عن لقاء منتخبنا الوطني مع المنتخب الاسباني

أخبار البلد-

 

مرة أخرى أجدني مضطرا للكتابة بموضوع له علاقة بكرة القدم، وهذه المرة سأكتب قراءة من وحي مبارة كرة القدم،بين منتخبنا الوطني لكرة القدم والمنتخب الإسباني، والتي جرت على استاد عمان الدولي في مدينة الحسين الرياضية، فبالرغم من قناعة الجماهير الأردنية بصعوبة التغلب على الفريق الإسباني لفارق الإمكانيات، ومع ذلك تمسكت جماهير الشعب الأردني ببصيص أمل يمكن أن يتحقق، فالأمل هو أكبر وأهم محرك للإنسان للسعي عله يحقق ما يريد، وهذه حقيقة تغيب عن كثير من السياسيين فيديرون ظهورهم لآمال الجماهير فيخسرونها، وهم في الحقيقة الخا?رون، فما من سياسي خسر جماهيره إلا وخرج هو الخاسر في نهاية المطاف.

وراء بصيص الأمل تدافعت جماهير الأردنيين للإلتفاف حول منتخبهم الوطني لكرة القدم، وهو تدافع يؤكد حقيقة من حقائق هذه المرحلة وهذه الحقيقة تقول إن لاعب كرة قدم قادر على حشد آلاف الناس، وأن عشرات السياسيين يعجزون عن حشد عشرات الناس، والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصى.

كثيرة هي الأسباب التي تجعل الرياضيين أكثر قدرة على حشد الناس حولهم، أولها قدرة الرياضيين على الإنجاز، فالناس يريدون إنجازات تحقق آمالهم لا وعود تذهب سرابا، والجماهير تلتف حول الرياضيين لأنهم يلعبون أمامهم على المكشوف، ويتنافسون بشرف، والأكفأ هو الذي يفوز، ففي الرياضة لا مكان للواسطة والمحسوبية، وهو ما لا يجده الناس عند بعض السياسيين، الذين يجيدون اللعب بالخفاء كما يجيدون الضرب تحت الحزام، ويصل الكثيرون منهم بالواسطة والمحسوبية والشللية، وقبل ذلك كله أن بعضهم تتناقض بين أقوالها وأفعالها.

سبب آخر يجعل الجماهير تلتف حول منتخباتها الوطنية الرياضية، هو أن الجماهير تلتف حول قضية تؤمن بها، وفي الرياضة لكل جمهور قضيته التي يسعى لكسبها وهي فوز فريقه على من ينافسه، لكن جماهير كل الفرق المتنافسة تلتقي معا، عندما يكون المنافس فريق الوطن فتصبح القضية قضية وطن توحد الجميع وهو بالضبط ما حدث يوم الخميس الماضي فقد نسي الأردنيون كل منافساتهم الرياضية وتوحدوا خلف منتخبهم الوطني، فزحفوا نحو استاد عمان يحملون علما واحدا هو علم الوطن، ليلتفوا حول منتخبهم الوطني، وقضية واحدة هي اسم وصورة وطنهم فلا شيء يوحد النا? وينسيهم خلافاتهم إلا القضايا التي تكون بحجم الوطن، عندها لا يتجاوز الناس خلافاتهم فقط، ولا يغادرون مربع السلبية فقط، بل يضحون ويدفعون من جيوبهم، وهو بالضبط ما فعله الأردنيون يوم الخميس الماضي، فقد تنافسوا على شراء تذاكر مباراة منتخبهم الوطني، رغم شح ذات اليد عند الكثيرين منهم، وحاجتهم لما دفعوه لشراء التذاكر لسد حاجات أكثر ضرورة لهم شخصيا لكنهم فضلوا وطنهم على ذواتهم، فالأوطان وقضاياها أكبر من الأشخاص وأطماعهم، هكذا قال الأردنيون يوم الخميس الماضي.