الغارديان: أداء الفرق العربية بالمونديال وحّد المنطقة
أخبار البلد - نشرت صحيفة "الغارديان” تقريرا لمراسلها في الشرق الأوسط مارتن شولوف قال فيه إن أداء المنتخبات العربية في مفتتح نهائيات كأس العالم 2022 في قطر غيّر المزاج العام، وبخاصة من منافسي قطر بالخليج الذين رفضوا حتى بداية المباريات مشاركتها في نشوتها.
وقال: "قبل أكبر مناسبة يستضيفها الشرق الأوسط، كانت هناك قلة من دول المنطقة راغبة بالمشاركة في الفرحة”، وبعدما أنهت الدولة المضيفة استعدادتها للمنافسات كان هناك نوع من البهجة المبطنة من أن الاستعدادات لم تكن مكتملة، قاعات مليئة بالحفر، وغرف أسعارها عالية، ومطار غير قادر على التعامل مع الحشود، وقرار أخير بمنع شرب البيرة في الملاعب، وكلها قوبلت بابتسامات فيها نوع من التشفي من بعض المواطنين في دول الخليج، الذين رفضوا المشاركة في فرحة الاستعدادات.
وبعد أربعة أيام من العرض الكروي، الذي قدمت فيه المنتخبات العربية أداء جيداً، وبخاصة السعودية، وأدائها الذي جاء خارج التوقعات، عادت الحياة إلى كأس العالم، واحتضنه العرب من المغرب إلى الإمارات، وإن بشكل متأخر، حيث أصبح فرحة للجميع.
وقال صلاح العليمي، رجل الأعمال من جدة: "قبل وقت كنّا على عداء مع قطر”، و”أغلق مجالهم الجوي ومنعت التجارة معهم، ولم تكن هناك علاقات دبلوماسية”، في إشارة للمقاطعة التي فرضتها الدول الجارة لقطر، واستمرت ثلاثة أعوام. وأضاف: "أغلق كل شيء، ولم نر القطريين لمدة خمسة أعوام”، و”لكن هذه الأمور باتت في الماضي”، و”كرة القدم هي المعدل الأعظم”.
ففي دبي التي تبعد نصف ساعة بالطائرة عن قطر، لم يكن هناك أي إشارة حول قرب افتتاح كأس العالم، لكن مقاهيها على طول شارع محمد بن راشد كانت، يوم الأربعاء، تضج بالحياة بعد هزيمة اليابان أمام ألمانيا، وقبلها بيوم بعد انتصار السعودية الذي لا ينسى.
ويعلق الكاتب أن التنافس السياسي لم يكن بعيداعن الطريقة التي نظرت فيها دول الخليج لفوز قطر بحق تنظيم مباريات كأس العالم وكانت مركزية في نظرتها المترددة. ونقل الكاتب عن مسؤول إماراتي قوله: ” مجلس التعاون الخليجي هو حفنة من أبناء العم المتناحرين والذين لا يحبون بعضهم البعض”، مضيفا "لكن كرة القدم أعطتنا سببا للتوافق ولو لفترة قصيرة”.
وفي الكويت، العضو الآخر في مجلس التعاون، كان هناك مديح واسع لأداء السعودية والمغرب وتونس، وأحيانا رضا عن هزيمة إنكلترا لإيران، بل ونوع من الحسد حول استضافة قطر للمناسبة. وكتب مشجع كويتي على انستغرام: "الله يبارك فيهم ويساعدنا، فليس لدينا إنجازات لكي نحتفل بها” وقال آخر: "أقسم بأننا نتعرض للإزعاج من كل دول الخليج”، و”لديهم التزام للكرة والمشجعين ونحن أكبر قاعدة دعم في المنطقة”.
وبعد انتصارها التاريخي على الأرجنتين، أصبحت السعودية تقف وراء هذا الحدث الرياضي بالكامل، حيث شوهد الأمير محمد يصلي ويعانق أقاربه بعد المباراة، ووشح الأمير تميم حمد آل ثاني نفسه بالعلم السعودي، وهي لفتة لم يكن أحد يتخيلها في أثناء الأزمة السياسية السابقة، ونالت إعجاباً على منصات التواصل الاجتماعي. "في منطقتنا، الكرامة الشخصية لها أهمية قصوى، ويمكن لأن يكون لهذه اللفتات تداعيات تاريخية”، كما كتبت الطالبة نوف آل سعود في الرياض.
ويعلق الكاتب أن تبني سكان المنطقة، الأعداء والأصدقاء، للمباريات يتناقض مع ردود الفعل في بريطانيا وبقية الدول الأوروبية، حيث تم التركيز على معاملة قطر للعمالة الوافدة التي بنت الملاعب والمساكن للمناسبة إلى جانب للتركيز على موضوع المثليين أو أل جي بي تي. ولم يهتم أحد بهذه الانتقادات في منطقة الخليج التي بنيت على أكتاف العمال الوافدين، ويحظر فيها المثليون. وقال أحمد فخرو، رجل الأعمال البحريني: "دعونا نركز على الرياضة”، و”لنترك القضايا الثقافية ليوم آخر، وعندما تم منح المناسبة كانت المواقف الاجتماعية للمضيف معروفة، والقيم التي كانوا يدافعون عنها هي قيم المنطقة”.
وتعامل القطريون مع التمحيص الذي تعرض له بلدهم من خلال إطار العنصرية أو كجزء من حملة عدوانية من أعداء أجانب. وقال رجل أعمال في قطاع الغاز "تم التخطيط لها بشكل منظم”، و”نريد الحفاظ على أسلوب حياتنا، ولماذا الكراهية لنا لهذا الحد؟ هل تعتقد أنه لا توجد انتهاكات في أوروبا؟”.
وقالت مباركة المري، سيدة الأعمال والناشطة في الدوحة: "نعرف أن الإعلام هو واحد من الأدوات المستخدمة للتأثير على الناس، إنها مثل الحرب، وأنت لست بحاجة لاستخدام السلاح ومهاجمة الدول أو الإضرار بها، تريد الإعلام”.
وقال محمد القصبي (22 عاماً) المتخرج من جامعة الدوحة: "ما لاحظته هو وجود نمطيات لدى البعض عن دول الخليج، وبعضها غير صحيح”. وهو ينظر إلى جانب إيجابي للحملة "فعندما يرى الإعلام الأوروبي والغربي للمناسبة بأنها فشل، ولكنها ناجحة، فسيعجب الجميع، ولو كانت توقعاتهم متدنية فمن السهل إقناعهم”.
وفي خارج المنطقة تصور المناسبة بأنها الأكثر جدلاً، ويتهم المنظمون بتجاهلهم تعليمات فيفا بمنع التمييز ومنح المساواة. وتمت مصادرة أعلام المثليين وأوشحة قوس قزح. وقال مشجع إماراتي في دبي: "هذا صدام في القيم”، و”علينا التحرك بعيداً عنه، وآمل أن نتذكر صدام الفرق أكثر”.