قضية التجنيس و الاصلاح السياسي المطلوب – أ. د. محمود الكوفحي
الاصلاح السياسي في الاردن ضروري جدا ويجب ان يعطى الاولوية على اي امر أخر... ولكي يتم الاصلاح لابد من تشكيل حكومة انتقالية تشرف على اصدار قانون انتخاب قادر على افراز برلمان يعبر عن تطلعات الشعب الاردني ... ثم اجراء انتخابات تحت اشراف لجنة خاصة لادارة العملية الانتخابية ... بعدها يسمي البرلمان وفقا للاغلبية البسيطة رئيس الوزراء للملك فيكلفه بتشكيل الحكومة التي ستنهض بالأردن وتخرجه من الوضع الصعب الذي وضعه الفاسدون به... في الوضع الجديد الذي ندعو اليه لاصلاح الحال يكون هناك فصل تام بين السلطات وترفع الاجهزة الامنية قبضتها عن الجامعات والمؤسسات في الاردن ... ويتحول النظام الى الملكية الدستورية الحقيقية.... اذا تحقق هذا تكون نهضة الاردن قد بدأت فعلا...
وعند الحديث عن الاصلاح كثيرا ما يتوقف الاردنيون عند قضية التجنيس واثرها المحتمل على مخرجات اي انتخابات في ظل ما يتردد عن تجنيس اعداد من الفلسطينيين بعد فك الارتباط مع الضفة الغربية وحصولهم على الجنسية الاردنية بطرق قد لاتكون سليمة... وتباينت التقديرات حول اعداد هؤلاء المجنسين من بضعة ألاف الى 250 الف... وبناء على ذلك فان كثير من الاردنيين يعطون الاولوية لحسم موضوع المواطنة والجنسية قبل الدخول في الاصلاح الحقيقي... وإدراكا مني لاهمية ان لاتمنح الجنسية الأردنية لاي شحص الا وفقا للدستور الاردني أساسا... فإنني اتمنى لو تقوم الحكومة الاردنية باتخاذ القرارات اللازمة لحل هذه الاشكالية وانهاء حالة الشك التي يعيشها الكثير من الاردنيين... وانني ارى في استمرار الوضع معلقا عقبة مصطنعة يتم تضخيمها من قبل جهات معينة بهدف اعاقة عملية الاصلاح السياسي المنشود... ولفهم الحجم المحتمل لاثر هذا الامر في حال استمرار الوضع على ماهو عليه على مخرجات اي انتخابات قادمة دعونا نقوم بعملية حسابية بسيطة...
ان عدد اعضاء مجلس النواب 120 ...وان المجنسين يتواجدون بشكل رئيسي في محافظات العاصمة واربد والزرقاء... واذا تفحصنا عدد المقاعد النيابية المخصصة للمحافظات الثلاث لوجدنا انه قد خصص لكل 120 الف مواطن في المحافظات الثلاث مقعدا نيابيا واحدا ... من هنا فان عدد الفلسطينيين الذين حصلوا على الجنسية بطرق قد لاتكون سليمة لن يغير التركيبة النهائية للبرلمان باكثر من نائبين على ابعد تقدير... وهذا لن يكون قادرا على تغيير موازين القوى على الساحة السياسية الاردنية... لماذا اذن هذه الضجة حول الموضوع ومحاولة جعله اهم من الاصلاح السياسي لدى الكثيرين؟ اعتقد ان في الامر شيء من المبالغة لاخافة الاردنيين من استحقاقات الاصلاح وصرفهم عن المطالبة به... وان منظومة الفساد الاردنية واجهزتها هي التي تستخدم الموضوع لاشغال الاردنيين من اصول شرق وغرب اردنية ببعضهم واثارة النعرات بما يجعل الجميع يتمترس وراء الاقليمية خائفا من الاخر ويترك الساحة امام الفاسدين ليستمروا في السيطرة على الوطن ونهب مقدراته... في ظل ما تقدم فانني اطلب من الجميع اعطاء الأولوية للاصلاح السياسي ...المنشود وتقديم ذلك على اي اعتبارات اخرى