من تيران إلى هرمز !!
نتذكر الثاني والعشرين من شهر آيار من العام 1967م، عندما أعلنت الحكومة المصرية عن إغلاق مضائق تيران أمام حركة السفن الإسرائيلية، ونتذكر كيف تم إعتبار هذا الإعلان بمثابة "إعلان الحرب" من قبل الصهاينة، وذلك بفرض الحصار البحري على إسرائيل، برغم وجود منافذ بحرية أخرى في حيفا، ويافا، وتل أبيب، كانت تشحن من خلالها معظم صادرات وواردات إسرائيل، ليدفع الصهاينة الدول الكبرى في إتجاه إعتبار هذا التصرف العربي إعاقة سافرة للتجارة العالمية، يجب الرد عليها بقسوة.
عقدت بعد ذلك الإجتماعات في مجلس الأمن الدولي، وكانت المحاولات لإحتواء الموقف بين جميع الأطراف، ولكن ما حصل كان أمراً مغايراً تماماً.
ففي صباح الخامس من يونيو في العام نفسه، ووسط تبادل الإتهامات بين العرب وإسرائيل حول البادئ بالتصعيد، كان الهجوم قد بدأ بالفعل في تمام الساعة 7:45 من صباح ذلك اليوم، عندما تحركت الطائرات الإسرائيلية بإتجاه تدمير جميع القواعد الجوية المصرية، والقضاء على قدراتها تماماً، وتلاحقت بعد ذلك تباعاً أحداث الحرب التي نسميها "النكسة"، والتي يعرفها الكثيرون بيننا، تاركة ورائها درساً قاسياً، وجرحاً كبيراً في النفوس إلى يومنا هذا.
ما دفعني للتذكير بهذه الأحداث، هو ما يدور حولنا اليوم من أحداث تحمل نذير حرب قريبة في المنطقة، المنطقة التي شهدت تلك الحرب، والتي كانت من أسبابها أو "الذرائع" التي إتخذت للبدء بها، "إغلاق مضائق تيران"، على الجهة الشمالية الغربية من جزيرة العرب، تشهد اليوم تهديداً مماثلاُ تماماً، ولكن على الجهة الشرقية من جزيرة العرب عند مضيق هرمز هذه المرة.
ونجد الوطن العربي اليوم يغلي ويفور بالثورات، والإحتجاجات، وفي ذات الوقت نجد إيران تهدد العالم بإغلاق مضائق تيران في وجه التجارة العالمية، في حال التضييق عليها بالعقوبات أكثر من ذلك.
بالأمس إتخذت أوروبا القرار بالإستغناء عن النفط الإيراني، والتضييق أكثر على إيران بالعقوبات الإقتصادية، وفي المقابل لم تغلق إيران مضيق هرمز حتى الآن، بل وإعتبرت وجود القطع العسكرية الأمريكية فيه أمراً "إعتياديا"، حتى الآن على الأقل.
ما نخشاه حقيقة هو إندلاع الحرب بسبب مضيق هرمز، والتي ستندلع كالعادة وسط تبادل للإتهامات حول مسببها، والبادئ بها، لكن هذه الحرب لن تكون بين دولتين فقط، بل ستدخل فيها "إجبارياً"، أو "إختيارياً"، العديد من الدول في العالم، فمن المستحيل أن تقف الولايات المتحدة، أو أوروبا، مكتوفة الأيدي أمام إغلاق المضيق الذي يمر من خلاله 35% من النفط العالمي، ونتوقع أن يكون الرد العسكري قوياً، وسريعاً، وفي المقابل لن يقف كل من يرتبط بإيران إقتصادياً، أو سياسياً، أو حتى عقائدياً، مكتوف الأيادي، وعلى رأس هؤلاء كل من روسيا والصين، ومن خلفهم النظام السوري، والذي سيجد الفرصة السانحة للخروج من أزمته الداخلية الخانقة، بإعلان "الجهاد" على العدو الأمريكي، والصهيوني، وبالطبع ستقف العراق مع إيران، وهي التي أعلن قائد فيلق القدس الإيراني قبل أيام قليلة، بأنها تحت السيطرة الإيرانية، وكذلك حزب الله الذراع الإيرانية في لبنان بالتأكيد، وغير هؤلاء ممن تدخرهم إيران، أو حتى أمريكا لإثارة الفتن.
في المقابل لا يمكن أن تقف الدول الخليجية التي تطل على مضيق هرمز مكتوفة الأيدي، خصوصاً وأنها ستكون في مرمى النيران المباشرة، وكذلك الأمر بالنسبة لتركيا التي لا يمكن أن تقف على الحياد في حرب كهذه، خصوصاً مع وجود القواعد الأمريكية العسكرية فيها، وإتفاقيات الدفاع المشترك بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا كله يعني بكل بساطة أن الحرب العالمية الثالثة تدق الأبواب، لتكون بدايتها من منطقة الشرق الأوسط هذه المرة، وليس من أوروبا كما حصل في الأولى، أو منطقة شرق آسيا كما حصل في الثانية، وبالتأكيد لن تكون حرباً كهذه محدودة العواقب، ولا حتى إقليمية، بل لن تكون حرباً عسكرية الأبعاد فقط، وإنما ستحمل أبعاداً عسكرية، وإقتصادية، و"عقائدية"، لن يمكن التغلب عليها بسهولة.
في كل الأحوال نتمنى أن لا يحمل الثاني والعشرون من شهر آيار المقبل خبراً يزيد من تأزيم المنطقة، ويكون ذريعة لإعلان الحرب الشاملة فيها.
ومن أزمة مضائق تيران، إلى مضيق هرمز، يبقى السؤال الذي يصعب توقع إجابته، ترى إلى أين تسير منطقة الشرق الأوسط؟ هل إلى نكسة ثانية؟ أم حرب عالمية ثالثة؟ أم يكون كل هذا زوبعة في فنجان !!
عقدت بعد ذلك الإجتماعات في مجلس الأمن الدولي، وكانت المحاولات لإحتواء الموقف بين جميع الأطراف، ولكن ما حصل كان أمراً مغايراً تماماً.
ففي صباح الخامس من يونيو في العام نفسه، ووسط تبادل الإتهامات بين العرب وإسرائيل حول البادئ بالتصعيد، كان الهجوم قد بدأ بالفعل في تمام الساعة 7:45 من صباح ذلك اليوم، عندما تحركت الطائرات الإسرائيلية بإتجاه تدمير جميع القواعد الجوية المصرية، والقضاء على قدراتها تماماً، وتلاحقت بعد ذلك تباعاً أحداث الحرب التي نسميها "النكسة"، والتي يعرفها الكثيرون بيننا، تاركة ورائها درساً قاسياً، وجرحاً كبيراً في النفوس إلى يومنا هذا.
ما دفعني للتذكير بهذه الأحداث، هو ما يدور حولنا اليوم من أحداث تحمل نذير حرب قريبة في المنطقة، المنطقة التي شهدت تلك الحرب، والتي كانت من أسبابها أو "الذرائع" التي إتخذت للبدء بها، "إغلاق مضائق تيران"، على الجهة الشمالية الغربية من جزيرة العرب، تشهد اليوم تهديداً مماثلاُ تماماً، ولكن على الجهة الشرقية من جزيرة العرب عند مضيق هرمز هذه المرة.
ونجد الوطن العربي اليوم يغلي ويفور بالثورات، والإحتجاجات، وفي ذات الوقت نجد إيران تهدد العالم بإغلاق مضائق تيران في وجه التجارة العالمية، في حال التضييق عليها بالعقوبات أكثر من ذلك.
بالأمس إتخذت أوروبا القرار بالإستغناء عن النفط الإيراني، والتضييق أكثر على إيران بالعقوبات الإقتصادية، وفي المقابل لم تغلق إيران مضيق هرمز حتى الآن، بل وإعتبرت وجود القطع العسكرية الأمريكية فيه أمراً "إعتياديا"، حتى الآن على الأقل.
ما نخشاه حقيقة هو إندلاع الحرب بسبب مضيق هرمز، والتي ستندلع كالعادة وسط تبادل للإتهامات حول مسببها، والبادئ بها، لكن هذه الحرب لن تكون بين دولتين فقط، بل ستدخل فيها "إجبارياً"، أو "إختيارياً"، العديد من الدول في العالم، فمن المستحيل أن تقف الولايات المتحدة، أو أوروبا، مكتوفة الأيدي أمام إغلاق المضيق الذي يمر من خلاله 35% من النفط العالمي، ونتوقع أن يكون الرد العسكري قوياً، وسريعاً، وفي المقابل لن يقف كل من يرتبط بإيران إقتصادياً، أو سياسياً، أو حتى عقائدياً، مكتوف الأيادي، وعلى رأس هؤلاء كل من روسيا والصين، ومن خلفهم النظام السوري، والذي سيجد الفرصة السانحة للخروج من أزمته الداخلية الخانقة، بإعلان "الجهاد" على العدو الأمريكي، والصهيوني، وبالطبع ستقف العراق مع إيران، وهي التي أعلن قائد فيلق القدس الإيراني قبل أيام قليلة، بأنها تحت السيطرة الإيرانية، وكذلك حزب الله الذراع الإيرانية في لبنان بالتأكيد، وغير هؤلاء ممن تدخرهم إيران، أو حتى أمريكا لإثارة الفتن.
في المقابل لا يمكن أن تقف الدول الخليجية التي تطل على مضيق هرمز مكتوفة الأيدي، خصوصاً وأنها ستكون في مرمى النيران المباشرة، وكذلك الأمر بالنسبة لتركيا التي لا يمكن أن تقف على الحياد في حرب كهذه، خصوصاً مع وجود القواعد الأمريكية العسكرية فيها، وإتفاقيات الدفاع المشترك بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا كله يعني بكل بساطة أن الحرب العالمية الثالثة تدق الأبواب، لتكون بدايتها من منطقة الشرق الأوسط هذه المرة، وليس من أوروبا كما حصل في الأولى، أو منطقة شرق آسيا كما حصل في الثانية، وبالتأكيد لن تكون حرباً كهذه محدودة العواقب، ولا حتى إقليمية، بل لن تكون حرباً عسكرية الأبعاد فقط، وإنما ستحمل أبعاداً عسكرية، وإقتصادية، و"عقائدية"، لن يمكن التغلب عليها بسهولة.
في كل الأحوال نتمنى أن لا يحمل الثاني والعشرون من شهر آيار المقبل خبراً يزيد من تأزيم المنطقة، ويكون ذريعة لإعلان الحرب الشاملة فيها.
ومن أزمة مضائق تيران، إلى مضيق هرمز، يبقى السؤال الذي يصعب توقع إجابته، ترى إلى أين تسير منطقة الشرق الأوسط؟ هل إلى نكسة ثانية؟ أم حرب عالمية ثالثة؟ أم يكون كل هذا زوبعة في فنجان !!