الانقلاب السياسي الثاني للمستعمرة
أخبار البلد-
تمنى معسكر اليمين الإسرائيلي فشل نتنياهو وهزيمته بالانتخابات البرلمانية، فرفعوا شعار "أي واحد إلا نتنياهو"، وبدلوا بسبب نتائج الانتخابات بقولهم "نعم نتنياهو"، فقد عاشوا مساوءه وخبروه، ووجدوا أنه الأصلح من بين الأشرار، بعد نجاح من هو الأسوأ منه.
كان العلمانيون، الاشكناز، من حاملي تراث الاستعمار الأوروبي، هُم قادة الحركة الصهيونية، والمبادرون لها، الذين بنوا مشروع المستعمرة على أرض فلسطين، وقادوها في مرحلتي التوسع الأولى عام 1948، وسيطروا على ثلثي أرض الفلسطينيين، والثانية عام 1967، واحتلوا ما تبقى من فلسطين.
في عام 1977، سيطر الليكود واليمين على إدارة المستعمرة، وشكل ذلك الانقلاب السياسي الأول، الذي تحقق بفعل نتائج صناديق الاقتراع، وتولى بيغن وشامير وشارون ونتنياهو وأولمرت رئاسات الحكومة.
في انتخابات الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، حصيلة نتائج صناديق الاقتراع وقعت البداية للانقلاب السياسي الثاني، وتحول حجم الناخبين لدى المستعمرة إلى أغلبية يمينية ويمينية متطرفة ودينية متشددة إلى أكثر من 80 بالمائة من حجم الناخبين الذين صوتوا لصالح:
أولاً الأحزاب اليمينية: 1- الليكود برئاسة نتنياهو له 32 مقعداً، 2- هناك مستقبل برئاسة يائير لبيد له 24 مقعداً، 3- المعسكر الوطني برئاسة الثنائي بيني غانتس وجدعون ساعر له 12 مقعدا، 4- إسرائيل بيتنا برئاسة ليبرمان له 7 مقاعد، بمجموع 75 مقعداً.
ثانياً للمعسكر اليميني الأكثر تطرفاً، وللديني الأكثر تشدداً ويتشكل من: 1- الصهوينية الدينية برئاسة الثنائي بتسلئيل سموتريتش وبن غفير له 14 مقعداً، 2- شاس برئاسة أريه درعي له 11 مقعداً، 3- يهود التوراة برئاسة موشيه غفني له 7 مقاعد، بمجموع 32 مقعداً، مما يشير أن المعسكرين لهما 107 مقاعد من 120 مقعداً عدد نواب الكنيست.
ثالثاً ويتبقى لمعسكر اليسار 4 مقاعد لحزب العمل الذي أقام المستعمرة وقادها من عام 1948 حتى عام 1977، إلى جانب حركة ميرتس التي غابت عن البرلمان بسبب هزيمتها، وعدم تجاوزها نسبة الحسم البالغة 154 ألف صوت، حيث حصلت على 149 الف صوت فقط.
ومعسكر الأحزاب العربية الفلسطينية حصل على 10 مقاعد مقسمة على قائمتين الأولى القائمة المشتركة مكونة من: 1- تحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة برئاسة أيمن عودة مع الحركة العربية للتغيير برئاسة أحمد الطيبي لها 5 مقاعد، 2- الحركة الإسلامية وقائمتها الموحدة برئاسة منصور عباس لها 5 مقاعد، وخسارة قائمة التجمع الوطني الديمقراطي برئاسة سامي أبو شحادة، فقد أخفقت في تجاوز نسبة الحسم وحصلت على 138 ألف صوت فقط.
ماذا يقولون عن العهد الجديد؟؟
جدعون ليفي في هآرتس يوم 4/12/2022:"بالأمس كان وصف نتنياهو أنه يقود يمين متطرف، والآن يقود يمين معتدل مقارنة مع ما أفرزته صناديق الاقتراع، وسيخضع نتنياهو لكل الأمور المجنونة حتى ولو قام ببيع أمه من أجل إنقاذ نفسه من المحاكمة والسجن، فهو كذاب ابن كذاب، ولكنه الحاجز الأخير، المعقل الأخير بين الأصولية اليهودية العنصرية والمثيرة للاشمئزاز وبين دولة الأبرتهايد، لا يؤمن بالتسوية ولكنه لا يؤمن بسفك الدماء الزائد، ولهذا يمكنه وقف أعمال ذبح الفلسطينيين".
هذا مجمل ما قاله جدعون ليفي، أما أفرايم غانور في معاريف يوم 5/12/2022 يقول: "نصف أعضاء الائتلاف من الحريديم المتدينين، بعضهم لم يخدم في الجيش، يطالبون بتعزيز الهوية اليهودية، الفصل بين النساء والرجال في الأماكن العامة، حظر تشغيل المواصلات العامة يوم السبت، تعزيز صلاحيات المحاكم الحاخامية، تغيير الوضع القائم في الحرم (المسجد الأقصى)، نتنياهو على وعي بالإشكاليات في هذه المطالب، لأن من شأنها تغيير وجه الدولة إلى الأسوأ".
ليست الإجراءات المتوقعة من قبل حكومة التطرف المقبلة لدى المستعمرة مجرد عناوين إجرائية، بل هي إجراءات جوهرية ستنعكس على الفلسطينيين في منطقتي 48 و67، مثلما ستنعكس سلباً على قطاع من الإسرائيليين، ما هو المتوقع؟؟ أي تحالف سيبرز في مواجهة هذا التحالف الجديد؟؟ في مواجهة الانقلاب الثاني لدى المستعمرة؟؟ هل ثمة ما يمكن فعله؟؟.