خبير عسكري يكشف ما تعلمته إسرائيل من الحرب ضد مصر
اخبار البلد -
كشف المحلل الاستراتيجي العميد سمير راغب رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، عن الدروس التي تعلمتها إسرائيل من هزيمتها في حرب 6 أكتوبر 1973.
وقال العميد سمير راغب، إن "نصر السادس من أكتوبر نقطة تحول فى مسار الصراع العربي الاسرائيلي، حيث مثلت حرب أكتوبر 73 أعلى نقطة قوة شاملة في تاريخ العرب الحديث والمعاصر وأدنى نقطة ضعف في تاريخ إسرائيل منذ تأسيسها".
وتابع في تصريحات لـRT: "خطة الخداع الاستراتيجي المصرية كانت كفيلة بخداع مخابرات الجانب الاسرائيلي، و جائت عملية العبور واقتحام خط بارليف وإقامة رؤوس الكباري، ضربة هائلة للجيش الإسرائيلي، والتي نتج عنها إحالة العديد من قياداتها للتقاعد بعد الحرب نتيجة عار الهزيمة".
وأشار إلى أنه انهارت الثقة الشعبية في النسق السياسي والعسكري، خاصة بين أولئك الذين حاربوا في الحرب وعائلاتهم، ولم يتم إصلاحها منذ ذلك الحين. وتسببت تموجات الحرب في حدوث زلزال سياسي في إسرائيل، أنهى سيطرة أحزاب سياسية و تهميش زعماء سياسيين.
وقال راغب إن حرب أكتوبر 73 أحدثت تغيير حاد في استراتيجية الحروب واحتلال الأرض من دول الجوار، حيث استبدلت استراتيجية احتلال الحرب بالقوة العسكرية، لاستراتيجية الحدود الآمنة، على مستوى استراتيجية الحروب، تعلمت إسرائيل دروس من حرب أكتوبر، فكانت الحرب الأخيرة التي أدركت فيها إسرائيل أن بقاءها بحد ذاته مهدد، وكون التهديد حدث مرة فمن الممكن أن يحدث مرة أخرى، لذا تعلمت إسرائيل أن تهديد الوجود لن يحدث إلا في حرب مع مصر، فكان الدرس الأكبر ألا تخوض إسرائيل حرب مع مصر مره أخرى.
وتابع: "حرب أكتوبر هي الحرب الأخيرة التي خاضتها إسرائيل ضد الجيوش النظامية، وآخر حرب شاملة خاضتها إسرائيل ضد تحالف دول. الحرب الأخيرة التي قامت فيها إسرائيل بتعبئة عامة طارئة لقوات الاحتياط. وكانت الحرب الأخيرة التي خاضتها إسرائيل في ظل المفهوم الأمني التقليدي لإسرائيل على أساس الردع والإنذار المبكر.
ونوه بأن حرب أكتوبر هي الحرب الاخيرة على أكثر من جبهة قتال وتعلمت إسرائيل ألا تخوض حرب على أكثر من جبهة قتال في وقت واحد، فلا تحارب غزة وحزب الله، وتبقى نقطة ضعف إسرائيل هي تعدد جبهات القتال في عملية عسكرية واسعة.
وأشار راغب إلى أن الحرب انتهت وحقق الجانب المصري الهدف بكسر جمود القضية، وعلى الجانب الإسرائيلي كانت هناك رغبة في السلام، نظرا لارتفاع تكلفة الحرب وعبء المجهود الحربي على الاقتصاد الإسرائيلي، وحالة التعبئة الشعبية في الشارع العربي ضد إسرائيل، فشعار "لا صوت يعلوا فوق صوت المعركة" لم تواجهة إسرائيل إلا في جولاتها مع الجيش المصري، كذلك ضغوط الرأي العام الإسرائيلي نتيجة هزيمة ما يطلقون عليه حرب الغفران، جعلت من الصعب التفكير في خوض جولة جديدة من الحروب مع مصر.