هيك مَضْبَطة بدها هيك ختم

اخبار البلد - 
 

هذه العبارة يفهمها كل أردني تجاوز عمره 40 عاماً، و أتركُ للقارئ الكريم من الشَّباب الغضّ سؤال كبار السنِّ عن سبب هذه الإجابة المختصرة.

عندما أقرأ خبراً تعجُّ به مواقع التَّواصل الاجتماعيِّ و أجده في غاية التَّفاهة و السَّفاهة أُصاب بالإحباط و خيبة الأمل من اهتمام شباب اليوم بسفاسف الأمور و عدم الاكتراث بعظائمها .

ففي الوقت الذي يتعرَّض فيه المسجد الأقصى أولى القبلتين و مسرى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلَّم لاقتحاماتٍ من قِبَل قطعانِ المستوطنين و محاولة تهويده زماناً و مكاناً .

وفي الوقت الذي تتعرَّض فيه الأسرة المسلمة لمحاولة هدمٍ وانحلال و ذلك بفرض قوانين عليها تخالفُ مبادئ الإسلام وقيَمِه كقانون ما يسمى حماية الطِّفل.

وفي الوقت الذي تنتشرُ فيه آفةُ المُخدّرات بين أوساط الشَّباب و تتفشَّى ظاهرة العنف و كثرة الطَّلاق إضافةً إلى التَّهجُّم على الدِّين و رموزه مِن قبَل فئةٍ مأجورةٍ حاقدةٍ .... إلى غير ذلك من قضايا جديرةٍ بالاهتمام، نجد بالمقابل مواقع التَّواصل الاجتماعيِّ تعجُّ بأخبارٍ تافهةٍ وفي غاية السَّخافة، حيث يتمُّ الحديث عن قصَّة شعر اللَّاعب الفلانيِّ.

و خطبة الفنَّان الفلانيِّ أو قصَّة طلاقه .

و شكل فستان الممثِّلة الفلانيَّة.... إلى غيرِ ذلك من توافه الأمور التي من المؤسف تحظى بمتابعة ملايين البشر من خلال ما يسمَّى ( Tik Tok) .

و الشَّيء المضحك المُبكي صعود و تربُّع هؤلاء التَّافهين على مواقع التَّواصل الاجتماعيِّ و اتِّخادهم قدوات بل حرص شديد من قِبل الشَّباب على تتبُّع تفاصيل حياتهم و تقليدهم.

المشكلة ليست في هؤلاء التَّافهين و إنَّما في متابعة الملايين لهم و الإعجاب الشَّديد بهم و كيل المدح لهم و الدِّفاع عن سقطاتهم و محاولة تقليدهم.

لهذا لا غرابة أن نجد من يقول: هيك شعب يستحق هيك حكَّام.

وهيك مضبطة بدها هيك ختم.

ولا حول ولا قوَّة إلَّا باللَّه العليِّ العظيم.