لماذا لم يعد الانسان يستمتع بالحياة… الاسباب والدواعي
أخبار البلد - يسيطر علينا من وقتٍ إلى آخر، إحساسٌ مؤقت بالملل من كل شيء، وفقدان الرغبة بالحياة، لكن ما أن نمارس أحد نشاطاتنا المحببة إلى قلوبنا؛ حتى تعود البهجة لتملأ قلوبنا من جديد، ويعود لنا إحساسنا بمتعة الحياة وجمالها.. فكم مرةٍ قضينا على ألمنا آخر الليل بمشاهدة فيلم جميل، أو قراءة كتاب ملهم، أو سماع موسيقى عذبة؟ وكم مرةٍ انتشلتنا ضحكات الأصدقاء من حزننا، وأعادت لنا الابتسامات والأحضان رغبتنا في الحياة! تقول الدكتورة هبة علي، خبيرة التنمية البشرية لـ«سيدتي» فقدان المتعة بالحياة هو أحد أعراض الاكتئاب؛ لذلك يمكن القول إنَّ الاكتئاب أحد الأسباب الرئيسة للوصول إلى هذه الحالة، يمكنك تخطِّي ما تمر به، ويمكنك استرجاع نفسك واستعادة حياتك، فقط كن قوياً ولا تخف؛ فأهم ما في الأمر، أن تقاوم وتتحلى بالشجاعة للمواجهة؛ فأنت لست الوحيد الذي عانى، ولن تكون الناجي الأخير؛ فجميع الناس يمرون بمثل هذه المرحلة، وما يميزك هو أنَّك لن تستسلم، ولن ترضخ لمحاولة سلبك حياتك.
أسباب فقدان القدرة على الاستمتاع بالحياة:
لا تكابر على مشاعرك
• قد يحدث بسبب التعرض لمواقف قاسية أدّت إلى حدوث صدمة لدى الشخص، لم يتمكن من تجاوزها، وأثّرت على رغبته في الحياة، وسبَّبت له قلقاً وتوتراً جعلا الحياة بالنسبة إليه مصدراً للحزن والألم فقط.
• أسباب ترجع إلى مرحلة الطفولة أو المراهقة؛ فقد يكون الشخص قد عانى من طفولة مهمَلة وقاسية، ولديه تاريخ طويل من سوء المعاملة، وهذا أثَّر في صلابته النفسية وقدرته على احتمال الأزمات والضغوطات.
• الإصابة بمرضٍ ما، أجبره على تغيير أسلوب حياته السابق، وأخضعه مرغَماً لجلسات علاجية طويلة ومرهِقة نفسياً وجسدياً، وهذا ما يحصل في كثير من الأحيان مع مرضى السرطان أو السكري، أو الأشخاص الذين تعرَّضوا لحادث مفاجئ سبَّب لهم إعاقة دائمة، أو حتى مؤقتة.
• اضطرابات الأكل أيضاً قد تكون سبباً لفقدان المتعة بالحياة؛ فالنقص في بعض أنواع الفيتامينات والمعادن في الجسم، يَزيد من احتمال الإصابة بالاكتئاب، ويؤثر في المزاج العام للإنسان تأثيراً كبيراً.
• قام العلماء بالعديد من الدراسات الطبية الموسَّعة، وتبين أنَّ المصابين بانعدام اللذة، قد حصلت لديهم مشكلة في نظام المكافئات في الدماغ، والمنطقة من الدماغ المسؤولة عن نظام المكافأة، هو جزء من العقد القاعدية basal ganglia، وقد أظهرت الدراسات الحديثة أنَّ هناك أجزاء أخرى من الدماغ لها علاقة بانعدام المتعة، ومنها قشرة الفص الجبهي المسؤولة عن التخطيط، واللوزة الدماغية المسؤولة عن العواطف وتشارك في صنع القرار، والجسم المخطط في الدماغ والذي يضم العقد القاعدية المسؤولة عن نظام المكافئات.
• انخفاض مستوى الدوبامين في الجسم، وهو الهرمون المسؤول عن السعادة والبهجة، ويؤثر بشكلٍ مباشر على مناطق المكافأة في الدماغ.
• بعض أنواع الالتهاب؛ فقد ربط العلماء بين انعدام اللذة والالتهاب، وقام العلماء بقياس مؤشرات الالتهاب مثل: البروتين المناعي سي آر بي CRP والسايتوكاين، وتبين أنها مرتفعة لدى المصابين بانعدام اللذة.
• غالباً ما تصيب هذه الحالة مدمني المخدرات، وخصوصاً المخدرات من نوع ميثامفيتامين.
نصائح لكل شخص فقد قدرته على الاستمتاع بالحياة:
• تذكَّر- عندما تعتقد أنَّه لا يوجد شيء هام، ونحن قادرون على فهمك، وعندما تشعر أنَّ العالم خارج غرفتك غابة موحشة، ونحن ندرك تماماً أنَّ ما تمر به ليس سهلاً، ونقدِّر كل إحساس تعيشه- أنَّك قبل وقت قصير لم تكن تشعر بذلك؛ بل كنت تعيش لحظتك الخاصة وتستمتع بها، وكنت تعتقد أحياناً أنَّك امتلكت العالم كله بعد أن تُنهي فيلماً أو كتاباً، أو تنجز عملاً هاماً.
• ضع حدَّاً لكل هذا الملل عندما تكون فريسة السأم وفريسة الأيام المتشابهة، والأعمال المكررة والمشاعر المستهلكة، واذهب في رحلة واكتشف عالماً جديداً، واصنع أياماً مختلفة، وعُد بحقيبة مليئة بالذكريات والمغامرات، صدِّقني ستجد أنَّ ثمة أشياء تستحق الحياة.
• جرِّب أن تكون مصدر سعادة لأحدهم، أو سبباً لابتسامة طفل يبيع العلكة أو عجوز يقطع الشارع، وجرِّب أن تعطي ولو أشياء بسيطة ومعنوية، أو تقدِّم المساعدة للمحتاجين؛ فلا شيء من الممكن أن يُشعرك بالسعادة ويُعيد إليك الإحساس بقيمتك مثل العطاء، ولا شيء سيكون مفعوله سحرياً على روحك مثله.
• أخرِج الأحلام التي وضعتها في صندوق حديدي تحت سريرك من جديد، وافردها دفعة واحدة وتذكر أنَّها مازالت بانتظارك لتحقيقها.
• لا تكابر على مشاعرك؛ بل عش حزنك إلى الرمق الأخير، لكن قبل أن تنهار، افتح قلبك وامدد يدك لأهلك وأصدقائك؛ فالجميع بانتظارك وجاهزون للوقوف بجانبك.
• خذ إجازة من عملك، وغيِّر في نظام حياتك، ومارِس الرياضة، واخرج للركض، وتعلَّم الاسترخاء، وتعلَّم مهارات جديدة.
• حاول أن تضع لكل أسبوع مهمة مهما كانت بسيطة، وتأكَّد أنَّك ستكون مستمتعاً جداً وأنت تحاول تحقيقها، وستشعر بالسعادة عندما تنجزها؛ فمثلاً من الممكن أن تكون مهمة هذا الأسبوع: جمع ملابس من أهالي الحي وتوزيعها على الفقراء، أو الخروج مع جارك العجوز الوحيد في نزهة، أو مساعدة طالب محتاج بدروسه، أو حتى مهام خاصة بك، أو شراء ملابس جديدة أو كتاب، أو الذهاب لحضور حفلة.
• لا تتردد بطلب المساعدة من أهلك أو أقربائك أو أصدقائك، وإذا لم تشعر بالراحة؛ فليس عيباً أن تلجأ إلى طبيب متخصص.