فراس عوده حجازين: ما يقبل من المواطن العادي لا يقبل من المعلم

ما يقبل من المواطن العادي لا يقبل من المعلم

كثيرا ما كنا نردد في صغرنا بيت الشعر الذي يقول( قف للمعلم ووفه التبجيل كاد المعلم ان يكون رسول ) لان مكانة المعلم في المجتمع كبيره جدا وينظر اليه على انه شخص غير عادي وبالفعل قبل عقود خلت كان المعلم شخصل استثنائيا يقدم له الناس الاحترام والتبجيل ويحتل مكانة رفيعه لا يضاهيها اي مكانة اخرى لانه الوحيد الذي يحمل في عقله المعرفه والعلم وهو الذي ينشىء الاجيال على المعرفه والعلم واذكر ونحن في الصفوف الابتدائية وحتى الاعدادية اننا كنا لا نستطيع المسير في شارع عند رؤيتنا للمعلم قادما من الاتجاه الاخر.
وحتى لا يفهم من كلامي انني ضد المعلمين ومطالبهم المحقه بالنقابة اوتحسين مستوى المعيشه بل على العكس انني من اشد المدافعين ان يكون المعلم في افضل حال وان تكون مهنة التعليم من المهن الرفيعه والتي يسعى اليها الكل وليست طارده للشباب ولكن ما نحن جميعا ضده هو ما نشاهده هذه الايام من قيام بعض المعلمين بالاعتصامات على اشكالها كوسيلة للضغط على الحكومه ووزارة التربية والتعليم للحصول على بعض المطالب المحقه لهم ولكن ليس بهذه الوسيله التي يتأثر بها ابنائنا الطلبة سلبا اكثر من تأثيرها على الحكومه، وجميعا نذكر الارتباك الشديد الذي حصل في امتحانات الثانوية العامة الدورة الشتوية عندما توقف بعض المعلمون عن تصحيح اوراق الامتحان او المراقبه في القاعات كوسيلة ضغط على الحكومه .
الانباء التي ترددت اخيرا عن نية المعلمون القيام باعتصام مفتوح في بداية الفصل الدراسي الثاني لمزيد من الضغط على الوزارة لتحقيق مطالبهم برفع علاوة التعليم 100% واذا ما قام المعلمون فعلا بالاعتصام المفتوح فاننا امام معضلة كبيره تكون نتائجها كارثية على قطاع التعليم باكمله واحداث بلبلة كبيره بين الاهالي والطلبة وتدخل البلد في ازمه حقيقية نحن في غنى عنها ،لانه بالحوار فقط تسير الامور ويأخذ كل ذي حق حقه وخاصة اننا نتحدث عن فئة المعلمين الذين يفترض ان يكونوا في المقدمه في الحفاظ على قدسية التعليم وعلى الطلبة واخيرا على امن واستقرار الاردن في نهاية الامر، فليس من المقبول لبعض المهن ان تعلق عملها او تضرب عن اداء واجبها لاي سبب كان كما رأينا سابقا من اضراب اطباء الصحه عن تقديم الخدمات العلاجية للمرضى بحجة المطالبة برفع العلاوه وكم كانت المعاناه شديده للمرضى وخاصة كبار السن منهم .
كان التخوف الحكومي من انشاء نقابة للمعلمين مشروعا ومبررا وخاصة اننا نتحدث عن اكبر نقابة من حيث الاعضاء المنتسبين وكونها ايضا مسؤوله عن مليون ومنصف المليون طالب وطالب وعن قطاع مهم جدا في الدوله الاردنية وهو قطاع التعليم ، الخوف من تسييس النقابة ومن سيطرة بعض الاحزاب السياسية على مجلس النقابة اسوة ببعض النقابات الاخرى والتي يسيطر عليها اللون الواحد وان يصبح الاعتصام والاضراب الجماعي العصا التي تلوح بها في وجه الحكومات للضغط عليها لتمرير ما يريده مجلس النقابة كل هذه الامور هي التي دفعت بالحكومات المتعاقبة برفض انشاء النقابة رفضا قاطعا ومن هنا فان تلويح المعلمون بالاضراب العام في بداية الفصل الدراسي الثاني ما يؤكد هذا الهاجس لدى الحكومه ويجعلها تنظر الى النقابة نظرة ريبة وشك وليس حقا مكتسبا للمعلمين .
يجب على الجميع الجلوس الى طاولة الحوار ومناقشة الامور بمسؤولية عالية سواء من جهة المعلمين او من جهة الحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم وحل اي معوقات او مشاكل بالطرق الحضارية والسلمية والتي بالنهاية تنعكس على الطلبة والاهالي بشكل ايجابي .