَّ وجلَّ – نبيَهٌ المصطفى قدوةً طيبةً فقالَ : [ لقدْ كانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللهَ أسوةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ واليَومَ الآخرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا ]
أمَّا في وقتِنَا الحاضرِ ، فقدْ استبدلَ كثيرٌ مِنَ الناسِ بِقدوتِهم ، وأسوَتُهُم قُدْوَاتٍ زائفةٍ ، لَمَّعَتْهُم بعضُ وسائِلِ الإعلامِ المختلفةِ ، فَسَمَّتْهُم نجومُ المُجتمعِ ، وهمْ ليسوا أهلاً لذلك ، قُلِبَت موازينُ الفضيلةِ عندَ كثيرٍ من الناسِ ، وإذا أردتَ أنْ تتأكدَ من ذلك ، فاسمعْ إلى أيِّ مُقابلةٍ تجري مَعَ فنانٍ ، أو مغنٍ ، أو ممثلٍ ، أو لاعبٍ ، أسئلةً تثيرُ الاشمئزازَ والتقيوءَ ، أصبحنا كالشاة التائهة في الليلة المطيرة ، وصرنا كالأيتام على موائد اللئام ووصل حال المسلمين إلى ما وصفه الشاعر بعد أن تحول المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها إلى مليار قط يموء .
مِلْيَارُكُم لَا خَيْرَ فِيهِ كَأنَّمَا خُطَّتْ وراءَ الواحدِ الأصفارُ
أمَّةٌ لا تعرفُ قَدْرَ نبيِّها !! إنَّ الإيمانَ برسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – وحبَّهُ ليسَ مُجرَّدَ كلماتٍ نُردِدُها ، ونتغنى به ، أو قصةً تُتْلَى كقصةِ أبي زيدٍ الهِلالِي في يومٍ منْ أيامِ شهرِ ربيعِ ، ثمَّ لا تتحوَّلُ مُقتضياتُ الإِيمانِ في حياتِنا إلى واقعٍ وسلوك . ما أرخَصَهُ مِنْ حُبٍّ ؟! ما أرخَصَهُ مِنْ اتِّبَاع ؟! وما أرخَصَهُ مِنْ تَقدير ؟! بحقٍّ إنَّها أمةٌ لا تعرفُ قَدْرَ نبيِّها !!
إنَّ رسولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – لمْ يأمُرُنَا أنْ نحتفلَ بيومِ ميلادِهِ تقليدًا للنصَارى ، فقالَ : [ لا تَطَرونِي كمَا أطْرَت النَصارى عيسى بنَ مريمَ ، إنَّما أنا عبدٌ ، فقولوا : عبدُ اللهِ ورسولُه ] ولمْ يَفْعَلْ ذلك مَنْ أختارَهم اللهُ لصحبَةِ نبيِّه ، ولا التابعِين لَهُم بِإحسَان ، وإنَّما أمَرَنَا أنْ نُطبِّقَ المنهجَ الذي نَزَلَ عَليْهِ فقالَ جلَّ وعلا : [ فلا وَربِّك لا يُؤمِنُونَ حتى يُحكِّمُوكَ فِيْمَا شَجَرَ بَيْنَهُم ثمَّ لا يَجِدُونَ في أنفُسِهِم حَرَجًا مِمَا قَضَيتَ ويُسلِّمُوا تَسْلِيما ]. ولقدْ أخبرَ الرسولُ – صلى الله عليه وسلم – عنْ هذا الموقفِ الرهيبِ الذي سَيُطْرَدُ فيه أناسٌ من أمَّتِهِ عن الحوضِ فقالَ : [ إنِّي على الحوضِ أنظرُ مِنْ يَرِدُ مِنْكُمْ وسيُؤْخَذُ ناسٌ مِنْ دُونِي فأقولُ : يا ربّ منِّي ومِنْ أمَّتِي فَيُقَالُ : هلْ شَعَرْتَ ما عَمِلُوا بَعْدَكَ ؟ واللهِ ما بَرِحُوا يرجِعُون على أعقابِهم . وفي روايةٍ . " إنَّكَ لا تَدْرِي مَاذَا أحْدَثُوا مَعَكَ ؟" ] . أسأل الله رب العرش الكريم أن يجمعنا بالحبيب المصطفى وأنْ يَسقِيَنا بيدهِ الشَّريفَة شَربة لا نظمأُ بعدها أبدًا .
سَيحتضِنُ يومُ السبتِ المُقْبِلِ بمشيئةِ اللهِ ، أعظمَ مناسبةٍ عرفَها التاريخُ ، إنَّها ذِكْرَى مِيلادُ سيِّدِنا محمدٍ – صلى الله عليه وسلم - .
فإذا ذُكِرت الشهور فحيَّ على ربيعٍ الأول ، ربيعِ النورِ والحياةِ ، ربيعِ الحقِّ والهُدى ، ربيعِ الجمالِ والجلالِ ، ربيعِ المجدِ والخلودِ والبقاءِ .
وإذا ذُكِرَت الأيامُ فحبَّذا يومُ الاثنين،،وإذا عُدَّت الأوقاتُ فما أبهى طلعةَ الفجرِ ! ، لأنَّك يا سيدي يا رسولَ اللهِ وُلِدْتَ معَ الفجرِ وصدقَ اللهُ العظيمُ إذْ يقولُ :( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوعَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)164آل عمران
إنَّ شأنَ المؤمنين عندَ اللهِ عظيمٌ ، وإنَّ قدرَ الحبيبِ عندَ ربِّه لكريمٌ ، فلقدْ خلقَ اللهُ تعالى الخلقُ واصطفى من الخلقِ الأنبياءَ ، واصطفى مِنِ الأنبياءِ الرسلَ ، واصطفى من الرسلِ أولِي العزمِ الخمسةِ – نوحًا ، وإبراهيمَ ، وموسى ، وعيسى ، ومحمدًا – صلوات الله وسلامُه عليهم أجمعين – واصطفى من أولِي العزمِ ، الجليلين الحبيبين إبراهيمَ ومحمدًا – واصطفى محمدًا – صلى الله عليه وسلم – على جميعِ خلقِه ، فشرحَ لهُ صَدْرَهُ ، ورفعَ له ذِكرَه ، وأعلى له قدرَه ، ووضعَ عنه وِزْرَه ، زكَّاه ربُّه – عزَّ وجلَّ – في كلِّ شيءٍ ، ومِن زكَّاهُ ربُّه فلا يجوزُ لأحدٍ من أهلِ الأرضِ قاطبةً ، أنْ يظنَّ أنَّه يأتي في يومٍ من الأيامِ ليزكِّيه ، بلْ إنَّ أيَّ أحدٍ وقفَ ليزكِّي رسولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – وليتكلمَ عن قدَرِ الرسولِ – صلى الله عليه وسلم – فإنَّما يرفعُ من قدرِ نفسِه ، ومن قدرِ السامِعين .
زكَّاه في عقلِه ، فقالَ – جلَّ وعلا - : ( مَا ضلَّ صَاحِبُكُم وَمَا غَوَى )
زكَّاهُ فِي بصرِهِ ، فقالَ – جلَّ وعلا - : ( مَا زاغَ البصرُ ومَا طَغَى )
زكَّاهُ فِي صدرِهِ ، فقالَ جلَّ وَعلا – : ( ألمْ نَشْرَحْ لكَ صَـــــدْرَك )
زكَّاه في ذِكْرِه ، فقالَ – جلَّ وعلا - : ( وَرَفَعْنَا لكَ ذِكْـــــــــــرَكَ )
زكَّاهُ في طُهْرِهِ ، فقالَ – جلَّ وعلا - : ( وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ )
زكَّاهُ في عَلمِهِ ، فقالَ – جلَّ وعَلا - : ( علَّمَهُ شَـــــديدَ القُوى )
زكَّاهُ في حِلْمِهِ ، فقالَ – جلَّ وعلا - : ( حريصٌ عَليْكُمْ بِالمُؤمِنِينَ رَؤوفٌ رَحِيمٌ )
زكَّاهُ كلَّـــــــــه ، فقال – جلَّ وعَلا - : ( و إنَّكَ لَعَلَى خُلقٍ عَظِيم )
روى الطبرانيُّ عنْ عبدالله بنِ سَلَّام ، أنَّ زيدَ بنَ سعنةَ - وهو الحَبْرُ الأعظمُ من أحبارِ يهود – قالَ : ( ما مِنْ شيءٍ منْ علاماتِ النبوةِ ، إلَّا وقَدْ عرفتُه في وجهِ النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – حينَ نظرتُ إليِّه إلا اثنتين : الأولى : يسبِقُ حِلمَهُ جَهْلَهُ .
الثانية : لا تزيدُه شِدَّةُ الجهلِ عليهِ إلا حُلمَا ، يقولُ زيدُ بنِ سعنةَ : فخرجَ رسولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – يومًا من الحُجُراتِ معَ عليَّ بنِ أبي طالبٍ – وإذْ برجل من الأعرابِ ، يٌقبِلُ على النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – ويقولُ : يا رسولُ الله ، إنَّ قومِي في قريةِ بنِي فلان ، قدْ دَخَلُوا في الإسلامِ طمعًا ، فقدْ أخبرتُهم أنَّهم إنْ دخَلُوا فِي الإسلامِ أتاهُم رِزْقُهم رَغَدًا ، وَقَدْ نَزَلَتْ بِهم اليومَ شدةٌ ، وقحطٌ ، فأخشى أنْ يَخْرُجُوا من الإسلامِ طمعًا كما دخَلوا في الإسلامِ طمعا ، فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تغنيهم به ، فعلتَ يا رسولَ اللهِ . فالتفتَ الحبيبُ المُصطفى – صلى الله عليه وسلم – صاحبَ الخلقِ العظيمِ إلى علي بن أبي طالبٍ وسألهُ : "هلْ عندنا شيءٌ من المَالِ ؟ " فقالَ علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - : لا واللهِ يا رسولَ اللهِ لقدْ نفدَ المالُ كلُّه .
يقولُ زيدُ بنَ سعنةَ : فدنوتُ منْ مُحمدٍ – صلى الله عليه وسلم – وقلتُ لهُ : يا محمدُ ، هل تبيعُني تمرًا معلومًا في حائطِ بني فلان إلى أجلٍ معلومٍ ، فقالَ النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – " نعمْ ، أبيعُكَ تمرًا معلومًا إلى أجلٍ معلومٍ ، ولكنْ لا تُسمِّ حائطَ بني فلان " فوافقتُ وأعطيتُ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – ثمانين مثقالاً من ذهبٍ ، وأعطاها لهذا الأعرابيّ كَّلها ، وقالَ : " اذهبْ إلى قومِك فأغنِهم بهذا المالِ " فانطلقَ الأعرابيُّ بالمالِ كلِّه ، ولمْ يمضِ غيرُ قليلٍ من الوقتِ ، ورسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – مع أبي بكرٍ ، وعمرَ ، وعثمانَ ، ونفرٍ مِن أصحابِهِ بعدَ أنْ صلىَّ الجنازةَ على صاحبٍ لَه ، وأتى جدارًا ليجلسَ إليِّه في ظلِّه ، فاقتربَ منّه زيدٌ بن سعنة ، ونظرَ إلى النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – بوجهٍ غليظٍ ، وأخذَ بقميصِ النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – وردائِه ، وهزَّ الحَبْرُ اليهوديُّ رسولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – هزًا عنيفًا ، وهو يقولُ لهُ : أدِّ ما عليكَ مِنْ حقٍّ ، ومن دَينٍ يا محمدُ ، فوَ اللهِ ما عَلِمْتُكُمْ يا بني عبد المُطلب ، إلَّا مُطْلًا في أداءِ الحُقُوق وسدادِ الدُّيون ؟
فالتفتَ إليه عُمَرُ بنُ الخطَّابِ – رضي الله عنه – وعيْنُهُ تَدورُ ، وقال له : يا عدوَّ اللهِ ، أتقولُ لرسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم - : ما أسمعُ ، وتفعلُ برسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم - ما أرى؟!! والذي نفسي بيدهِ ، لولا أنِّي أخشى فَوْتَهُ ، وغضبَه لضربتُ رأسَكَ بِسيفِيَ هذا .
يقولُ زيدُ بنُ سعنةَ : وأنَا أنظرُ إلى النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – وإذا بالنبيِّ ينظرُ إليَّ في سكونٍ وهدوءٍ ، ثمَّ التفتَ المًصطفى – صلى الله عليه وسلم – إلى عُمرَ بنِ الخطَّاب وقالَ لَهُ : [ يا عمرُ لقد كنتُ أنا وهو في حاجةٍ إلى غيرِ ذلك ، يا عمرُ لقدْ كانَ مِن الواجِب عليّْك أنْ تأمُرَنِي بِحُسنِ الأداءِ ، وأنْ تأمُرَهُ بِحُسْن الطلَب ...] فبُهِتَ الحَبْرُ أمامَ هذهِ الأخلاقِ الساميةِ ، وأمامَ هذهِ الروحِ الوضِيئةِ العاليةِ مِنَ الحبيبِ المصطفى بأبِي هو وأمي – صلى الله عليه وسلم – أتدرونَ ماذا قالِ الحبيبُ صاحبُ الأخلاقِ العظيمةِ ؟ التفتَ الحبيبُ إلى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وقالَ له ُ: [ يا عمرُ خُذْهُ وأعطِهِ حقَّه ، وزِدْهُ عِشْرِين صاعًا من تمرٍ جزاءَ ما روَّعْتَه !!] يقولُ زيدُ بنُ سعنةَ : فأخذني عُمر بن الخطاب ، وأعطاني حقِّي ، وزادنِي عشرين صاعًا من تمرٍ . فقلتُ لهُ : ما هذهِ الزيادةُ يا عمرُ ؟
فقالَ : أمرنِي رسولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – أنْ أزيدَكَها جزاءَ ما روَّعتُك !! فالتفتَ الحَبْرُ إلى عمر ، وقالَ لهُ : ألا تعرفُنِي ؟ قالَ : لا ، قال . أنا زيدُ بنُ سَعنَةَ . قال عمرُ : حَبْرُ يهود ؟؟! قالَ : نعمْ . فالتفتَ إليه عمر ، وقالَ : فَما الذي حَمَلَكَ أنْ تَقولَ لرسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – ما قلتَ ؟ وعلى أنْ تفعلَ برسولِ اللهِ ما فعلتَ ؟ فقالَ زيدُ بنُ سَعنةَ : واللهِ يا ابنَ الخطاب ، ما مِن شيءٍ من علاماتِ النبُّوةِ إلا وقدْ عرفته في وجهِ رسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم - حينَ نِظَرتُ إليهِ ، ولكنَنِي لمْ ـ أختبرْ فيهِ خَصْلَتين مِنْ خِصَالِ النبوةِ . فقالَ عمرُ : ما هُمَا ؟ قالَ الحَبْرُ اليهودي : الأُولى : يَسْبِقُ حِلْمَهُ جَهْلَهُ ، والثانية : لا تَزِيْدُه شدةُ الجَهلِ إلَّا حِلْمًا ، أمَّا وقدْ عرفْتُهُما اليومَ في رسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – فأشْهِدُكَ يا عمرُ أنِي : أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنْ محمدًا رسولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم - .
ماذا تقولون أمامَ هذهِ الأخلاقِ ؟! وبأيِّ لغةٍ تُعَلِقُون ؟! وأنَا أسألُ وأقولُ : هلْ في لغةِ البشرِ ما أستطيعُ أنْ أعَبِّرَ بِه عن هذه الأخلاقِ السامقةِ ؟ ألا وربِّ الكعبةِ فلا !!
ويتجلى تكريمُ العليِّ القديرِ لحبيبِنا محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – في قَسَمِ اللهِ - عزَّ وجلَّ – بِعُمْرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم – قالَ ابن عباس – رضي الله عنه – ( واللهِ ما خلقَ ، وما ذرَأَ ، ومَا بَرأ نَفْسًا أكرمُ عليه منْ مُحمدٍ – صلى الله عليه وسلم – وما سمعتُ اللهَ ، أقسمَ بحياةِ أحدٍ غيرِ محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – فقال – جلَّ وعَلا- : ( لعمرِك إنَّهم في سَكْرَتِهِم يَعْمَهُون ) بلْ لمْ يُقْسِمْ اللهُ - عزَّ وجلَّ – لنبيٍّ مِنْ أنبيائِه بصفةِ الرسالةِ إلا لِحبِيبِنا محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – فقالَ جلَّ وعِلا - : ( يس والقُرْآنِ الحَكيمِ إنَّكَ مِنَ المُرْسَلِين)
يا أحبابَ رسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – لقدْ بعثَ اللهُ – عزَّ وجلَّ – نبيَهٌ المصطفى قدوةً طيبةً فقالَ : [ لقدْ كانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللهَ أسوةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ واليَومَ الآخرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا ]
أمَّا في وقتِنَا الحاضرِ ، فقدْ استبدلَ كثيرٌ مِنَ الناسِ بِقدوتِهم ، وأسوَتُهُم قُدْوَاتٍ زائفةٍ ، لَمَّعَتْهُم بعضُ وسائِلِ الإعلامِ المختلفةِ ، فَسَمَّتْهُم نجومُ المُجتمعِ ، وهمْ ليسوا أهلاً لذلك ، قُلِبَت موازينُ الفضيلةِ عندَ كثيرٍ من الناسِ ، وإذا أردتَ أنْ تتأكدَ من ذلك ، فاسمعْ إلى أيِّ مُقابلةٍ تجري مَعَ فنانٍ ، أو مغنٍ ، أو ممثلٍ ، أو لاعبٍ ، أسئلةً تثيرُ الاشمئزازَ والتقيوءَ ، أصبحنا كالشاة التائهة في الليلة المطيرة ، وصرنا كالأيتام على موائد اللئام ووصل حال المسلمين إلى ما وصفه الشاعر بعد أن تحول المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها إلى مليار قط يموء .
مِلْيَارُكُم لَا خَيْرَ فِيهِ كَأنَّمَا خُطَّتْ وراءَ الواحدِ الأصفارُ
أمَّةٌ لا تعرفُ قَدْرَ نبيِّها !! إنَّ الإيمانَ برسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – وحبَّهُ ليسَ مُجرَّدَ كلماتٍ نُردِدُها ، ونتغنى به ، أو قصةً تُتْلَى كقصةِ أبي زيدٍ الهِلالِي في يومٍ منْ أيامِ شهرِ ربيعِ ، ثمَّ لا تتحوَّلُ مُقتضياتُ الإِيمانِ في حياتِنا إلى واقعٍ وسلوك . ما أرخَصَهُ مِنْ حُبٍّ ؟! ما أرخَصَهُ مِنْ اتِّبَاع ؟! وما أرخَصَهُ مِنْ تَقدير ؟! بحقٍّ إنَّها أمةٌ لا تعرفُ قَدْرَ نبيِّها !!
إنَّ رسولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – لمْ يأمُرُنَا أنْ نحتفلَ بيومِ ميلادِهِ تقليدًا للنصَارى ، فقالَ : [ لا تَطَرونِي كمَا أطْرَت النَصارى عيسى بنَ مريمَ ، إنَّما أنا عبدٌ ، فقولوا : عبدُ اللهِ ورسولُه ] ولمْ يَفْعَلْ ذلك مَنْ أختارَهم اللهُ لصحبَةِ نبيِّه ، ولا التابعِين لَهُم بِإحسَان ، وإنَّما أمَرَنَا أنْ نُطبِّقَ المنهجَ الذي نَزَلَ عَليْهِ فقالَ جلَّ وعلا : [ فلا وَربِّك لا يُؤمِنُونَ حتى يُحكِّمُوكَ فِيْمَا شَجَرَ بَيْنَهُم ثمَّ لا يَجِدُونَ في أنفُسِهِم حَرَجًا مِمَا قَضَيتَ ويُسلِّمُوا تَسْلِيما ]. ولقدْ أخبرَ الرسولُ – صلى الله عليه وسلم – عنْ هذا الموقفِ الرهيبِ الذي سَيُطْرَدُ فيه أناسٌ من أمَّتِهِ عن الحوضِ فقالَ : [ إنِّي على الحوضِ أنظرُ مِنْ يَرِدُ مِنْكُمْ وسيُؤْخَذُ ناسٌ مِنْ دُونِي فأقولُ : يا ربّ منِّي ومِنْ أمَّتِي فَيُقَالُ : هلْ شَعَرْتَ ما عَمِلُوا بَعْدَكَ ؟ واللهِ ما بَرِحُوا يرجِعُون على أعقابِهم . وفي روايةٍ . " إنَّكَ لا تَدْرِي مَاذَا أحْدَثُوا مَعَكَ ؟" ] . أسأل الله رب العرش الكريم أن يجمعنا بالحبيب المصطفى وأنْ يَسقِيَنا بيدهِ الشَّريفَة شَربة لا نظمأُ بعدها أبدًا .