سهير جرادات تكتب: الجواز الأردني.."مش بس هيك"!!.

كتبت - سهير جرادات

رد صغير من أحد المسافرين ،أثار مشاعري واستفزني،وأعتقد أنه سيستفز كل أردني غيور على وطنه ، ذلك الحوار دار بين الموظف المسؤول عن الجوازات في المطار ، وأحد القادمين من السفر ، بعد أن أمسك بجواز السفر ، وقال للمسافر : أنت أردني ، وهذا الخط لغير الأردنيين ، ليرد المسافر : لم أفهم ..


ويكرر الموظف كلامه : أنت أردني، وهنا للجنسيات الأخرى ، وبلهجة مستحدثة على أذاننا، وغريبة عن اللهجات الأردنية ، أجاب المسافر : " شو " ..ويعود الموظف ويقول : مش انت أردني؟ فرد المسافر فورا : لا ...لا ..

وبعصبية غير مزعجة كان الموظف يوجه كلامه إلى المسافر: أليس هذا جوازك ، فكان جوابه بنعم ، ليستمر الموظف بكلامه : طالما أنه جوازك ، فأنت أردني ، فكان رد المسافر المفاجئ ، وهو يسحب جوازه أيضا بعصبية : لا هذا بس "هيك "!!.


 وأنا هنا لا أستغرب كيف حمل هذا الشخص الجواز الأردني ، الذي ربما حصل عليه بالمال ، لأنه رجل أعمال، او من خلال ذلك المسؤول الامني السابق الذي منح مئات جوازات السفر الأردنية لمقيمين في الاردن ، لقاء مبالغ مالية ضخمة ، فذلك ليس بلغز يدفعنا الفضول لمعرفة تفاصيله ، ولكن أقول لكل من يحمل جواز السفر الأردني ، إنه بحسب قرار محكمة العدل العليا الأردنية (150/95 ) فإن الجوازات الأردنية تعطى لطالبيها الثابتة جنسيتهم أصلا ، أو بعد حصولهم على شهادة الجنسية ، أو التجنس وذلك وفق أحكام المادة "3" من قانون جوازات السفر، رقم 2 لسنة 1969.. وبذلك يمنح بأمر صاحب الجلالة "حسب ما هو مطبوع على الصفحة الداخلية للجواز ".


 

ولكن الجواز " مش بس هيك " ، ولكن يترتب بموجب الدستور على كل حامل له ، ويتمتع بالجنسية الأردنية كواجب مقدس ، على كل أردني الدفاع عن الوطن وأرضه ووحدة شعبه ، والحفاظ على السلم الاجتماعي ، مقابل ذلك تتكفل الدولة لكل من يحمل الجنسية الأردنية ، العمل والتعليم ضمن حدود إمكانياتها ، وتكفل الطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع الأردنيين ، حيث أن كل الأردنيين سواء أمام القانون ، لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات ، وإن اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين أو الجنس.


 وأقول ، لمن يعتقد أن جواز السفر، فقط مجرد وثيقة رسمية للسفر، أنه مخطئ .. كونه يُعرف بحامله من حيث جنسيته وهويته طبقاً للدولة التي ينتمي إليها ، وتعطيه الحق بدخول أية دولة بصفته وجنسيته، ويعطيه حق الحماية .


صحيح ان جواز السفر وثيقة للدخول ، ومطلوبة للسفر الدولي ، لتأكيد هوية المسافر ، إلا أنها ليست شرطا في العديد من دول العالم ، ومن الممكن الاستغناء عنها، كما هو الحال في دول الإتحاد الأوروبي ، وأمريكا وكندا وغيرها ، حيث لا يحتاجون جوازات السفر لتحل محلها الهوية .


 وبما أن جواز السفر هو جنسية ، ويتم التعريف عن المسافر بموجب هذا الجواز وكونه إثبات لشخصية حامله ، فعليه أن يحترم البلد التي يتمتع بجنسيتها ، ويقف على ترابها ، وأن يحافظ على قوانينها وأنظمتها ، وأمنها ويحفظ ممتلكاتها من التخريب ، ويتجنب إهدار الأموال العامة ، لا أن يقول " لا هذا بس هيك !!".


 وأوجه حديثي إلى كل من يجد أنه يحمل الجواز الأردني " بس هيك " ، ولا يريد أن يقدم للبلد التي يحمل جنسيتها ، وبالمقابل تُعرف عليه ، "لا هيك ، ولا هيك " ، عليه أن يدرك قيمة هذا البلد " هيك " من غير " بس " .. وعليه احترام الأرض التي يقف عليها ، وتطأ قدماه ترابها ، فجواز السفر الأردني ، والجنسية الأردنية ، ليست " بس هيك " ، يا من ".. هيك" .


 وتحية لذلك الموظف على وقفته النشمية اتجاه الدفاع عن وطنه واحترامه له ، فلم يقصر في توجيه كلمات مقتضبة توبيخية بحق من لا يقدر هذا الوطن وقيمته ، فالأردن يكبر برجاله وأبنائه الذين يعتزون به في كل المحافل وفي جميع المواقف.


 وكل الخزي لكل من يعقد بأن جواز السفر الأردني يقدر بالمال ..