"صبايا VIP" أول مطعم خاص بالنساء في غزة

أخبار البلد - لم تعد المطاعم والمقاهي وأماكن السياحة الداخلية في قطاع غزة حكراً على الرجال فقط، فجهود مجموعة من السيدات لإنشاء مطعم خاص بالنساء انتهت بالنجاح، حيث تمكنت ريهام حمودة برفقة ثلاثة من صديقاتها من تحقيق حلمهن بافتتاح أول مطعم خاص بالنساء في غزة، يقدم لرواده الأطعمة والمشروبات، إلى جانب إقامة الحفلات والمناسبات الصغيرة.

ويعتبر مطعم صبايا VIP المشروع الريادي الأول في قطاع غزة الخاص بالسيدات، وتم افتتاحه في حي الرمال وسط مدينة غزة، ليلبي رغبة النساء في حاجتهن لوجود مكان خاص بهن وقريب، يتمتعن من خلاله بالخصوصية والاستقلالية التامة بعيداً عن الأماكن المختلطة، وجاء اختيار اسم صبايا على المطعم، ليكون تعبيرا مخصصا يجذب اسمه النساء من جميع الأعمار إلى المطعم.
وواجهت فكرة إنشاء المطعم في تلك البقعة الصغيرة التي تعاني من أزمات عديدة ومتراكمة، قبولا واسعا من قبل الشارع الغزي، برغم حالة التقييد والرفض التي ترسخت في عقول المجتمع المحافظ الذي يرفض حرية المرأة في إقامة مشاريع كهذه، ولكن كون أن فكرة المطعم قائمة على تحدي الحصار وخلق فرص عمل لفئة من الفتيات، فإنها لم تواجه أي من العقبات بعد.
ويعمل في المطعم طاقم واسع من النساء، فهناك ثماني يعملن على إعداد الوجبات والعصائر وغيرها من الخدمات التي يقدمها المطعم، إضافة إلى وجود خمس فتيات يعملن على تقديم الخدمات للزبائن داخل المطعم الذي نجح وصار يحظى باهتمام من قبل الرواد من السيدات، والعاملات خريجات جامعيات.
من جهتها تقول ريهام حمودة صاحبة مطعم صبايا، إن فكرة إنشاء المطعم هي مشابهة للمطعم الخاص بالنساء في مدينة رام الله، كما أن النساء في غزة وفي ظل الظروف الحياتية السيئة بحاجة لإنشاء مطعم خاص، ليكون المتنفس الوحيد لهن من والجلوس بأريحية تامة بعيداً عن وجود الرجال.
وأوضحت لـ«القدس العربي»: أن المطعم يقدم خدمات متنوعة ومميزة لزواره، كما أن جميع من يعملون هم من السيدات، وطاقم عمل المطعم تم اختياره بالتعاون مع أكاديمية سمارت كيتشن لفنون الطهي في غزة، من أجل توفير الطهاة والنادلات والمتخصصات بتقديم خدمة مميزة لكل من تزور المكان، وذلك لتشجيع السيدات على التردد لزيارة المطعم وتحقيق نجاح وقبول من الزوار.
وتضيف أن قطاع غزة يعاني من قلة الأماكن الترفيهية، لذلك أي مكان يكون مكتظا بشكل كبير من الزوار من كلا الجنسين، والسيدات في كثير من الأحيان بحاجة لوجود أماكن خاصة بهن، وعن أبرز المعوقات التي واجهت ريهام في إنشاء المطعم الأوضاع الاقتصادية، كون المطعم يحتاج إلى تكاليف مالية مرتفعة، إضافة إلى خوفها في بداية الأمر من رفض فكرة المشروع من قبل الشارع في غزة.
وتشير إلى أن المطعم الذي يشهد توافدا يوميا من الزوار، هو جهد ناجح لسيدات يكافحن من أجل إثبات أنفسهن، ويحاربن الظروف القاهرة التي يعانين منها، وليثبتن للمجتمع جدارتهن وينتصرن على كل التحديات المجتمعية السلبية، ويستطعن بذلك توفير لقمة عيش كريمة لهن ولأسرهن، وتأمل ريهام أن يكبر المشروع ويستمر، وتفتتح فروعا جديدة في محافظات أخرى ليكون قريبا على جميع نساء غزة.
في سياق ذلك تقول أم مهند إن فكرة إنشاء مطعم خاص بالنساء في غزة كانت ممتازة لكنها جاءت متأخرة، خاصة وأن السيدات تحتاج لمثل هذه الأماكن للخروج من واقع الحياة الصعب، لتفريغ مشاكلهن وأوقات فراغهن داخل مكان مخصص لهن، يقضين فيه أوقاتهن بكل راحة وخصوصية دون قيود وبعيداً عن الضوضاء .
وبينت لـ«القدس العربي» أنها فرحت كثيراً عندما سمعت بخبر افتتاح مطعم خاص بالنساء لأول مرة في غزة، هذه الفرحة لم تكن لكي تأتي لتهدر وقتها وتتناول المأكولات والمشروبات فقط، بل أن فكرة المطعم أتاحت لأم مهند فرصة الترويج لمشروعها الخاص بالنساء، حيث تعمل على بيع الملابس وبعض المنتجات الخاصة بالنساء بنظام أونلاين، فهي تقوم بترويج سلعها على السيدات داخل المطعم.
وأشارت إلى أن المشاريع الريادية الخاصة بالنساء في غزة يجب أن تسير نحو التطور، فقد آن الأوان لتغيير نمط العادات والتقاليد التي تقيد حرية انخراط المرأة في المجتمع وتهميش دورها، كما أن الظروف المعيشية تفرض على المرأة الانخراط في سوق العمل، والعمل على إنشاء مشاريع استثمارية تخدم طبقة النساء.
وتعيش النساء داخل قطاع غزة المحاصر واقعاً اجتماعياً سيئا، نتيجة الاحتلال والفقر والثقافة السلبية، والتي تتسبب بنظرة غير عادلة للمرأة، فالحصار أفقد الكثير من النساء فرصاً للتعليم بالخارج، عدا عن الفقر والبطالة بحيث تفوق نسبتهما لدى النساء عن الرجال، حيث بلغت نسبة البطالة بين نساء قطاع غزة 50 في المئة، في وقت أبدت فيه الحكومة الإسرائيلية رغبتها في تقديم تصاريح للعمل لنساء القطاع في الداخل المحتل، حيث لا يزال المشروع قيد المناقشة.