انتخابات الغرف الصناعية

أخبار البلد-

 

الصناعة قبل كورونا شيء وبعده شيء آخر.. لانها فرضت مكانتها في ظل انكفاء الدول على نفسها واحتكار انتاجها لتلبية احتياجاتها الذاتية مع تضرر سلاسل التوريد وتوقف التصدير وتراجع كميات الانتاج.

على هذه القاعدة تختلف انتخابات الغرف الصناعية هذه المرة عن سابقاتها لان هناك تحديات جديدة فرضت نفسها وهناك آفاق جديدة برزت وهناك معيقات جديدة تبدت وهناك حاجة لان يطوع القطاع الصناعي كل ذلك وهناك حاجة لان تواكب الحكومة وخلفها مؤسسات القطاع العام هذه التطورات بتغيير منهجية التفكير واسلوب العمل.

قريبا سيصوت الصناعيون لانتخاب قياداتهم التي يفترض ان تبدأ نهجا جديدا من العمل، يتفق مع متطلبات المرحلة التي تؤكد دور القطاع الخاص في قيادة الاقتصاد.

انتخابات الصناعة تجري في ظل ظروف صعبة يمر فيها الاقتصاد العالمي.

الانتخابات شكل من اشكال الديمقراطية، الا انها تؤكد كف يد الحكومة عن التدخل في القرار الصناعي، والتحول من منافس وند الى مساند ومتعاون ومستفيد.

انتخابات غرف الصناعة تجري في مرحلة مهمة وصعبة في آن معا، اهميتها تأتي في مرحلة يتم فيها ترسيخ دور القطاع الخاص كقائد بدلا من متلق، عليه عبء قيادة الاقتصاد والريادة في اجتراح الحلول للمشاكل والمعضلات وقبل ذلك كله ابتكار برامج واقعية لتحقيق تنمية اقتصادية تضمن توزيعا عادلا للمكاسب.

هي مهمة صعبة، لأنها تنطوي على تحديات كبيرة، منها المنافسة وزيادة الصادرات وتطوير آليات العمل وامتصاص البطالة والتدريب والتأهيل ونقل المعرفة وغيرها من القضايا التي لا يقل بعضها اهمية عن بعضها الآخر.

كما ان المرحلة فيها تحديات كبيرة، الا انها تنطوي على فرص، تحتاج الى عمل شاق لاقتناصها، الامر الذي يحتاج مأسسة آليات عمل القطاع الخاص بأسلوب علمي يضمن الاستدامة.

بلا شك ان ابرز التحديات هي ارتفاع اسعار الطاقة التي تؤثر سلبا على تنافسيته محليا وباسواق التصدير وتضعف قدرته على المساهمة بتحويل الأردن الى دولة الانتاج.

الطاقة مدخل انتاج رئيسي لجميع القطاعات الصناعية؛ حيث باستهلاك يبلغ نحو 17 بالمائة وبكلف تشكل اكثر من 35 بالمائة لمختلف القطاع الصناعي، يعاني القطاع من نقص الأراضي المتاحة لمشاريع الطاقة المتجددة ومحدودية سعة الشبكات والمحولات في كثير من المناطق.

عدا عن الإجراءات المعقدة والطويلة للحصول على تراخيص لمشاريع الطاقة البديلة.

الصناعة مهمة وقد اثبتت ذلك بالرغم من دعوات التوجه الى قطاع الخدمات المهم ايضا لكن ليس على حساب الصناعة.