الاحتلال يقمع مسيرات "الوفاء للأسيرات والأسرى" بالمحاليل الكيماوية

اصيب العشرات من الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب، أمس، في عدد من المسيرات الاسبوعية في عدة محافظات بالضفة الغربية، إثر قمع قوات الاحتلال للمسيرات التي تنتظم كل جمعة ضد الاستيطان وجدار الفصل العنصري، حيث جاءت معظم الإصابات، جراء الغاز والمياه العادمة الممزوجة بمواد كيماوية.


ففي بلعين، قرب رام الله، أصيب أمس العشرات من الفلسطينيين ومتضامنين أجانب بالاختناق والتقيؤ الشديدين أثر استنشاقهم غازا مسيلا للدموع ورشهم بالمياه العادمة الممزوجة بالمواد الكيماوية في مسيرة بلعين الأسبوعية المناوئة للاستيطان وجدار الضم والتوسع تحت شعار "الوفاء للأسيرات والأسرى".


وأطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، ورشهم بالمياه العادمة الممزوجة بالمواد الكيماوية، باتجاه المشاركين عند وصولهم إلى الأراضي المحررة "محمية أبو ليمون" بالقرب من الجدار الجديد، ما أدى إلى إصابة العشرات من المواطنين الفلسطينيين ونشطاء سلام إسرائيليين ومتضامنين أجانب بحالات الاختناق والتقيؤ الشديدين.


وشارك في المسيرة التي دعت إليها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، أهالي بلعين ونشطاء سلام إسرائيليين ومتضامنين أجانب.


ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية، وصور الأسير الناشط أشرف أبو رحمة، ورايات حركة فتح، ورايات صفراء عليها صور الأسير النائب مروان البرغوثي، حيث جابوا شوارع القرية وهم يرددون الهتافات الداعية إلى الوحدة الوطنية، مؤكدين على ضرورة التمسك بالثوابت الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال وإطلاق سراح جميع الأسرى والحرية لفلسطين.


واستنكرت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين الحكم الصادر بحق الناشط أبورحمة والبالغ ستة شهور ونصف فعليا وستة شهور مع وقف التنفيذ لمدة ثلاثة أعوام وغرامة مالية قدرها 3000 شيكل (الدينار 3ر5 شيكل).


وأكدت اللجنة الشعبية، في بيان تلقت "الغد" نسخة عنه، بأن الممارسات القمعية والاعتقال بحق نشطاء المقاومة الشعبية لن تثنيهم عن الاستمرار في المقاومة الشعبية السلمية، وأنهم سيستمرون في المقاومة الشعبية السلمية حتى دحر الاحتلال وازالة الاستيطان وهدم الجدار وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، مثمنة دور حركات السلام الإسرائيلية في تظاهراتهم في تل أبيب وحيفا ضد الاحتلال والاستيطان والجدار ودعم قضية الأسرى والمطالبة بمقاطعة بضائع المستوطنات.


واندلعت مواجهات عنيفة، ظهر أمس، في قرية كفر قدوم قرب قلقيلية، بين المشاركين في المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان وقوات الاحتلال المحتشدة عند البوابة التي تغلق الشارع الرئيسي للقرية منذ سنوات.


وشارك في المسيرة، التي انطلقت بعد صلاة الجمعة، المئات من الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب ونشطاء السلام الإسرائيليين، وعدد من كوادر وقيادات حركة فتح.


ولدى وصول المسيرة إلى البوابة المغلقة، بدأ عشرات من جنود الاحتلال المتواجدين في عدة مواقع، إطلاق قنابل الغاز السام بشكل مباشر تجاه المشاركين، ما أدى إلى إصابة العشرات بينهم أجانب وأطفال بحالات اختناق نتيجة استنشاقهم الغاز.


يشار إلى أن جيش الاحتلال يضيق الخناق على أهالي كفر قدوم، منذ انطلاق مسيرتهم الأسبوعية المطالبة بفتح الشارع الرئيسي، الذي أغلقته قوات الاحتلال منذ العام 2003، مؤكدين استمرار هذه المسيرة رغم شدة القمع الذي يمارس بحقهم.


كما تشهد كفر قدوم اقتحامات بشكل يومي ليلا ونهارا، يجري خلالها جنود الاحتلال عمليات تفتيش استفزازية لمنازل المواطنين ولسياراتهم على الحواجز الطيارة، التي تقيمها على مداخل القرية.


وفي مسيرة المعصرة، قرب بيت لحم، اصيب أمس، ثلاثة فلسطينيين بجروح، إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسيرة الأسبوعية المنددة بجدار الفصل العنصري والاستيطان.


وقال الناطق الاعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم محمد بريجية، إن جنود الاحتلال منعوا المشاركين من الوصول إلى مكان إقامة الجدار، واعتدوا عليهم بالضرب المبرح بالأيدي والعصي وأعقاب البنادق، ما أدى إلى إصابة ثلاثة برضوض وجروح وصفت حالتهم بالمتوسطة.


وأضاف بريجية أن المشاركين نظموا اعتصاما القيت فيه عدة كلمات، أكدت على ضرورة مواصلة المقاومة الشعبية السلمية وصولا إلى تحقيق الأهداف الوطنية، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.


وفي قرية كفر الديك، قرب سلفيت، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، مسيرة سلمية في بلدة كفر الديك غرب سلفيت، المنددة بجدار الفصل العنصري والاستيطان.


وشارك في المسيرة التي انطلقت من أمام البلدية باتجاه منطقة الشعاب غرب البلدة، قرب الشارع الالتفافي القريب من مستوطنة "زهاف وبيدوئيل"، المقامة على أراضي قرى كفر الديك ودير بلوط  ورافات عنوة، أهالي البلدة، وعدد من المتضامنين الأجانب.


وحمل المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية، مرددين الشعارات المنددة بالاستيطان وجدار الفصل العنصري، مشددين على ضرورة إنهاء الانقسام والوحدة الوطنية، حيث قابلهم جنود الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز والصوت على المتظاهرين، لتفريقهم.