لا بديل عن النضال الفلسطيني
أخبار البلد-
لن يسمح نتنياهو لحلفائه في قيادة ائتلاف الصهيونية الدينية: بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير احراجه أو المزايدة عليه لسببين:
الأول أن يظهروا أنهم اكثر إسرائيلية منه في التوسع والاستيطان وتثبيت الاحتلال، وأن الضفة الفلسطينية ليست فلسطينية وليست عربية وليست محتلة، بل هي: يهودا والسامرة كجزء وامتداد لخارطة المستعمرة الإسرائيلية، وأن القدس الموحدة هي عاصمة لمستعمرتهم، ولهذا لن يعطيهم الفرصة للمزايدة عليه، أو تجاوزه، أو تأدية أي فعل متطرف يشير إلى أنهم يفعلون ما لا يريده، أو أنهم أكثر ولاء لمشروعهم الاستعماري التوسعي .
ثانياً لقد أصبح ملك المستعمرة أمام المجتمع الدولي، وسجل رقماً قياسياً في إدارة المستعمرة كفترة زمنية تولى خلالها رئاسة الحكومة، وحتى يواصل مهامه ومكانته كزعيم سياسي، لن يسمح لهم باحراجه أمام الاميركيين والأوروبيين وجماعة التطبيع الإبراهيمي، ولذلك سيبقى هو العنوان وهو الزعيم وهو الرئيس، ولن يسمح لهم لا بالمزايدة عليه، ولا بإحراجه.
لقد أجّل تشكيل الحكومة ومدد توقيتها، لتحقيق غرض تحسين موقفه التفاوضي معهم وتقويته أمامهم، وذلك عبر توصيل رسائل إلى1- يائير لبيد، زعيم ائتلاف هناك مستقبل وله 24 مقعداً في البرلمان، وإلى 2- بيني غانتس زعيم قائمة المعسكر الوطني وله 14 نائب في البرلمان، وإلى 3- ليبرمان زعيم إسرائيل بيتنا وله 6 مقاعد في البرلمان، وهدف التوصيل لأن يقول لقادة الصهيونية الدينية أنه متوفر لديه بدائل إذا لم يستجيبوا للمصلحة المشتركة التي تجمعهم، والشيء المؤكد أنه غير جاد للتحالف مع أي طرف باستثناء الحلفاء الذين كانوا معه وهم: 1- الصهيونية الدينية، 2-شاس برئاسة آرييه ذرعي، 3- يهود التوراة برئاسة موشيه غفني، ورسائله تستهدف تعزيز التفاوض من موقع قوة مع حلفائه المتطرفين.
نتنياهو هو عنوان التطرف، والمستعمرة الكبرى التي تضم القدس والضفة الفلسطينية إلى خارطة المستعمرة، وتوسيع الاستيطان والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، وجعل وطنهم طارداً لهم تحت تأثير عوامل القتل والتجويع وعدم الاستقرار، وتحطيم بنية السلطة الفلسطينية عبر اضعافها تدريجياً حتى تفقد قيمتها وتأثيرها وتماسكها وتعزيز الانقسام، ألم يقل في مؤتمر الليكود حينما انتقدوه لأنه يسمح بتمرير المال إلى حركة حماس بقوله « من منكم ضد إقامة دولة فلسطينية، ليقف معي في تمرير المال إلى حركة حماس»، هادفاً بذلك إلى جعل السلطة الفلسطينية سلطتين، الأولى في رام الله أسيرة التنسيق الأمني، والثانية في غزة أسيرة التهدئة الأمنية.
لا رد على كل أفعال المستعمرة، بصرف النظر من يقودها أكان : نتنياهو أو يائير لبيد أو بيني غانتس، أو سموتريتش، أو حتى بن غفير، لا رد عليهم سوى النضال الفلسطيني، ولا بديل عن النضال الفلسطيني.