ما خيارات بايدن للرد على (أوبك+) ؟

أخبار البلد - يحذر محللون من إمكانية أن تتحرك الإدارة الأميركية باتجاه الضغط على الإمارات والسعودية بعد أن قرر تحالف أوبك+ الأسبوع الماضي خفض إنتاج النفط، وهو ما قد يعمّق حالة البرود التي تسود العلاقات بين الولايات المتحدة وهذين البلدين منذ وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السلطة، دون تحقيق أي اختراق في موقف البلدين.

وبينما اكتفى بعض المسؤولين الأميركيين بالتعبير عن خيبة أملهم من قرار أوبك+ دعا بعض الديمقراطيين في الكونغرس إلى خفض مبيعات الأسلحة للمملكة خفضا كبيرا، وذلك ردا على قرار خفض إنتاج النفط.

وقللت إيرينا سلاف، الكاتبة في موقع "أويل برايس”، من جدوى الضغوط، داعية في مقال إلى ضرورة أن تتحلى الولايات المتحدة بالمزيد من الحكمة في مواجهة ما وصفته بـ”التغيير التكتوني في الجغرافيا السياسية”.

وقالت سلاف تعليقا على الدعوات المطالبة بخفض مبيعات الأسلحة للسعودية "مثل هذه الخطوة ستجعل المجمع الصناعي العسكري غير راضٍ تماما عن البيت الأبيض، الأمر الذي سيجعل إقناعه بمثل هذا القرار صعبا”.

وإلى جانب تعليق شحنات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية ثمة من ينادي بحملة ضغط سياسي.

وقال البعض على شبكات التواصل الاجتماعي "إنها مسألة وقت فقط قبل أن تبدأ واشنطن بملاحظة انتهاكات حقوق الإنسان وغياب الديمقراطية في المملكة”.

وترى سلاف أنه "باستثناء ذلك ليس هناك الكثير الذي يمكن لواشنطن فعله لمعاقبة الرياض (زعيمة مجموعة الدول المصدرة للنفط أوبك وزعيمة تحالف أوبك+ إلى جانب موسكو) على الصفعة”.

وأضافت "لن يكون قرار العقوبات حكيما نظرا إلى وزن السعودية كمنتجة للنفط في وقت يعاني فيه الغرب من نقص في معروض النفط”.

وتابعت "يبدو من الحكمة بشكل متزايد تجنب المخاطرة بعزلة أكبر مع الحلفاء السابقين، وهو ما يمكن أن يلحق الكثير من الضرر بالاقتصاد الأميركي، حيث تبقى المملكة العربية السعودية ثالث أكبر مصدّر أجنبي للنفط الخام إلى الولايات المتحدة”.

واتخذ تحالف أوبك+ الأسبوع الماضي قرارا غير مسبوق في تاريخه؛ حيث قرر خفض إنتاج النفط بنحو مليوني برميل يوميا في مرحلة تشهد طلبا مطردا وعرضا محدودا وتضخما في أكبر اقتصادات العالم. وجاء ذلك رغم محاولات واشنطن العديدة لتغيير رأي قادة الكارتل، لاسيما السعودية والإمارات.

ونقلت شبكة "سي أن أن” عن مصدر لم تكشف هويته، قبل يوم واحد فقط من اجتماع أوبك+، أنه تمت تعبئة جميع الموارد البشرية المتاحة في البيت الأبيض، في جوّ يسوده التشنج والخوف.

وتم تكليف كبار المسؤولين مثل عاموس هوشتاين وجانيت يلين بإقناع السعوديين والإماراتيين بعدم خفض الإنتاج.

وتضمن حديثهما تهديدا واضحا بإلحاق الضرر بسمعة البلدين وعلاقاتهما الخارجية، لكن السعوديين والإماراتيين تجاهلوا تلك التهديدات.

وقال مراقبون إن هذه الخطوة كانت صفعة للولايات المتحدة والغرب عامة؛ ذلك أن الغرب هو الذي يحتاج إلى نفط أرخص في الوقت الراهن بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي حظرا على النفط الخام والوقود الروسي، في حين تحتاج الإدارة الديمقراطية الأميركية إلى البنزين الرخيص قبل الانتخابات النصفية لتعزيز فرصة الاحتفاظ بأغلبية حزبية في الكونغرس.

ويرى هؤلاء المراقبون أن تحالف أوبك+ أظهر أنه يستطيع فعل كل ما يشعر بأنه في حاجة إلى القيام به لحماية مصلحة أعضائه، حتى لو كان هذا يعني التعارض مع مصالح حلفائه التقليديين وأكبرهم.

وقال الصحافي في وكالة بلومبرغ خافيير بلاس في تعليق بعد الاجتماع "يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الانتباه؛ فهذه أول مرة في تاريخ الطاقة الحديث لا يكون فيها لواشنطن ولندن وباريس وبرلين حليف واحد داخل مجموعة أوبك+”.

وينظر محللون إلى التغيرات الحاصلة في الجغرافيا السياسية على أنها أكثر أهمية لمستقبل العالم من الحرب في أوكرانيا، على الرغم من أنهما ليستا معزولتين عن بعضهما البعض.

وقالت سلاف "أعلنت السعودية بالفعل عن رغبتها في الانضمام إلى تحالف البريكس فيما يصعب تفسيره على أنه أقل من إعلان دعم لكتلة روسيا/الصين. وتميل الإمارات، أقرب حليفة لها في المنطقة، إلى اتباع سياسة الرياض الخارجية وتوافق على هذا الابتعاد عن الغرب وعلى إقامة علاقات وثيقة مع شرق ومجموعة يمثلان جزءا كبيرا من الناتج المحلي الإجمالي العالمي”.

وتابعت "لذلك فإن أكبر منتجي النفط في العالم بعد الولايات المتحدة يديرون ظهورهم لأصدقائهم الجيوسياسيين ويقفون إلى جانب العدو”.