حريق في مبنى بلدية عمان القديم بسبب تماس كهربائي
اخبار البلد _ في تمام الساعة الثانية عشرة و15 دقيقة ظهر أمس الثلاثاء تمكنت طواقم الدفاع المدني من إطفاء الحريق الذي نشب في الساعة الحادية عشرة والنصف قبل الظهر في مبنى بلدية عمان القديم في ساحة الملك فيصل مقابل مطعم فروج السلام بوسط البلد.
ووسط غياب تام لشركة الكهرباء الاردنية استمرت تماسات كهربائية حدثت في التمديدات الخارجية للمبنى بالاشتعال تباعا في مكيفات خارجية وامتدت الى محيط المبنى التراثي المكون من أربعة طوابق وصولا الى كبينة الاسلاك الكهربائية التي تم تركيبها على جدار المبنى الخارجي لصالح مشروع تطوير وإعادة تأهيل ساحة الملك فيصل قبل أن تصل إطفائيات الدفاع المدني التي بقيت تنتظر وصول شركة الكهرباء لفصل التيار مع ارتفاع وتيرة النيران جراء التماسات قبل أن يتدخل أحد المواطنين، وهو مهندس كهربائي تواجد مصادفة في موقع الحادث، ويقوم بالمغامرة بالدخول الى أروقة المبنى الداخلية وسط دخان كثيف داخل الغرف، حيث قام بالبحث مطولا عن قواطع التيار الكهربائي التي تعمل بقوة 3 فاز وتمكن من فصل التيار تماما لتباشر حينها طواقم الدفاع المدني باطفاء الحريق.
وتسبب الحريق بأضرار جسيمة في الممتلكات العائدة لمشاغل خياطة ومستودعات في المبنى ومحال أخرى مخصصة لبيع الالبسة والحقائب، وقد تضررت جراء امتداد النيران اليها وسط تدخل مواطنين تطوعوا لنقل مقتنيات المحال قبل أن تصلها النيران.
تأخر «الكهرباء»
المواطن نبيل شقير صاحب محل حلاقة في شارع الملك فيصل قال لـ»الدستور» انه تم الاتصال هاتفيا بطوارئ شركة الكهرباء منذ بداية حدوث التماسات في الساعة الحادية عشرة والنصف، مؤكدا أنه «حتى بعد إطفاء الحريق لم تحضر طوارئ شركة الكهرباء».
هذا ولم تسجل أي إصابة في الارواح حيث انحصرت الخسائر في احتراق ألبسة وحقائب ومقتنيات في المبنى خاصة الطابق الارضي والطابق الثاني الذي وقعت فيه التماسات وامتدت الى المكيفات الكهربائية ومحيط التمديدات الكهربائية الخارجية.
مسؤولية من؟
وتعيد هذه الحادثة فتح باب الحديث حول موضوع تحديث التمديدات الخارجية القديمة في معظم اسواق عمان القديمة والتي تسببت قبل اكثر من عامين في احتراق اسواق فيلادلفيا والبلابسة والبخارية احتراقا تاما بسبب تماس مماثل في التمديدات الخارجية.
هذا الموضوع الحيوي بقي حتى الان حائرا في البحث عن جهة مسؤولة بحيث ترحل أمانة عمان الامر الى شركة الكهرباء التي أعلنت مرارا أنها بصدد تحديث التمديدات الكهربائية الخارجية في وسط البلد والتي مر على تركيبها اكثر من 60 سنة ولم تجر لها أي تحديثات أو عمليات صيانة.
وتضمن مشروع تطوير وإعادة تأهيل ساحة الملك فيصل الاول، التي يقع المبنى الذي شب فيه الحريق في محيطها، فقرات تتعلق بتحديث التمديدات الخارجية للابنية في الشارع، إلا أن الشركة المنفذة للمشروع لم تنفذ ذلك رغم انتهاء المشروع وتسلمه من قبل أمانة عمان نهاية الشهر الماضي.
مبنى البلدية.. نظرة تاريخية
وحول تاريخ المبنى يقول أحد أبناء عمان القديمة، بكر خليل ابوبكر لـ»الدستور» ان مبنى بلدية عمان القديم، الذي شب فيه الحريق أمس، يقع في الجزيرة الوسطية ويحط به مطعم فروج السلام ودخلة الرضا «النجاح»، ويطل على شارع فيصل، ويتضمن الشرفة الرئيسية الواسعة التي كان المغفور له الملك المؤسس عبدالله الاول طيب الله ثراه يقف عليها مخاطبا الجماهير في الاحتفالات الرسمية والاعياد والمناسبات المتعددة، حيث كانت شرفة البلدية أهم مكان حكومي في ذلك الحين.
شيد مبنى بلدية عمان على مراحل وسنوات حيث أضيفت له عدة طوابق وشرفات حتى تم هدم هذا المبنى والجزيرة كلها وأعيد بناؤها، أي الجزيرة، من جديد وذهبت البلدية الى مبناها الجديد قرب المدرج الروماني عند جسر العسبلي آنذاك «مكتبة الامانة» حاليا.
وحول نشوء بلدية عمان فقد ورد في كتاب المؤرخ الاردني المرحوم سليمان الموسى (عمان عاصمة الاردن): بدأت الحياة تدب في عمان سنة 1878 عندما نزلت فيها اول مجموعة من مهاجري الشركس.. وتتابعت بعد ذلك موجات المهاجرين، وازداد عدد سكان عمان تدريجياً لكنها ظلت قرية صغيرة الى أن كان عام 1903 عندما وصل خط سكة حديد الحجاز اليها، وكان ذلك نقطة تحول خطيرة في تاريخ عمان، إذ أخذ يزداد عدد سكانها بمن يأتي للاقامة فيها من القرى المجاورة ومن مدن بعيدة نسبياً مثل دمشق ونابلس والقدس ويافا.. وفي عام 1909 قررت الحكومة العثمانية تنظيم البلدة الناشئة فأسست فيها مجلس بلدية بموجب قانون الولايات العثمانية.
وعندما اشتركت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الاولى ازدادت الحركة في عمان بسبب وجود خط سكة الحديد، وتبعا لذلك ازداد عدد سكان بلدة عمان وازدادت الحركة التجارية فيها. وعندما انسحب العثمانيون من سوريا كلها عام 1918 بقيت عمان مديرية ناحية، وبعد معركة ميسلون لجأ الى عمان عدد من الاحرار السوريين، ثم اصبحت مركز حركة وطنية بزعامة رئيس بلديتها حينذاك المرحوم سعيد خير. ثم كان وصول الامير عبدالله بن الحسين الى عمان 2 آذار 1921 نقطة تحول حاسمة في تاريخ عمان الحديث.. اذ اختارها عاصمة للامارة الاردنية من منطلقات ثلاث وهي: موقعها المتوسط في البلاد، وفرة المياه فيها، اتصالها بخط سكة الحديد.
ومنذ ذلك الحين، والتقدم في عمان مستمر، والعمران متصل، حتى تطورت من قرية صغيرة الى مدينة كبيرة عامرة تضاهي أحدث المدن وأرقاها.
في البداية كانت عمان القرية الصغيرة ثم البلدة الصغيرة آخذة بالنمو والاتساع فقد انتشرت المباني والعمارات هنا وهناك على سفوح الجبال.. وازدحمت الرقعة الضيقة الواقعة بين التلال بأبنية السكن والتجارة دون التقيد بخطة تنظيم شاملة.. فلم تلبث عمان حتى غدت كغيرها من المدن الشرقية التقليدية.. بشوارعها الضيقة وأزقتها الملتوية.
ويروى أن الملك عبدالله الاول كثيرا ما وجه المسؤولين كي يعملوا على وضع مخطط حديث للمدينة يساير التطورات ويرتفع بعمان الى مستوى المدينة - العاصمة من حيث إنشاء ساحات عامة واسعة وحدائق وشوارع عريضة مستقيمة الى غير ذلك، لكن ضآلة المخصصات المالية كانت تحول دون ذلك.
وفي العام 1928 قررت الحكومة اعتبار قضاء عمان بمثابة محافظة عاصمة تخابر رئاسة النظار مباشرة، دون الرجوع الى متصرف لواء البلقاء، ولكن هذا الترتيب استمر الى سنة 1930 فقط عندما اعيد ارتباط قضاء عمان بمركز اللواء، ولكن تبدلاً آخر طرأ على الوضع إذ نقل مركز لواء البلقاء في 12/7/1933 الى عمان واصبحت السلط قضاء تابعاً له. وفي عام 1939 اعيد مركز اللواء الى السلط واحدثت محافظة عاصمة بعمان مرتبطة بوزارة الداخلية.
وفي منتصف عام 1933 اتخذت اراضي المدينة الواقعة ضمن حدود البلدية الصفة التنظيمية، عندما صدرت ارادة سنية بالموافقة على قرار المجلس التنفيذي بمنحها هذه الصفة.
ويذكر ان اول رئيس لبلدية عمان كان المرحوم (اسماعيل بابوق) في عهد الحكومة العثمانية.
ووسط غياب تام لشركة الكهرباء الاردنية استمرت تماسات كهربائية حدثت في التمديدات الخارجية للمبنى بالاشتعال تباعا في مكيفات خارجية وامتدت الى محيط المبنى التراثي المكون من أربعة طوابق وصولا الى كبينة الاسلاك الكهربائية التي تم تركيبها على جدار المبنى الخارجي لصالح مشروع تطوير وإعادة تأهيل ساحة الملك فيصل قبل أن تصل إطفائيات الدفاع المدني التي بقيت تنتظر وصول شركة الكهرباء لفصل التيار مع ارتفاع وتيرة النيران جراء التماسات قبل أن يتدخل أحد المواطنين، وهو مهندس كهربائي تواجد مصادفة في موقع الحادث، ويقوم بالمغامرة بالدخول الى أروقة المبنى الداخلية وسط دخان كثيف داخل الغرف، حيث قام بالبحث مطولا عن قواطع التيار الكهربائي التي تعمل بقوة 3 فاز وتمكن من فصل التيار تماما لتباشر حينها طواقم الدفاع المدني باطفاء الحريق.
وتسبب الحريق بأضرار جسيمة في الممتلكات العائدة لمشاغل خياطة ومستودعات في المبنى ومحال أخرى مخصصة لبيع الالبسة والحقائب، وقد تضررت جراء امتداد النيران اليها وسط تدخل مواطنين تطوعوا لنقل مقتنيات المحال قبل أن تصلها النيران.
تأخر «الكهرباء»
المواطن نبيل شقير صاحب محل حلاقة في شارع الملك فيصل قال لـ»الدستور» انه تم الاتصال هاتفيا بطوارئ شركة الكهرباء منذ بداية حدوث التماسات في الساعة الحادية عشرة والنصف، مؤكدا أنه «حتى بعد إطفاء الحريق لم تحضر طوارئ شركة الكهرباء».
هذا ولم تسجل أي إصابة في الارواح حيث انحصرت الخسائر في احتراق ألبسة وحقائب ومقتنيات في المبنى خاصة الطابق الارضي والطابق الثاني الذي وقعت فيه التماسات وامتدت الى المكيفات الكهربائية ومحيط التمديدات الكهربائية الخارجية.
مسؤولية من؟
وتعيد هذه الحادثة فتح باب الحديث حول موضوع تحديث التمديدات الخارجية القديمة في معظم اسواق عمان القديمة والتي تسببت قبل اكثر من عامين في احتراق اسواق فيلادلفيا والبلابسة والبخارية احتراقا تاما بسبب تماس مماثل في التمديدات الخارجية.
هذا الموضوع الحيوي بقي حتى الان حائرا في البحث عن جهة مسؤولة بحيث ترحل أمانة عمان الامر الى شركة الكهرباء التي أعلنت مرارا أنها بصدد تحديث التمديدات الكهربائية الخارجية في وسط البلد والتي مر على تركيبها اكثر من 60 سنة ولم تجر لها أي تحديثات أو عمليات صيانة.
وتضمن مشروع تطوير وإعادة تأهيل ساحة الملك فيصل الاول، التي يقع المبنى الذي شب فيه الحريق في محيطها، فقرات تتعلق بتحديث التمديدات الخارجية للابنية في الشارع، إلا أن الشركة المنفذة للمشروع لم تنفذ ذلك رغم انتهاء المشروع وتسلمه من قبل أمانة عمان نهاية الشهر الماضي.
مبنى البلدية.. نظرة تاريخية
وحول تاريخ المبنى يقول أحد أبناء عمان القديمة، بكر خليل ابوبكر لـ»الدستور» ان مبنى بلدية عمان القديم، الذي شب فيه الحريق أمس، يقع في الجزيرة الوسطية ويحط به مطعم فروج السلام ودخلة الرضا «النجاح»، ويطل على شارع فيصل، ويتضمن الشرفة الرئيسية الواسعة التي كان المغفور له الملك المؤسس عبدالله الاول طيب الله ثراه يقف عليها مخاطبا الجماهير في الاحتفالات الرسمية والاعياد والمناسبات المتعددة، حيث كانت شرفة البلدية أهم مكان حكومي في ذلك الحين.
شيد مبنى بلدية عمان على مراحل وسنوات حيث أضيفت له عدة طوابق وشرفات حتى تم هدم هذا المبنى والجزيرة كلها وأعيد بناؤها، أي الجزيرة، من جديد وذهبت البلدية الى مبناها الجديد قرب المدرج الروماني عند جسر العسبلي آنذاك «مكتبة الامانة» حاليا.
وحول نشوء بلدية عمان فقد ورد في كتاب المؤرخ الاردني المرحوم سليمان الموسى (عمان عاصمة الاردن): بدأت الحياة تدب في عمان سنة 1878 عندما نزلت فيها اول مجموعة من مهاجري الشركس.. وتتابعت بعد ذلك موجات المهاجرين، وازداد عدد سكان عمان تدريجياً لكنها ظلت قرية صغيرة الى أن كان عام 1903 عندما وصل خط سكة حديد الحجاز اليها، وكان ذلك نقطة تحول خطيرة في تاريخ عمان، إذ أخذ يزداد عدد سكانها بمن يأتي للاقامة فيها من القرى المجاورة ومن مدن بعيدة نسبياً مثل دمشق ونابلس والقدس ويافا.. وفي عام 1909 قررت الحكومة العثمانية تنظيم البلدة الناشئة فأسست فيها مجلس بلدية بموجب قانون الولايات العثمانية.
وعندما اشتركت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الاولى ازدادت الحركة في عمان بسبب وجود خط سكة الحديد، وتبعا لذلك ازداد عدد سكان بلدة عمان وازدادت الحركة التجارية فيها. وعندما انسحب العثمانيون من سوريا كلها عام 1918 بقيت عمان مديرية ناحية، وبعد معركة ميسلون لجأ الى عمان عدد من الاحرار السوريين، ثم اصبحت مركز حركة وطنية بزعامة رئيس بلديتها حينذاك المرحوم سعيد خير. ثم كان وصول الامير عبدالله بن الحسين الى عمان 2 آذار 1921 نقطة تحول حاسمة في تاريخ عمان الحديث.. اذ اختارها عاصمة للامارة الاردنية من منطلقات ثلاث وهي: موقعها المتوسط في البلاد، وفرة المياه فيها، اتصالها بخط سكة الحديد.
ومنذ ذلك الحين، والتقدم في عمان مستمر، والعمران متصل، حتى تطورت من قرية صغيرة الى مدينة كبيرة عامرة تضاهي أحدث المدن وأرقاها.
في البداية كانت عمان القرية الصغيرة ثم البلدة الصغيرة آخذة بالنمو والاتساع فقد انتشرت المباني والعمارات هنا وهناك على سفوح الجبال.. وازدحمت الرقعة الضيقة الواقعة بين التلال بأبنية السكن والتجارة دون التقيد بخطة تنظيم شاملة.. فلم تلبث عمان حتى غدت كغيرها من المدن الشرقية التقليدية.. بشوارعها الضيقة وأزقتها الملتوية.
ويروى أن الملك عبدالله الاول كثيرا ما وجه المسؤولين كي يعملوا على وضع مخطط حديث للمدينة يساير التطورات ويرتفع بعمان الى مستوى المدينة - العاصمة من حيث إنشاء ساحات عامة واسعة وحدائق وشوارع عريضة مستقيمة الى غير ذلك، لكن ضآلة المخصصات المالية كانت تحول دون ذلك.
وفي العام 1928 قررت الحكومة اعتبار قضاء عمان بمثابة محافظة عاصمة تخابر رئاسة النظار مباشرة، دون الرجوع الى متصرف لواء البلقاء، ولكن هذا الترتيب استمر الى سنة 1930 فقط عندما اعيد ارتباط قضاء عمان بمركز اللواء، ولكن تبدلاً آخر طرأ على الوضع إذ نقل مركز لواء البلقاء في 12/7/1933 الى عمان واصبحت السلط قضاء تابعاً له. وفي عام 1939 اعيد مركز اللواء الى السلط واحدثت محافظة عاصمة بعمان مرتبطة بوزارة الداخلية.
وفي منتصف عام 1933 اتخذت اراضي المدينة الواقعة ضمن حدود البلدية الصفة التنظيمية، عندما صدرت ارادة سنية بالموافقة على قرار المجلس التنفيذي بمنحها هذه الصفة.
ويذكر ان اول رئيس لبلدية عمان كان المرحوم (اسماعيل بابوق) في عهد الحكومة العثمانية.