أيها المتقاعدون رفقا بأشقائكم



إن الناظر بتمعن لحراك المتقاعدين يدرك وبما لايدع مجالا للشك حجم الضائقة الاقتصادية التي تعيشها هذه الفئة ممن أفنت زهرة شبابها في خدمة الوطن حيث امتهنت السلاح والاخلاص للوطن والقيادة .

وهنا تكمن مشكلة معظمهم في عدم التمكن من العمل بمهنة بعد التقاعد من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ولا تملك هنا إلا أن تتألم عندما تسمع أن ضابطا متوسط الرتبة يعمل حارسا بسبب ضيق العيش ...

وهنا لابد من التساؤل ألا تستحق هذه الفئة أن تحترم وبما يليق مع تضحياتها ..؟؟!!

فمن لم يخدم القوات المسلحة ربما لا يدرك صعوبة العيش التي كابدها هؤلاء وأنا هنا ألتمس للمدنيين العذر في حال عدم تقدير الخدمات التي قدمها المتقاعدون من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية .

أما أن ياتي عدم التفهم من متقاعدين سابقين ساعدتهم طبيعة خدمتهم على أن يكونوا من الأثرياء , أو ساعدهم مورثوهم على أن يكونوا في سعة من العيش لتنقض هذه الفئة على أشقائها بخناجر تقطر سماً وخبثاً .. وأنا هنا أذكرهم بقوله تعالى:"يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا" صدق الله العظيم ، حاثاً إياهم على الانصياع لقوله تعالى .

فليس جميع المتقاعدين أومعظمهم في سعة من العيش وليس معظمهم قد وجد عملا في القوات المسلحة وليس معظمهم من حملة الشهادات العليا ليعملوا بها ,وليس معظمهم يطمح بمناصب في الدولة كما أن ليس معظمهم متسلقا يريد أن يصل حتى ولو على رقبة أمه .

وهنا أناشدكم بالله وأقول كفى تشدقا بمواقف وطنية تتلاشى أمام أول اختبار, وهنا أسألكم هل لو شعرتم بالجوع والحاجة ستصدرون هذه البيانات ؟ بل ماذا سيكون موقفكم ؟

واذا علمتم ان بعض هؤلاء المتقاعدين ملزم أن ينفق 500 دينار من دخله على قطاع التعليم فكيف سيتدبر باقي أمره ؟

أسألكم بالله من أراد الوصول للمناصب فليس من خلال هذه المواقف وأذكركم بموقف الله العظيم وقوله تعالى:"واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لايظلمون"

وقال صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"

فمن شبع منكم لسبب أو لآخر أستحلفه بالله أن لا ينسيه شبعه ولهاثه وراء المناصب جراح أشقائه النازفة يوميا دما ودموعا لا لسبب إلا الفقر فهؤلاء المتقاعدون المحتجون مخلصون للوطن، مخلصون للوطن ،مخلصون للوطن،.....وبالتأكيد أكثر منكم.

العميد الركن (المتقاعد)الدكتور موسى العنانزة