العلاقات الروسية (والصينية) مع واشنطن... على شفا «القطيعة»؟؟
أخبار البلد-
قد يبدو السؤال مُستغرباً في الظروف الدولية الراهنة والمُرشحة لمزيد من التوتر والإحتقان, ما يَفترض من بين أمور أخرى عدم إيصال العلاقات بين القوى الكبرى الى نقطة اللاعودة، خصوصاً في ظل الحديث الذي لم يتوقّف عن احتمال الإنزلاق إلى مواجهة نووية, على ضوء يوميات ووقائع الحرب الأوكرانية, والإنخراط الأميركي (والناتوي) المُتدحرج في هذه الحرب, على نحو ليس مُبالغة القول إن إدارة بايدن باتت تشارك عمليّاً في حرب كهذه, عبر وسائل وقرارات عديدة ليس أقلها قرار تزويد حكومة زيلينسكي بمنظومة باتريوت الصاروخية للدفاع الجوّي. فضلاً عن وجود خبراء في غرف العمليات الأوكرانية وعلى الجبهات (كما تقول تقارير غربية مُتواترة), إضافة بالطبع إلى مشاركة الأقمار العسكرية/الأميركية كما أقمار دول الناتو في تزويد الجيش الأوكراني بالإحداثيات ومواقع الجيش الروسي.
في الأثناء تبرز التصريحات «النارِيّة» وغير المسبوقة في حدّتها التي يطلقها المسؤولون الروس (كما الصينيونً) في شأن طبيعة ومستقبل العلاقات بين موسكو (وبيجين) مع واشنطن. كان آخرها الوصف الذي أطلقه السفير الروسي لدى الولايات المتحدة اناتولي انطونوف الجمعة الماضي(23/ 12) عندما شبَّه وضع العلاقات بين البلدين بأنها في «عصر جليدي", قائلاً: إن احتمال حدوث صدام بينهما «مُرتفعة", وفق ما أوردت وكالة تاس الروسية، مُضيفاً أنه «من الصعب القول متى يُمكن استئناف محادثات بشأن حوار استراتيجي بين الجانبين، لكنه وفي إشارة أخرى لفت الى أن مسألة تبادل السجناء «فعّالة » وستستمر.
في المقابل.. كانت لافتة التصريحات مُرتفعة النبرة والمتميزة بالتحدّي, والمحمولة على تحذيرات جديّة التي أطلقها رئيس الدبلوماسية الصينية «وانغ يي", في ما خصّ طبيعة العلاقات الصينية/الأميركية, التي قال عنها أول أمس/الأحد, أنها واجهتْ صعوبات «جديّة» في العام الجاري. لافتاً الى أن بلاده «تصدّت» بحزم للإستفزازات والضغوط من طرف الولايات المتحدة، مُوضّحاً في كلمة ألقاها في ندوة حول الدبلوماسية الصينية, أن التعقيدات في العلاقات الثنائية، ظهرتْ بسبب استمرار الولايات المتحدة في اعتبار الصين منافسها الرئيسي، وانخرطتْ–أضاف- في سياسة احتواء وضغط واستفزاز صارخ ضد الصين. مُؤكداً أن بيجين ردّت على ذلك باتخاذ «خطوات حاسمة لمواجهة سياسات القوة والترهيب", حاثّاً الولايات المتحدة على «تغيير مسارها والإلتزام بنظرة موضوعية وعقلانية للصين، واتّباع سياسة ايجابية وعملية تجاه بلاده، مُشدداً على ضرورة أن «تضع واشنطن أساساً متيناً لتنمية مُستقرّة للعلاقات الصينية الأميركية».
تصريحات صارمة كهذه كانت سبقتها تصريحات أكثر حدّة, أطلقها المسؤول الصيني الرفيع ذاته في مكالمة هاتفية «قبل يومين» من تصريحاته الأخيرة (23/ 12) في مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي/ بلينكن, قائلاً له: لا يمكنكم الحديث عن «التعاون والطعن» في وقت واحد, داعياً الولايات المتحدة للتوقّف عن كبحِ وقمعِ تنمية الصين».
ماذا تقول الولايات المتحدة في شأن علاقاتها بموسكو (كما بيجين)؟.
في بنود ميزانيتها العسكرية للعام المقبل, اعتبرت إدارة بايدن مرة أخرى (كما العام الذي سبقه), ان روسيا والصين دولتان «غير صديقتين»، حيث أكدّت انها سـ"تستمر نحوهما دون تغيير وعبر خلق المشكلات لموسكو وبيجين». فيما سارعت الصين الى «التنديد» بمشروع قانون الإنفاق الدفاعي السنوي الذي قدمته إدارة بايدن للكونغرس, معتبرة إيّاه «استفزازاً سياسيّاً خطراً، وتدخّلاً صارخاً في الشؤون الصينية الداخلية». (علماً ان مشروع الميزانية هذا خصّص (10) مليارات دولار للمساعدات العسكرية لتايوان, من ضمن ميزانية الدفاع الجديدة التي بلغت 850 مليار دولار).
في الوقت ذاته الذي اكّد فيه وزير الخارجية الصيني/ وانغ يي اول أمس/الأحد, ان «الثقة السّياسية والاستراتيجية المُتبادلة بين روسيا والصين تعزّزت خلال العام الماضي»، وأنّ العلاقات بين البلدين «قوية كالصخر».
فيما جاء ردّ موسكو عبر تصريح أدلى به عضو لجنة مجلس الدوما الروسي للأمن ومكافحة الفساد/شكاغوشيف بقوله:ان استراتيجية واشنطن لم تتغيّر عبر خلق المشاكل لروسيا الإتحادية و"بيجين» كخصمين رئيسيين لها في هذه » العولمة »، ودعم الصراعات العسكرية بشكل ثابت» ( علماً أيضاً ان واشنطن خصّصت 800 مليون لأوكرانيا في ميزانيتها الدفاعية هذه، كما سيتم استخدام «6» مليارات دولار أخرى, لـ » احتواء روسيا في أوروبا «).
أين من هنا إذاً؟.
من السابق لأوانه التكهّن بالمدى الذي سيصل اليه التدهور المتدحرج, بين كل من روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى. خاصّة أن الحرب الأوكرانية مرشّحة لمزيد من التصعيد والإحتمالات المفتوحة لانتقالها الى فصل جديد. قد يدفع موسكو الى ضرب قوافل الإمدادات الأميركية/الناتوية والبريطانية والأوروبية إلى أوكرانيا. فضلاً عمّا يرشح عن هجوم مضاد روسي في العام الجديد ييجري العمل حالياً على إستكمال تحضيراته وخرائطه, «لن» تكون العاصمة الأكرانية كييف في منأى عنه.
في الأثناء تبرز التصريحات «النارِيّة» وغير المسبوقة في حدّتها التي يطلقها المسؤولون الروس (كما الصينيونً) في شأن طبيعة ومستقبل العلاقات بين موسكو (وبيجين) مع واشنطن. كان آخرها الوصف الذي أطلقه السفير الروسي لدى الولايات المتحدة اناتولي انطونوف الجمعة الماضي(23/ 12) عندما شبَّه وضع العلاقات بين البلدين بأنها في «عصر جليدي", قائلاً: إن احتمال حدوث صدام بينهما «مُرتفعة", وفق ما أوردت وكالة تاس الروسية، مُضيفاً أنه «من الصعب القول متى يُمكن استئناف محادثات بشأن حوار استراتيجي بين الجانبين، لكنه وفي إشارة أخرى لفت الى أن مسألة تبادل السجناء «فعّالة » وستستمر.
في المقابل.. كانت لافتة التصريحات مُرتفعة النبرة والمتميزة بالتحدّي, والمحمولة على تحذيرات جديّة التي أطلقها رئيس الدبلوماسية الصينية «وانغ يي", في ما خصّ طبيعة العلاقات الصينية/الأميركية, التي قال عنها أول أمس/الأحد, أنها واجهتْ صعوبات «جديّة» في العام الجاري. لافتاً الى أن بلاده «تصدّت» بحزم للإستفزازات والضغوط من طرف الولايات المتحدة، مُوضّحاً في كلمة ألقاها في ندوة حول الدبلوماسية الصينية, أن التعقيدات في العلاقات الثنائية، ظهرتْ بسبب استمرار الولايات المتحدة في اعتبار الصين منافسها الرئيسي، وانخرطتْ–أضاف- في سياسة احتواء وضغط واستفزاز صارخ ضد الصين. مُؤكداً أن بيجين ردّت على ذلك باتخاذ «خطوات حاسمة لمواجهة سياسات القوة والترهيب", حاثّاً الولايات المتحدة على «تغيير مسارها والإلتزام بنظرة موضوعية وعقلانية للصين، واتّباع سياسة ايجابية وعملية تجاه بلاده، مُشدداً على ضرورة أن «تضع واشنطن أساساً متيناً لتنمية مُستقرّة للعلاقات الصينية الأميركية».
تصريحات صارمة كهذه كانت سبقتها تصريحات أكثر حدّة, أطلقها المسؤول الصيني الرفيع ذاته في مكالمة هاتفية «قبل يومين» من تصريحاته الأخيرة (23/ 12) في مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي/ بلينكن, قائلاً له: لا يمكنكم الحديث عن «التعاون والطعن» في وقت واحد, داعياً الولايات المتحدة للتوقّف عن كبحِ وقمعِ تنمية الصين».
ماذا تقول الولايات المتحدة في شأن علاقاتها بموسكو (كما بيجين)؟.
في بنود ميزانيتها العسكرية للعام المقبل, اعتبرت إدارة بايدن مرة أخرى (كما العام الذي سبقه), ان روسيا والصين دولتان «غير صديقتين»، حيث أكدّت انها سـ"تستمر نحوهما دون تغيير وعبر خلق المشكلات لموسكو وبيجين». فيما سارعت الصين الى «التنديد» بمشروع قانون الإنفاق الدفاعي السنوي الذي قدمته إدارة بايدن للكونغرس, معتبرة إيّاه «استفزازاً سياسيّاً خطراً، وتدخّلاً صارخاً في الشؤون الصينية الداخلية». (علماً ان مشروع الميزانية هذا خصّص (10) مليارات دولار للمساعدات العسكرية لتايوان, من ضمن ميزانية الدفاع الجديدة التي بلغت 850 مليار دولار).
في الوقت ذاته الذي اكّد فيه وزير الخارجية الصيني/ وانغ يي اول أمس/الأحد, ان «الثقة السّياسية والاستراتيجية المُتبادلة بين روسيا والصين تعزّزت خلال العام الماضي»، وأنّ العلاقات بين البلدين «قوية كالصخر».
فيما جاء ردّ موسكو عبر تصريح أدلى به عضو لجنة مجلس الدوما الروسي للأمن ومكافحة الفساد/شكاغوشيف بقوله:ان استراتيجية واشنطن لم تتغيّر عبر خلق المشاكل لروسيا الإتحادية و"بيجين» كخصمين رئيسيين لها في هذه » العولمة »، ودعم الصراعات العسكرية بشكل ثابت» ( علماً أيضاً ان واشنطن خصّصت 800 مليون لأوكرانيا في ميزانيتها الدفاعية هذه، كما سيتم استخدام «6» مليارات دولار أخرى, لـ » احتواء روسيا في أوروبا «).
أين من هنا إذاً؟.
من السابق لأوانه التكهّن بالمدى الذي سيصل اليه التدهور المتدحرج, بين كل من روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى. خاصّة أن الحرب الأوكرانية مرشّحة لمزيد من التصعيد والإحتمالات المفتوحة لانتقالها الى فصل جديد. قد يدفع موسكو الى ضرب قوافل الإمدادات الأميركية/الناتوية والبريطانية والأوروبية إلى أوكرانيا. فضلاً عمّا يرشح عن هجوم مضاد روسي في العام الجديد ييجري العمل حالياً على إستكمال تحضيراته وخرائطه, «لن» تكون العاصمة الأكرانية كييف في منأى عنه.