"مواطنون" يطلقون "إلغاء بيوت العزاء" عبر "الفيس بوك".. وهذا نصها !
1- إحياء سنة النبي عليه الصلاة والسلام، والذي لم يرد عنه أن فتح بيت عزاء لمدة ثلاثة أيام واستقبل فيه المعزين، عندما توفي اقرب الناس إليه، وهم «بناته أم كلثوم وزينب، وزوجته خديجه، وسيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب وابن عمه جعفر بن ابي طالب»، ونحن مأمورين باتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
2- توفير على أهل «الميت» عناء المصاريف المالية العالية والتي أصبحت عبئاً على كاهلهم حيث تصل أحيانا آلاف الدنانير، ما بين أجرة البيوت وعمال القهوة، ثمن المناسف لمدة ثلاثة أيام، وقد «علم» أن هناك من يستدين من الناس لتوفير هذه النفقات العالية والمرهقة.
3- رحمة بالمعزّين والذين أصبح تقديم واجب العزاء يشكل إرهاقاً عليهم خاصة إذا كانوا يقطنون في محافظات المملكة ومناطق بعيدة، ويتكبدون عناء السفر، وترك اعمالهم ووظائفهم، كذلك رحمة بأهل الميت والذين يقفون ثلاثة أيام على اقدامهم وهم يستقبلون المعزين؛ ما يشكل إرهاقا وتعبا جسميا لهم وهم في قمة حزنهم وتأثرهم على من فقدوا.
4ـ بيوت العزاء «بعضها» أصبح مكانا للّقاء الاجتماعي بين الأصدقاء وللحديث الجانبي والتسليه، وفرغت من مضمونها وهي الاتعاظ والعودة إلى الله والإقبال عليه وذكر هادم اللذات - «كفى بالموت واعظاً يا عمر «.
5- لا ينتفع «الميت» من بيوت العزاء بل ينتفع بالصدقة، فالأولى أن توفر هذه الأموال التي تنفق على بيوت العزاء وتمنح صدقات عن روح الميت للفقراء والمحتاجين، علما أن هذه الأموال التي تنفق في بيت العزاء كان الميت أثناء حياته بحاجه لبعضها لحل مشاكله في العلاج أو الانفاق ولكن حُرِمَ منها.
6- أصبحت «بعض» بيوت العزاء وسيلة للمباهاة والاستعلاء للأغنياء القادرين ولِسُراة القوم، بأثمانها من جهة وبحجم المعزين؛ ما يشكل هذا المشهد سببا للتفاوت الطبقي وتنغيصا على الفقراء وشعورهم بالدونية، وعجزهم عن محاكاة هذا الغني القادر بماله وجاهه، ويكون سببا أيضا في قطع أواصر الروابط والوحدة بين أفراد المجتمع. أما البديل فيُكتفى بالتعزية اثناء الدفن أو بعده، وعند رؤية ذوي المتوفى في مكان ما، وتقديم تكاليف العزاء إلى الفقراء والمساكين أو إنشاء اعمال خيرية للأيتام والمساكين كصدقة جارية عن روحه لعلها تنفعه، وقد جمع ممن طالب بهذا الامر أقوال أهل العلم في طعام العزاء، يقول ابن قُدامه - وهو مذهب الحنابلة، أما صنع اهل الميت الطعام للمعزين فهو مكروه، لأن فيه مصيبة على مصيبتهم وتشبهاً بأهل الجاهلية، وقال الحطاب المالكي وهو مذهب المالكية:كرهه جماعة وعدّوه من البدع، وقال ابن الهمّام الحنفي وهو مذهب الحنفية، يكره اتخاذ الضيافة من أهل الميت وقال هي بدعة مستقبحة، أمّا النووي وهو مذهب الشافعية، ان صنع اهل الميت للطعام وجمع الناس عليه فهو بدعة غير مستحبة هذا والله المستعان.
العادات الاجتماعية
بدوره نوه الخبير الاجتماعي ومدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان، بان من العادات الاجتماعية عادات العزاء حيث يحرص الغالبية بان تكون لثلاثة ايام تتفرغ فيها أسرة «الميت» لاستقبال المعزين ولساعات طويلة، تقدم فيها التمر والقهوة السادة ويتخلله تقديم الطعام عند الغالبية وهو ما يترتب عليه تكاليف ربما تفوق امكانية الاسرة، خصوصا ان العزاء يقام في قاعة او صيون كبير وما لذلك من تكاليف، وهذه العادات يمكن تعاون المجتمع لتغييرها ولو بالتدريح؛ لما يحقق مصلحة الجميع، سواء الاكتفاء بيوم واحد للعزاء او الاكتفاء بالعزاء على المقبرة بعد دفن الميت.
ولفت سرحان الى ان المناسبات الاجتماعية بكافة أشكالها أصبحت تثقل كاهل المواطن والاسرة والمجتمع ولها انعكاسات سلبية على العلاقات الاجتماعية، وموازنة الأسرة من حيث تكاليفها المرتفعة وتأثيرها على وقت الأفراد، مما يستوجب العمل على تغيير هذه العادات بما ينسجم مع الامكانيات المادية المتاحة والقيام بالواجبات الشرعية والاجتماعية.
ونوه سرحان بان هذا الامر بات بحاحة الى توعية المجتمع بضرورة التوجه نحو تغيير العادات سواء في مناسبات الأفراح أو الأتراح أو غيره، وتنظيم العلاقات الاجتماعية بما يحافظ على التواصل الاجتماعي ويساهم في الحد من التكاليف المبالغ فيها والتي تتعارض في كثير منها مع مبادئ الدين الحنيف والقيم الأصيلة، والدعوة إلى تغيير العادات لا يعني بأي شكل من الأشكال عدم الوفاء أو احترام صاحب المناسبة، بل هو امتثال للشرع والعقل والمنطق وعدم إرهاق الأبناء والأسرة، فقيمة الإنسان المتوفى بما قدم من عمل صالح وبدعاء الآخرين له بعد وفاته وبر أبنائه به، وليس بما ينفق في بيوت العزاء بمبالغ كبيرة أو بإقامة موائد الطعام والتمور وحجز القاعات الفخمة أو بناء الخيم مرتفعة التكاليف، والتغيير الاجتماعي عملية تحتاج الى جهود الجميع، ومن المهم الالتزام، وليس مجرد اعداد الوثائق والتوقيع عليها، ودور الشخصيات والقيادات الاجتماعية والمسؤولين مهم في مجال التغيير الاجتماعي ليكونوا قدوة حسنة للآخرين.
بدوره علق المواطن يوسف العواسا ابو رامي على المبادرة بالقول، احيي وأشد على يد كل من يسعى لإنهاء هذه «البدعه» والاقتداء بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ لما فيها من خير وراحة لأهل «الميت» والمعزين على حد سواء، جزى الله خيرا كل من سعى لإنهاء هذه «البدعه».
بدورها علقت المواطنة رضى الفران، بالقول «كيف يعني إلغاء بيوت العزاء، «سلختونا» من كل عادتنا وتقاليدنا ولم تتركوا شيئا، اولا بيت العزاء من الإسلام وحق المسلم على المسلم، افرض بعض الناس لم تستطع الذهاب إلى المقبرة حتى تقوم بواجب العزاء، فيما لا يجوز أنه احنا نهدم كل العادات بحجة أنه هاي عادات بائدة وغيره، الرسول الكريم قال اصنعوا طعاما لآل جعفر فإنهم محزنون، ما حد يجبرك تروح تصنع طعام لكل المعزين». الدستور