هل التاريخ محموعة من الاكاذيب

اذا كنا نعيش احداث ما يسمى _ بالربيع العربي _ونتلمس نتائجه ونرى شواهده بأم أعيننا ...ونحن على ما نحن عليه من حيرة وارتباك وتضارب واختلاف فيما تطالعنا به الصحف والمواقع والقنوات وما تجود به علينا الاقلام من تحليل وتفسير وتاؤيل واجتهاد حتى بتنا غير مدركين ما يجري حولنا من احداث ...هذا يضخٌم الحدث واخر يهّون وهذا مصدق ّواخر مرّوج ومزوّر وذاك مصوّر وناقل واخر راسم ومتخيل كل منطلق من ولاء للحاكم او رافض له وبين هذا وذاك ضاعت الحقيقة وبهت الحدث وبتنا في صراع ابدي بين قول مقابل قول وحجة مقابل حجة فلا استقر لنا قرار ولا ثبتّ لنا رؤية ولا مسار ........



اقول ...اذا كان الامر كذلك الان ...فكيف بالامر بعد مائة او ثلاثمائة عام مثلا كيف ستتضح الصورة للاحفاد ..وعلى ماذا سيتكأؤن ..اذاكانت الصور وهي الصور تزّور وتحرّف ما بين ( قتيل او شهيد ) فكيف بالاقوال التي لا يتسع المجال لبيان زيفها وتحريفها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



لماذا هذا التضارب والتناقض في نقل الحدث والصورة ..ولماذا لا ينقل لنا الاعلام الصورة كاملة غير مجزئة ..ولماذا لا تكون لدينا اقلام _وعلى مدى التاريخ _ هدفها نقل الصورة كاملة .....كاملة... الجيد منها والسيء غير منطلقين من ولاء لذاك او حقد دفين لذاك ...فليس مطلوب منا _ كقراء _ ان نعود الى تاريخ الكاتب وارتباطاته وميوله واهدافه السياسية حتى نتاكد من موضوعية وصدقية ما يكتب ثم تعود الى الاجواء الساسية والنزاعات الادبية واختلاف المدارس الفكرية ونبدا بالمقارنة ...ثم ..ثم ..ثم ..ما هذا ؟؟؟..ما المطلوب منا كقراء ان نعرف بالضبط حتى نتّيقن من صّدقية ما يقع بين ايدينا ...ولماذا لا تذكر الامور وتوصف الاحداث كما هي بدون رتوش ولا تزيف متحررين من مشاعرنا وخواطرنا واحلامنا ثم يترك امر تقرير الامور وقياسها للقاري .




ثم ..هل ما نشكو منه هو امر خاص بنا نحن العرب ام ينطبق على باقي الامم واذا كان الامر كذلك فالى من نلجا لنصدق بان كل ما قرأناه عن التاريخ كان صحيحا وكيف لنا ان نقنع العالم باننا أمّة قدمت للحضارة (على الاقل )بمقدار ما اخذت منها لا زيادة ولا نقصان .................انها مهمة مستحيلة في زمن لا يصدق الاصوات العالية .......