تحية للجمارك الأردنية بيوم الجمارك

‏ يقوم الهيكل الاقتصادي الأردني على مجموعة من العناصر الأساسية التي تعزز ‏رفد الخزينة بالإيرادات المالية، ولا يخفى أن الجمارك تعتبر من أهم هذه الروافد ‏المالية، حيث أن طبيعة العمل لهذه الدائرة يقوم على استيفاء الرسوم الجمركية التي ‏تتحقق على نتائج النشاط الاقتصادي بشكل عام، وتعمل أيضا على مكافحة الأنشطة ‏التجارية غير المشروعة بهدف حماية الاقتصاد الوطني، وتعزيز الثقة به وتوفير ما ‏يمكن من البيئة الاستثمارية الصالحة لنموه وتطوره.‏
‏ وفي الوقت نفسه تتطلع دائرة الجمارك لتعزيز مفهوم الولاء التنظيمي عند ‏موظفيها بمستوياتهم المختلفة، وتعتبر الانجازات الايجابية للموظفين في ظل إدارة ‏تعزز القيم المؤسسية لمنتسبيها، ثمرة الجهد الجماعي المتحققة من عناصر النجاح ‏التي تتبناها الإدارة بمختلف مستوياتها، الأمر الذي انعكس على مستوى الأداء ‏المتميز لمنتسبيها عند تأدية الأعمال المطلوبة منهم في ميادين عملهم المختلفة، والتي ‏تنتشر في المواقع الإستراتيجية الحساسة في كافة أرجاء الوطن، فاستطاعت الإدارة ‏أن تحقق نجاحات متواصلة بعد أن استثمرت العنصر البشري المعزز بالمعرفة ‏والقيم الأخلاقية والوعي الكامل للدور الذي يقوم به، وعلى الرغم من وجود حالات ‏استثنائية تظهر هنا وهناك بين فترة وأخرى إلا إنها لا تعمم، ويتم تصويبها حال ‏كشفها أو التبليغ عنها واتخاذ الإجراء المناسب بحقها.‏
‏ أما الرؤية المؤسسية فاستطاعت الجمارك الأردنية أن تكون نموذج رائد في تقديم ‏خدمات جمركية تفوق توقعات المتعاملين معها، فالريادة تبدأ من الجمارك بما يحقق ‏مصالح المتعاملين، فبقدراتها البشرية المؤهلة تستطيع تقدير احتياجات المتعاملين، ‏وتسعى لتوفير المستلزمات الضرورية للارتقاء بالعمل، بما يحقق المصلحة العليا ‏للجمهور والدائرة في الوقت نفسه، واستطاعت الجمارك أن تجعل من الإمكانيات ‏المتاحة، والخبرات البشرية المتوفرة لديها، مصدر للإبداع والتميز، ساهم بالارتقاء ‏بالأداء الوظيفي إلى أعلى مستوياته، الأمر الذي انعكس على نوعية الخدمات المقدمة ‏للمتعاملين مع الجمارك.‏
‏ أما فيما يتعلق بالشركاء مع الجمارك في تقديم الخدمات، فاستطاعت الجمارك ‏استثمار قدراتها وإمكانياتها بالتنسيق الفعال، لإضفاء لمسة تكاملية في تقديم الخدمة ‏المميزة للجمهور، وفي الوقت نفسه عززت الروابط المشتركة التي تتطلبها طبيعة ‏العمل بين الواجبات والمسؤوليات، التي تلتزم بها شركات التخليص قانونيا، وحاجات ‏هذه الشركات من معلومات وربط الكتروني وتطوير برامج وأنظمة عمل الجمارك، ‏لتسهيل إجراءات العمل بشكل عام لجميع الأطراف.‏
‏ وفي يوم الجمارك العالمي تقف الجمارك الأردنية شامخة بإدارتها وموظفيها، ‏وتنظر لانجازها السنوي الذي يستحق الشكر والتقدير، نعم هم قاموا بواجبهم ولكن ‏في نفس الوقت هم تفانوا بأداء هذا الواجب، لأمن اقتصادنا الوطني، رغم وجود من ‏يبحث عن عثراتهم وأخطائهم ويذيع بها، ولا يذكر انجازاتهم ونجاحاتهم ومواقفهم ‏الطيبة، فمن يراهم بعين السوء، لا يدرك أنهم على ثغر من ثغور الوطن، وأنهم أهل ‏العزم، فتحية لهم في يومهم هذا، وتحية لكل الموظفين الشرفاء في هذا الوطن الغالي.‏

kayedrkibat@gmail.com