جميل مجاهد .. إبتسامة عنوانها أردن المؤسسات .. لم يغره المنصب وظل وفياً منحازاً للوطن ولا شيء غيره !!
خاص – أخبار البلد – في هيئة تنظيم قطاع النقل العام ثمة عنوان أبرز أحبه الأردنيون ممن صدف لهم مراجعة الهيئة، حيث ابتسامة نابضة بالحياة والعطاء المهني الشفيف يطالعنا بها المهندس جميل مجاهد مدير عام الهيئة، تلك الابتسامة التي تكشف عن انسان ودود كان له من إسمه نصيب بجمال روحه ونقاء سريرته، لتكون ابتسامته عنونا صباحي لأردن المؤسسات بعيداً عن مقولة "أنا مكشر يعني أنا مسؤول" !!
جميل مجاهد الذي لا يختلف إثنان من عموم موظفي الهيئة ومراجعيها على أنه الأب الروحي الحقيقي لقوام الهيئة ومنجزاتها، وهو الدائم النشاط والحضور في الواجهة الرسمية لعمل ومهام الهئية، وقد أخذ على عاتقه الإرتقاء بواقعها، ومجابهة التحديات التي تواجهها.
وخلافا لسياسة التعتيم ونهج "التلميع" الذي يمارسه مسؤولي المؤسسات الرسمية لمجمل أعمالهم، يضع مجاهد يده على مكامن الخلل في الهيئة، مصرّراً على تعريته والخوض في تفاصيله والانطلاق نحو سبل علاج من شأنها اجتثاث كل ما من شأنه أن يعرقل مسيرة الهيئة، لإيمانه بأن قطاع المواصلات واجهة أصيلة وحقيقية للأردن الحديث الذي أراده المليك الشاب.
في قضايا المسكوت عنه في دهاليز قطاع المواصلات، وضع مجاهد يده على الجرح، ودعم فكرة عودة النقل العام للحاضنة الأردنية الحكومية، بعد أن كشف سيطرة الملكية الفردية على خطوط النقل والتي رأى بشأنها بأنها تحتكر واجهة حيوية تعمل وفق أسس ربحية بحتة على حساب نوعية الخدمة المقدمة للمواطن، فكان منطلق عمله الوطن أولاَ والمواطن قبلاً .
ولأنه يؤمن بسياسة الفعل لا القول، بادر بوضع أسس خطة لإعادة هيكلة قطاع النقل العام من حيث إعادة هيكلة " شبكة " النقل العام والتي بدأ العمل بها منذ شهر تموز من العام 2009 من خلال وضع مخطط شمولي للنقل العام في المملكة حيث سيتم رسم خارطة جديدة للنقل العام لكي تخدم أكبر عدد ممكن من المواطنين وأن تكون ذات نسبة تغطية كبيرة.
وبعقلية المسؤول المدرك الواعي، باشر كذلك في خططٍ أخرى من شأنها الحد من تفاقم أزمة المواصلات، حيث سيتم تحديد حاجة كل خط لغاية عام 2020 وسيتم كذلك تحديد مراكز الانطلاق من المجمعات، ليكون قطاع المواصلات الأردني قطاعا متطورا خاليا من الثغرات، وذلك لخدمة الإنسان الأردني الرصيد الأول للدولة الأردنية دون منازع .
مدير هيئة تنظيم قطاع النقل العام جميل مجاهد، ظل وفياً لموقعه، ولم يغره المنصب لأن ينحاز لجهة ضد أخرى، فقد كان دائم الإنحياز للوطن والمواطن، بل ومطالباً الحكومة بتقديم الدعم المالي لرفع مستوى النقل العام لقناعته أنه دون دعم حكومي لقطاع النقل العام في الأردن لن يكون هناك نقل عام مطلقاَ.
جميل مجاهد هبة حباها الله للهيئة والقطاع ولعموم الاردنيين، مؤمنا بعمله، ومدركاً بأن المسؤول الحقيقي ليس مجرد منصب، ينتهج سياسة الباب المفتوح لكل طارقٍ أو سائلٍ او صاحب حاجة ذات صلة بواقع القطاع، لم يجامل أحداً على حساب عمله ومنصبه، ولبث وفياً أميناً على موقعه يغذيه بروح المسؤولية والانتماء، وحاملاً مسؤولياته أينما حل داخل أو خارج الهيئة.
عرفه المواطن قبل المسؤول، وكسب ود الجميع بتفانيه ونظافة موقفه، فالهيئة محجّه المقدس ودون ذلك لا يعنيه طالما الاردن على رأس أولوياته ولا شيء يوازيه .
طوبى لمن حمل بداخله نموذج جميل مجاهد المنتمي الأصيل، ذلك المسؤول الذي حمل موقعهه ولم يحمله المنصب، رجل لا يسعنا إلا أن نشد على يديه وخطاه، وذلك أقل العرفان بالجميل .