المستشار

وقفت سيارة فارهة بالقرب من راعي أغنام بسيط ، ونزل منها رجل وسيم أنيق ، فقال له : اذا قلت لك كم عدد الأغنام التي لديك هل تعطيني واحدا منها ؟ فأجاب الراعي : "ابشر" .

فتح الرجل " اللاب توب " وأوصله بهاتفه النقال ، وانتقل الى موقع وكالة الفضاء الأمريكية وحصل على خدمة تحديد الموقع عبر الأقمار الصناعية ثم فتح بنك المعلومات وصنع جدول في اكسل وبعد دقائق ، حصل على تقرير من 150 صفحة ، ثم التفت نحو الراعي وقال له : لديك 1647 رأس من الاغنام ، وكان ذلك صحيحا ، فقال له الراعي : تفضل اختار الخروف الذي يعجبك .

حام الرجل بين القطيع فأعجبه احدهم ، فقام بحمله ووضعه في صندوق سيارته ، عندها قال له الراعي : لو استطعت أن أعرف طبيعة ونوع عملك هل تعيد الي ما أخذت ؟

وافق الرجل باستغراب ، فقال له الراعي : أنت مستشار .

دهش الرجل وقال : هذا صحيح ولكن .. كيف عرفت ؟

فقال له الراعي : بسيطة ... لقد اتيت الى هنا رغم عدم حاجتنا اليك ، ثم سعيت لنيل مكافأة باجابتك على سؤال لم نطرحه عليك ، بل ونعرف اجابته مسبقا ، بينما انت أساسا لا تعرف عن عملي شيئا ، حتى انك عندما أخذت مكافأتك لم تفرق بين الخروف وبين الكلب ، وعلى كل حال أرجو منك ان تخرج كلبي من صندوق سيارتك * .

سؤالي الذي تولد لحظة قراءة خبر أدهشني عن عدد المستشارين في رئاسة الوزراء ، واعداد باقي المستشارين في باقي الوزارات والدوائر الحكومية .

في ظل كل تلك الانتكاسات والعوائق ونفس المشاكل التي لدينا منذ فجر التاريخ ، في ظل الأعباء التي هي هي في كل مرة ، والعثرات التي في كل خطوة ، في ظل كل ذلك العدد الهائل من المستشارين ؟؟؟

الحق على مين ؟

* القصة متداولة على الانترنت .

المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com