التنوع العربي في الخبره الاستعماريه


تتميز الدول العربية بتنوع خبرتها ألاستعماريه ألمباشره والغير مباشره حيث أن الصراع بين قوى النظام الدولي يجد مختبرا له على الأرض العربية منذ مطلع القرن العشرين وكان توزيع النفوذ الاستعماري في ألمنطقه يعكس بوضوح توازنات القوى على المستوى الدولي .

تزامن نشاءه النظامين العربي والدولي في الأربعينيات كان سببا في اضطرابات إقليميه مستمرة ونشاء معه مؤسساته وقت انفعال بالقومية وحركات التحرر الوطني والغزوة الصهيونية لفلسطين وفي ضل طموحات عربيه بالغه ألمثاليه الأمر الذي كان كابتا ومعوقا للتطور الطبيعي والتاريخي الذي كان يمكن أن يحدث في ألمنطقه.
مبدءا ترومان عام 1947 وتوقيع معاهده حلف بغداد عام 1955 وصدور مبدأ إيزنهاور عام 1957 جزء أساسي من الصراع بين القوتين الاتحاد السوفييتي- والولايات المتحدة الامريكيه في أطار سياسة الاحتواء تبنت الولايات المتحدة مشروع حلف بغداد وقامت إسرائيل بالاعتداء على الجيش المصري في غزه بعد توقيع معاهده الحلف واتجهت مصر للاتحاد السوفيتي لطلب السلاح وكانت فرصه الاتحاد السوفيتي لدخول ساحة الصراع في الشرق الاؤسط وبهذا شارك العرب بتحقيق التكافو السياسي بين القطبين أثناء الحرب الباردة على مستويين-

1-دور حركات التحرر التي قلصت الوجود السياسي والعسكري الغربي بالمنطقة.
2- فسح المجال أمام الوجود السوفييتي في ألمنطقه.
كانت حرب السويس عام 1956 مناسبة مهمة لبلوره ملامح نظام ألثنائيه ألقطبيه حيث أدركت القوى الاوروبيه انه ما عاد لها مطلق الحرية في اقتسام أراضي وثروات الغير وان الحرية مرهونة بمسايره أراده احد القطبين أو كليهما .
مجموعه من التطورات ساهمت بتشكيل هذا النظام ومنها الحرب العالمية ألثانيه وتسوياتها وتصنيع أول قنبلة نوويه سوفياتيه والحرب أليونانيه والكورية وتحول ألمنطقه العربية لساحة من ساحات الحرب الباردة ومثلت الأحلاف والوحدة العربية والعلا قه مع إسرائيل مناسبات لمزيد من التغلغل للدولتين في شؤون ألمنطقه ومزيد من اشتداد ألمواجهه بينهما وجاءت ازمه الصواريخ ألكوبيه وبعدها حرب عام 1973 العربية الاسرائيليه لتبطئ اندفاع النظام الدولي صوب حرب نوويه لايكون فيها منتصر أو مهزوم وبدأت بصفحه جديدة في العلا قه أساسها الوفاق (التقارب) وانفراد الولايات المتحدة بادا ره الصراع العربي الإسرائيلي من خلال عقد اتفاقيات الفصل بين القوات ومبادرة السادات بالصلح مع إسرائيل برعاية أمريكا وتراجع النفوذ السوفيتي في ألمنطقه خاصة بعد غزو أفغانستان عام 1979 وبعد حرب الخليج وانهيار الاتحاد السوفييتي وصعود بعض القوى مثل الصين وروسيا ألاتحاديه وتفاقم الأعباء ألماليه والانهيار الاقتصادي الذي شهدته المؤسسات ألاقتصاديه الامريكيه بالرغم من اعتماد التمويل لحرب الخليج واحتلال العراق على دول الاتحاد الاؤروبي ودول الخليج العربي.
كل هذه الصراعات التي جرت على الأرض العربية وهذا التنوع بالخبرات مع دول الاستعمار لم تكن كافيه واتضح عدم قدرتها على أداره وتوجيه الصراع بما يخدم مصالحها فما جرى بدوله تونس وفي ليبيا وجمهوريه مصر العربية ودوله اليمن وما يجري بسوريا وباقي الدول من تحركات مطالبه بالحرية وممارسه ألديمقراطيه وأزاله للاحتلال الداخلي لهذه الدول بتغطيه استعماريه واضحة تعمل الولايات المتحدة الامريكيه بشكل سافر على اختطافها بمخالفه للعقل الجمعي العربي الذي يرفض السياسات الخارجية الامريكيه بكل وضوح.
موقف روسيا ألاتحاديه والصين الحالي برفض التدخل العسكري الدولي بسوريا رغم التعاون والتسهيل من دول مجلس جامعه الدول العربية الذي تسيطر عليه دول البترول يفتح الباب على مصراعيه لاشتداد ألمواجهه والصراع على النفوذ بالمنطقة.