الاستثمار الخليجي في الأردن

الاستثمار الخليجي , استثمار حصيف يبني اتجاهاته على أساس الجدوى الاقتصادية , وله تاريخ طويل في أوروبا وأميركا وأسيا , وهو عندما يضع قدميه في أرض الفرص , يعرف تماما أين تكون خطواته والى أين ستصل لكنه في الاردن له بعد مختلف , لم يتوقف فقط عند الجدوى الإقتصادية والربح .
صحيح أن الأردن هيأ في السنوات العشر الماضية البيئة المناسبة لنمو مثل الفرص الإستثمارية لكن الفرص المماثلة في بلدان أخرى في العالم أفضل من حيث العائد ومن حيث النمو , لكن الإتجاه الى الأردن يقف خلفه , قرار سياسي بدعم إقتصاده ومساندة مواقفه السياسية , فدول الخليج مؤمنة بأن الأردن وقيادته السياسية عمق إستراتيجي وجزء من منظومته حتى لو لم يكن عضوا فيها .
لا يحتاج أثرياء الخليج الى تنمية ثرواتهم في بلدان لا تتوفر فيها ثروات كبيرة بل على العكس هو بحاجة الى مثل هذه التدفقات في ظل عجز كبير في الموازنة وفي الميزان التجاري , ومن السذاجة أن نستمر في القول أن ما يحرك هؤلاء هو أطماع في ثرواتنا وهي شحيحة .
فمثلا في موضوع أرض الميناء لم نسمع عن مستثمر حصيف عينه على الربح رضي بشراء أرض يشترط عقد البيع فيها تأجيل نقل الملكية لمدة خمس سنوات , ثم يباشر في بناء مجمعات سكنية وسياحية ستضاف الى قائمة الأصول الوطنية , وفي مثال آخر , هل كان من الأفضل لشركات مثل إسمنت الشمالية والراجحي أن تذهب الى تطوير مصانعها في المملكة العربية السعودية حيث موانيء التصدير وخطوط النقل المتنوعة والمتعددة وحيث الطاقة ذات الكلف القليلة , والأسواق والطلب الكبيرين وحيث لا تواجه جدلا وتساؤلات وتشكيك , وهل يستوى إتهام من يضخ استثمارات بقيمة 8 مليارات دولار في البلد بالنهب !!.
نكرر القول مجددا أنه في ظل الأزمة , يتجه كثير من المستثمرين الى التذرع بها لوقف أو إلغاء إستثماراتهم لإرتفاع درجة المخاطر , فهل نتبرع في إضافة مبررات جديدة تدفعهم الى الإنسحاب وإسترداد المال في ظل توفر فرص ربما تكون أفضل حول العالم , وهل بالإمكان تحمل كلفة إنسحاب إستثمار واحد ؟.بقلم عصام قضماني