الحراك الاردني ارجله بالوطن وعقله خارجه

أخبار البلد- قال الناشط الاجتماعي والخبير الاقتصادي رجل الاعمال المعروف الدكتور محمد ابو الشيخ ان من يقومون بالاعتصامات ارجلهم في الوطن وقلوبهم خارجه.

واضاف ان امن الاردن واستقراره مرهون بارادة الشباب الواعي المثقف من خلال طرح برامج اصلاحية عملية قابلة للتطبيق على ارض الواقع وتقديمها للجهات ذات العلاقة، بعيدا عن المناكفات والاعتصامات الصدامية التي تؤثر بشكل سلبي على الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

واشار الى ان بعض من يفتون من الشيوخ ليسوا اهلا للفتوى وليس لديهم اي صفة تؤهلهم لذلك.

واوضح الدكتور محمد ابو الشيخ ان على الشباب الاردني ان يدركوا ان الوطن في هذه المرحلة بحاجة الى وقفة صادقة بعيدة عن الاهداف الشخصية ومآرب الطامعين في الوطن ، وعليهم ان يقفوا ضد من ينفذ برامج غير اردنية .

فتعطيل السير وسيارات الاسعاف والامن والمستشفيات والادارات العليا ليس له نتائج لصالح الوطن وابنائه.

وقال تداعيات الظروف المحيطة بالوطن تتطلب من كل واحد فينا ان يقف وقفة مواطن صالح في هذه الظروف الدقيقة ، فنحن بلد شحيح الموارد ولا نتحمل ما تتحمله مصر وسوريا ، ورغم ضعف الامكانات فان جلالة الملك عبد الله الثاني يحقق الانجازات الكبيرة لهذا الوطن.

وانا اناشد كل الاردنيين وكل القبائل الاردنية في الشمال والجنوب والوسط واهل النقب ان يقفوا وقفة صادقة لصالح الوطن ، لان تعطيل المدارس والجامعات واي جهة في المجتمع يعطل الجهات الاخرى.

وقال الدكتور ابو الشيخ : انا مع الاصلاح وقد طالبت به منذ 15 عاما ولكن بالادوات الحضارية الحديثة التي لا تربك اي جهة . فانا ادرك ان رئيس الوزراء والجهات الحكومية مرتبكون لان الاصلاح يريد الهدوء فالاصلاح كالشعر يريد هدوءا ، والدربكة لا تحقق اصلاحا ولا انجازا.

فهناك ادوات وآليات توضع من قبل خبراء ماليين وسياسيين واقتصاديين وتوضع لها برامج زمنية ، ولا نستطيع الاصلاح بدون مال، وعلينا ان نتعلم ان الاقتصاد يدير السياسة وليس العكس .. فالقوة المالية تحرك كل شيء.

ويرى د.ابو الشيخ ان كثيرا من دول الجوار التي شهدت اعتصامات وتغييرات تعاني كثيرا بسبب الوضع الاقتصادي من حيث التعطيل الكامل للمرافق السياحية وبالتالي تحويل الافواج السياحية اتجاهاتها من تلك الدول الى دول اخرى اكثر امانا.

وانتقد جميع الذين يعتصمون ويتحدثون في الاعتصامات وهم لم يتقدموا ببرامج معينة من شانها ان تساعد في عملية الاصلاح، مشيرا الى ان ثمة قوى استغلت تعاطف البعض لتمرير مخطط خارجي نرفضه جملة وتفصيلاً.

وثمن الدكتور ابو الشيخ الحراك السياسي والاقتصادي الذي يقوده جلالة الملك عبد الله الثاني حيث قال انه شاهد تجربة حية لجلالته في الصين حيث كان يعمل اكثر من 20 ساعة بحيث يتغير ثلاثة مرافقين لديه في اليوم الواحد، لافتا الى ان الارادة السياسية تدعو للاصلاح ومحاربة الفساد وفي نفس الوقت تامين حياة كريمة للمواطنين عن طريق التوسع في جذب الاستثمارات الاجنبية.

وناشد ابو الشيخ العنصر الشبابي بالقول:ارجو ان تنتبهوا للايدي الخفية التي تحاول ان تدخل الى حراككم واستغلال الفرصة لاثارة الفتنة والفوضى، وافتعال المشاكل والمصادمات حتى تعكس سلبية عن الاردن.

واشار الى ان الاجهزة الامنية هي الساهرة على امن الوطن وسلامته، وان وضعها في قفص الاتهام امر مرفوض ويجب ان نشير اذا كان ثمة اخطاء فردية ليس بالضرورة ان تعكس توجهات ادارية عليا.

ودعا الشركات واصحاب الصناعات الى اخذ زمام المبادرة ومحاولة تدريب الشباب في العطلة الصيفية مقابل اجور معينة بالتعاون مع مؤسسة التدريب المهني وذلك لاكساب الشباب مهارات عملية واعطائهم الحافز لنبذ ثقافة العيب والانخراط في أي عمل، معتبرا ان هذا الاجراء يساهم في تعزيز الامن الاجتماعي.

ولفت الى ان ثقافة الواسطة والمحسوبية يجب ان تتلاشى من المجتمع وان يكون هناك تكافؤ حقيقي للفرص، لان العدالة هي اساس الاصلاح الذي ننشده، مؤكدا ان واسطة اليوم هي دمار الغد ، داعيا في ذات السياق الى وضع قانون لمكافحة الفساد من شانه ان يحاسب الجميع على حد سواء وبدون قلق او خوف.

وقال انه لو اعطي الاردنيون فرصا متكافئة فانه خلال خمس الى عشر سنوات سيتم الاصلاح بالشكل المطلوب.

واكد الدكتور ابو الشيخ ان علينا ان نعرف ما هو الفساد لانه معرف في العالم ، ثم يوضع قانون لمكافحة الفساد ، ليردع قيادات الفساد ، واذا ظل الاعلام ورؤساء الوزارات المتعاقبة يقولون علينا محاربة الفساد ثم تتدخل الواسطة في الوظائف فان ذلك فساد، الفساد الفردي ليس لنا دخل فيه ، اما مايمس امن الوطن ومصالحه فهذا يجب ردعه.