لماذا هزمنا في الإنتفاضة الشعبية الأولى ...؟؟
أخبار البلد-
المفجر للإنتفاضة الشعبية الأولى - انتفاضة الحجر - عام 1987،كانت عملية دهس احد جنود جيش الكيان بشاحنته 4 عمال فلسطينيين من مخيم جباليا،في مساء 8/12/1987،ليتفجر بعدها صبيحة اليوم التالي الغضب الشعبي والجماهيري من مخيم جباليا في القطاع....ولتمتد الإنتفاضة الشعبية بلهيبها وعفويتها وزخمها الشعبي والجماهيري من القطاع الى الضفة الغربية وحتى الداخل الفلسطيني - 48- ،وكانت اداة المقاومة الرئيسية لهذه الإنتفاضة الحجر والمقلاع والكاوتشوك والمتراس ....الإنتفاضة الشعبية اندلعت رداً على التهميش السياسي والحصار العسكري للمنظمة ولشعبنا الفلسطيني ولمقاومتها ،حيث تراجع الإهتمام العربي بالقضية الفلسطينية،وكان البعض يعتقد بأن المنظمة بلغت من الضعف بعد إخراجها من ساحة النضال الرئيسية بيروت وتشتت قيادتها وقواتها العسكرية في المنافي،وتراجع الحواضن العربية والدولية لها ،قد يمكن من الطعن بشرعيتها ووحدانية تمثليها للشعب الفلسطيني،وان الفرصة مؤاتية لفرض حلول على الشعب الفلسطيني تكرس وتشرعن الإحتلال،وتفرض الوصاية على شعبنا الفلسطيني....ولكن سرعان ما نهض شعبنا وهب ليدافع عن وجوده وكل مقومات وتمظهرات هذا الوجود،حيث أمسكت القوى والفصائل السياسية بالإنتفاضة،وعملت على تأطيرها وتنظيمها في إطار تنظيمي جامع وموحد لفصائل العمل الوطني الفلسطيني،في القيادة الموحدة للإنتفاضة، وأذرعها المختلفة على طول وعرض مساحة الوطن وبلجانها المختلفة،تلك الإنتفاضة التي كان يجري توجيهها من قبل قيادة موحدة للإنتفاضة من خارج الأراضي المحتلة،وقيادة الداخل تقودها ميدانيا، ترسم فعالياتها وأنشطتها وفق برنامج وطني شامل...هذه الإنتفاضة التي تصاعد لهيبها بشكل غير مسبوق، والتي استخدم فيها وزير جيش الكيان في تلك الفترة رابين،ما عرف بسياسة "تكسير العظام" لكي يخمدها ويطفىء جذوتها، مع ارتفاع حصيلة عملية الإعتقالات وافتتاح سجون جديدة مثل النقب وعوفر وغيرها ،وتنامي ظاهرة المطاردين وحواضنهم الشعبية...فالضفة الغربية،باتت محرمة على المستوطنين،والتنقل فيها للوصول الى مستوطنات الضفة،كان يتم عبر حراسات عسكرية وسيارات عسكرية مصفحة ترافق حافلات المستوطنين،وفي فترات المساء لا يجرؤون على الخروج من "جحورهم" ....ليس كما هو الحال اليوم بعد "كارثة" أوسلو،يهاجمون شعبنا علناً وجهراً على طول الطرق والشوارع،ولا يتورعون عن الدخول الى وسط القرى والمدن الفلسطينية.إنها "بركات" و"نعم" اوسلو المشؤوم،والذي تداعياته أخطر من تداعيات نكبة 48.
الإنتفاضة كان لها قيادة اركان تنظيمية موحدة،وهدف محدد،،وبرامج اقتصادية واجتماعية لتعزيز المقاومة والصمود، وشعار ناظم " لا صوت يعلو فوق صوت الإنتفاضة" ..وكان هدفها المركزي نقل الدولة الفلسطينية من الإمكانية التاريخية الى الإمكانية الواقعية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 ،وعاصمتها القدس وضمان حق العودة للاجئي شعبنا وفق القرار الأممي (194)....هذه الإنتفاضة الشعبية التي انخرطت فيها كل قطاعات شعبنا الفلسطيني عمال وفلاحين وطلبة ونساء وفتيات وبرجوازية وطنية وقوى وفئات معنية بالحرية والتحرر....اتساعها وشموليتها وتصاعدها وشعبيتها،والأداة المستخدمة فيها من حجارة ومقاليع ومتاريس وكاتشوك،ومناظر اطفال بحجارتهم يقفون أمام مدرعات ودبابات الكيان،ألحق به ضرراً سياسياً واسعاً على الصعيد العالمي،لكي تتجند جبهة عالمية واسعة مناصرة لشعبنا الفلسطيني ومجرمة لدولة الكيان متهمة اياها بالإرهاب والوحشية والعنصرية .
الإدارة الأمريكية و بعض دول النظام الرسمي العربي ،سعوا من أجل أن يتم إجهاض الإنتفاضة وعدم امتداد مفاعليها وتداعياتها الى خارج حدود فلسطين ،فهذا الإمتداد وهذه التداعيات،قد تخلق حالة شعبية عربية تتصلب وتقوى وبالتالي تصبح خطرا على عروش النظام الرسمي العربي،وبما يشكله من تهديد مباشر للمصالح والأهداف الأمريكية في المنطقة،ولذلك جاءت المبادرة الأمريكية، بقيادة وزير خارجيتها انذاك جورج شولتز ومن ثم بيكر مع وفد فلسطيني من الداخل، مبادرة تستهدف الإلتفاف على مطالب الإنتفاضة وإجهاضها، وكان واضحاً بأن وفد الداخل الفلسطيني،أبدى موقفاً متصلباً تجاه قضايا الإستيطان والأسرى وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني،وفي الموازة كانت بعض دول النظام الرسمي العربي تمارس ضغوطا جدية على قيادة المنظمة وخاصة الفريق المتنفذ فيها، من أجل تسلم القيادة وعدم تركها لوفد وقيادة الداخل ،أي من داخل فلسطين،فهذا من شأنه ان يزيح القيادة الحالية للمنظمة عن المشهد والقيادة.
القيادة المتنفذة التي تتعرض لضغوط كبيرة من قبل بعض دول النظام الرسمي العربي،لوقف الإنتفاضة ،وإنحيازها الى مصالحها،وان لا تقود التطورات الى إزاحتها عن دفة القيادة والمشهد السياسي الفلسطيني،دفع بها للموافقة على مؤتمر مدريد ل" السلام" ومن ثم الولوج في اتفاقية أوسلو الإنتقالية ،وبالمناسبة رئيس وزراء الكيان أنذاك اسحق شامير قال " ما المانع من مفاوضات الفلسطينين والعرب عشرين عاماً دون اعطائهم شيء" ،وبالفعل صارت الأمور،كما خططت لها أمريكا والكيان ودول النظام الرسمي العربي، التي تخشى الدولة الفلسطينية،أكثر من خشية الكيان لها،فكانت اتفاقية أوسلو الإنتقالية الكارثية،أيلول/ 1993،والتي تداعياتها اخطر من تداعيات النكبة عام 48،حيث وصف ثعلب السياسة للكيان شمعون بيرس،تلك الإتفاقية بأنها بمثابة النصر الثاني لدولة الكيان بعد النكبة،هذه الكارثة التي ندفع ثمنها حتى اليوم العديد من النكبات،وتقسيم الشعب والأرض والمجتمع ،والمزيد من " التغول" و"التوحش" على حقوق شعبنا ،حيث ابتلاع الأرض لم يتوقف،وكذلك السعي لحسم مصير مدينة القدس.
نعم نجحت دولة الكيان ومعها امريكا وقوى الإستعمار الغربي وبعض دول النظام الرسمي العربي، بالتعاون وإلتقاء المصالح مع الفريق المتنفذ في منظمة التحرير الفلسطينية، في إجهاض أعظم وأطول ملحمة بطولية في التاريخ،عمدت بدماء أكثر من 1550 شهيدا وحوالي 70 ألف جريح،30% منهم عانوا من اعاقات دائمة ..ناهيك عن أكثر من 200 ألف معتقل .
ورغم كل الوضوح والإنكشاف وبعد مرور 35 عاماً على الإنتفاضة الأولى،ما زال البعض يعيش في أوهامه ويغط في نومه ويغرق احلامه وإنفصاله عن الواقع،بأن ما يعرف بالشرعية الدولية ستجلب له حقوقاً وتعيد له الأرض ،لكي يقيم عليها ما يسمى بحل الدولتين،الذي قبرته دولة الكيان الى الأبد.
الإنتفاضة كان لها قيادة اركان تنظيمية موحدة،وهدف محدد،،وبرامج اقتصادية واجتماعية لتعزيز المقاومة والصمود، وشعار ناظم " لا صوت يعلو فوق صوت الإنتفاضة" ..وكان هدفها المركزي نقل الدولة الفلسطينية من الإمكانية التاريخية الى الإمكانية الواقعية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 ،وعاصمتها القدس وضمان حق العودة للاجئي شعبنا وفق القرار الأممي (194)....هذه الإنتفاضة الشعبية التي انخرطت فيها كل قطاعات شعبنا الفلسطيني عمال وفلاحين وطلبة ونساء وفتيات وبرجوازية وطنية وقوى وفئات معنية بالحرية والتحرر....اتساعها وشموليتها وتصاعدها وشعبيتها،والأداة المستخدمة فيها من حجارة ومقاليع ومتاريس وكاتشوك،ومناظر اطفال بحجارتهم يقفون أمام مدرعات ودبابات الكيان،ألحق به ضرراً سياسياً واسعاً على الصعيد العالمي،لكي تتجند جبهة عالمية واسعة مناصرة لشعبنا الفلسطيني ومجرمة لدولة الكيان متهمة اياها بالإرهاب والوحشية والعنصرية .
الإدارة الأمريكية و بعض دول النظام الرسمي العربي ،سعوا من أجل أن يتم إجهاض الإنتفاضة وعدم امتداد مفاعليها وتداعياتها الى خارج حدود فلسطين ،فهذا الإمتداد وهذه التداعيات،قد تخلق حالة شعبية عربية تتصلب وتقوى وبالتالي تصبح خطرا على عروش النظام الرسمي العربي،وبما يشكله من تهديد مباشر للمصالح والأهداف الأمريكية في المنطقة،ولذلك جاءت المبادرة الأمريكية، بقيادة وزير خارجيتها انذاك جورج شولتز ومن ثم بيكر مع وفد فلسطيني من الداخل، مبادرة تستهدف الإلتفاف على مطالب الإنتفاضة وإجهاضها، وكان واضحاً بأن وفد الداخل الفلسطيني،أبدى موقفاً متصلباً تجاه قضايا الإستيطان والأسرى وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني،وفي الموازة كانت بعض دول النظام الرسمي العربي تمارس ضغوطا جدية على قيادة المنظمة وخاصة الفريق المتنفذ فيها، من أجل تسلم القيادة وعدم تركها لوفد وقيادة الداخل ،أي من داخل فلسطين،فهذا من شأنه ان يزيح القيادة الحالية للمنظمة عن المشهد والقيادة.
القيادة المتنفذة التي تتعرض لضغوط كبيرة من قبل بعض دول النظام الرسمي العربي،لوقف الإنتفاضة ،وإنحيازها الى مصالحها،وان لا تقود التطورات الى إزاحتها عن دفة القيادة والمشهد السياسي الفلسطيني،دفع بها للموافقة على مؤتمر مدريد ل" السلام" ومن ثم الولوج في اتفاقية أوسلو الإنتقالية ،وبالمناسبة رئيس وزراء الكيان أنذاك اسحق شامير قال " ما المانع من مفاوضات الفلسطينين والعرب عشرين عاماً دون اعطائهم شيء" ،وبالفعل صارت الأمور،كما خططت لها أمريكا والكيان ودول النظام الرسمي العربي، التي تخشى الدولة الفلسطينية،أكثر من خشية الكيان لها،فكانت اتفاقية أوسلو الإنتقالية الكارثية،أيلول/ 1993،والتي تداعياتها اخطر من تداعيات النكبة عام 48،حيث وصف ثعلب السياسة للكيان شمعون بيرس،تلك الإتفاقية بأنها بمثابة النصر الثاني لدولة الكيان بعد النكبة،هذه الكارثة التي ندفع ثمنها حتى اليوم العديد من النكبات،وتقسيم الشعب والأرض والمجتمع ،والمزيد من " التغول" و"التوحش" على حقوق شعبنا ،حيث ابتلاع الأرض لم يتوقف،وكذلك السعي لحسم مصير مدينة القدس.
نعم نجحت دولة الكيان ومعها امريكا وقوى الإستعمار الغربي وبعض دول النظام الرسمي العربي، بالتعاون وإلتقاء المصالح مع الفريق المتنفذ في منظمة التحرير الفلسطينية، في إجهاض أعظم وأطول ملحمة بطولية في التاريخ،عمدت بدماء أكثر من 1550 شهيدا وحوالي 70 ألف جريح،30% منهم عانوا من اعاقات دائمة ..ناهيك عن أكثر من 200 ألف معتقل .
ورغم كل الوضوح والإنكشاف وبعد مرور 35 عاماً على الإنتفاضة الأولى،ما زال البعض يعيش في أوهامه ويغط في نومه ويغرق احلامه وإنفصاله عن الواقع،بأن ما يعرف بالشرعية الدولية ستجلب له حقوقاً وتعيد له الأرض ،لكي يقيم عليها ما يسمى بحل الدولتين،الذي قبرته دولة الكيان الى الأبد.