غانا ومالي.. صراع مشوق

يلتقي المنتخب الغاني وصيف بطل النسخة الأخيرة والمرشح بقوة إلى جانب ساحل العاج لإحراز لقب النسخة الحالية، مع مالي اليوم السبت في فرانسفيل في قمة نارية لتحقيق الفوز الثاني على التوالي وحجز البطاقة الأولى عن المجموعة الرابعة إلى الدور ربع النهائي لكأس الأمم الافريقية لكرة القدم.
وهو ثاني دربي لغرب افريقيا في المجموعة بعد الأول الذي جمع الثلاثاء الماضي بين مالي وغينيا وانتهى لصالح الأولى 1-0، وتشهد الجولة الثالثة الأخيرة الأربعاء المقبل الدربي الثالث في المجموعة بين غانا وغينيا.
ويدخل المنتخبان الغاني والمالي المباراة وفي جعبتهما 3 نقاط بفوز على بوتسوانا وغينيا على التوالي بنتيجة واحدة 1-0، وهما يطمحان إلى النقاط الثلاث الثانية في البطولة لحسم التأهل مبكرا دون انتظار الجولة الثالثة الاخيرة.
ويمني المنتخب الغاني النفس بتجديد فوزه على مالي عندما تغلب عليها ذهابا وإيابا في التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى أنغولا 2010 ومونديال جنوب افريقيا في العام ذاته، وهما المسابقتان اللتان أبلت فيهما غانا البلاء الحسن، حيث بلغت المباراة النهائية للأولى وبتشكيلة اغلبها من منتخب الشباب المتوج باللقب العالمي العام 2009، والدور ربع النهائي في الثانية قبل أن تخسر أمام الاوروغواي بركلات الترجيح في مباراة مثيرة كان بامكان “النجوم السوداء” حسم نتيجتها في صالحهم لو لم يهدر اسامواه جيان ركلة حزاء في الثواني الاخيرة.
وقال مدرب غانا الصربي غوران ستيفانوفيتش “من الصعب ان يكون المنتخب الذي تشرف على تدريبه مرشحا لاحراز اللقب، لأن الضغوطات تكون كبيرة على اللاعبين والجهاز الفني، كما ان جميع المباريات التي تخوضها في البطولة تكون صعبة لأن الجميع يرغب في الإطاحة بك، وقد استخلصنا الدروس في البطولة الحالية على انه ليس من السهل الفوز على اي منتخب”، مضيفا “من هنا يجب ان نكون في قمة مستوانا أمام مالي المتجددة”.
صحيح ان المنتخب الغاني الذي سيتسلم كل لاعب في صفوفه 90 الف دولار في حال الفوز باللقب، حقق الفوز في مباراته الاولى على بوتسوانا، بيد انه لم يقدم ما يشفع له برفع الكأس في نهاية البطولة حيث عانى امام الضيوف الجدد على المسابقة خصوصا في الشوط الثاني.
ويخوض المنتخب الغاني المباراة في غياب قائده جون منساه لتلقيه البطاقة الحمراء أمام بوتسوانا وهو سينتظر المباراة الثالثة الأخيرة أمام غينيا للعودة إلى صفوف منتخب بلاده علما بأنه يعاني من الإصابة أيضا وبالتالي يحوم الشك حول جاهزيته امام غينيا الاربعاء المقبل، وقال ستيفانوفيتش “من الصعب تعويض لاعب مثل منساه، لكنني تحدثت إلى اللاعبين وقلت لهم باننا بحاجة الى كل منهم في هذه البطولة وبالتالي الحذر في المباريات المقبلة وتفادي الحصول على بطاقات قد تحرمنا من خدماتهم على غرار ما حصل مع منساه”.
ويحوم الشك ايضا وهذه المرة بخصوص مباراة اليوم، حول مهاجم العين الاماراتي اسامواه جيان الذي تعرض للاصابة في الحصة التدريبية أول من امس الخميس واضطر إلى تركها للعودة إلى فندق الاقامة والخضوع للفحوصات الضرورية.
واوضح ستيفانوفيتش ان مشاركة جيان من عدمها ستعرف اليوم مشيرا إلى أن خسارة جيان ستكون ضربة موجعة بالنظر إلى خبرته الكبيرة.
يذكر أن جيان كان يعاني من اصابة بتمزق عضلي في الفخذ تعرض لها قبل شهر مع فريقه الاماراتي وكادت تحرمه من خوض العرس القاري.
في المقابل، سيحمل لاعب وسط برشلونة الاسباني سيدو كيتا مشعل الماليين امام الترسانة الغانية، وقال في هذا الصدد “غانا هي المرشحة الاولى في مجموعتنا إلا أن النجوم السوداء ليست بالمنتخب الذي يستحيل الفوز عليه”.
وأضاف كيتا الذي انهمرت الدموع من عينيه عقب الفوز على غينيا: “الهدف هو اللعب بالمؤهلات التي نتميز بها وان نحقق نتيجة ايجابية السبت”.
وتابع “نملك منتخبا شابا بإمكانات فنية رائعة، وفي كرة القدم كل شىء وارد. مباراتنا امام غانا شبه مصيرية وسنخوضها من أجل الفوز”.
وفي المباراة الثانية، يلتقي الجريحان غينيا وبوتسوانا في قمة يسعى من خلالها كل منهما إلى استعادة التوازن وانعاش الآمال على حساب الآخر، وقال مدرب غينيا الفرنسي ميشال دوسوييه “يجب ان نقاتل من اجل الفوز على بوتسوانا”، مضيفا “بوتسوانا منتخب قوي ومن الصعب مواجهته، لا يتركون المساحات ويدافعون جيدا”.
وتابع “شاهدت مبارياتهم في التصفيات امام تونس وتشاد، انهم يدافعون جيدا ويتقنون الهجمات المرتدة”.
واردف قائلا “اصبنا بخيبة أمل لخسارتنا امام مالي، لكنني فخور بلاعبي فريقي لانهم وقدموا مباراة كبيرة وكانوا الافضل والاكثر خلقا للفرص. صححنا الاخطاء التي ارتكبناها ويجب ان نؤكد تفوقنا عندما نواجه بوتسوانا”.
وختم “نحن نعمل من أجل المستقبل، ولذلك لدينا العديد من اللاعبين الشباب الذين يخوضون العرس القاري للمرة الأولى في مسيرتهم، لكن على الرغم من ذلك فانا اتوقع تألقهم ايضا امام بوتسوانا وتحقيق النتيجة التي نطمح اليها وهي الفوز”.
وقال القائد المخضرم قطب الدفاع بوبو بالده (36 عاما) “لدينا ثقة كبيرة في النفس وفي اللاعبين الشباب المتحمسين الى تعويض خسارة مالي”.
في المقابل، تستعيد بوتسوانا هدافها ديفيتوغو سيلولواني الذي غاب عن المباراة امام غانا بسبب الايقاف، وهو يعتبر احد اكثر اللاعبين البوتسوانيين خبرة بحكم البطولات التي لعب فيها ابرزها الولايات المتحدة وجنوب افريقيا.
واوضح سيلولواني ان المباراة امام غينيا ستكون اصعب من مواجهة غانا، مضيفا “واجهنا غينيا سابقا وتغلبت علينا ذهابا وايابا، لديهم لاعبين رائعين، يلعبون كرة قدم جيدة واسلوب لعبهم سيكون مختلفا عن اسلوب لعب غانا، لكنني اعتقد انه بامكاننا الفوز عليها هذه المرة”.
وكالب المدرب ستانلي تشوسان لاعبيه بضرورة الفوز “انها مباراة مصيرية ومهمة بالنسبة لنا، يجب ان نحقق الفوز لان التعادل لن يفيدنا كثيرا. يجب ان نجازف دون ان ندفع الثمن غاليا مثلما كان الامر امام غانا”.
واعتبر تشوسان ان فريقه يملك امكانيات فنية كبيرة على غرار جميع المنتخبات المشاركة، وقال “لقد شاهدتم مباراتنا امام غانا، كنا الافضل ونستحق التعادل على الاقل. ليس سهلا ان تواجه منتخبا مثل غانا وتخسر امامه بهدف وحيد بل اننا كنا قاب قوسين او ادنى من هز الشباك اكثر من مرة”.
وختم “اعتقد انه بامكان لاعبي فريقي قلب الطاولة على أي منتخب يواجهونه”.