فاجعة عمارة اللويبدة

أخبار البلد-

 

بدء ذي بدء نطلب الى الله الرحمة لمن قضوا تحت انقاض هذه العمارة ونتمنى الشفاء العاجل لجميع الجرحى ونطلب الى الله ايضاء ان نتمكن من اخراج ممن لا زالوا تحت الانقاض سالمين معافين، وكذلك نشكر قوات الأمن والدرك والدفاع المدني والمستشفيات كل حسب اختصاصه في التعامل مع هذه الفاجعة بحرفية عالية وعملوا بحرقة لانتشال كل الاشخاص من بين ركام العمارة المنهارة.

وهنا لا نريد استباق الاحداث ولجان التحقيق التي تشكلت لهذه الغاية للوقوف على اسباب هذا الانهيار المفاجىء للعمارة ولكن نريد ان نسلط الضوء على بعض النقاط لاخذها بعين الاعتبار امام المسؤولين وتدارسها بعناية تلافيا للأخطاء المستقبلة ومنها:-

اولا:- لا بد من تحديد الجهات ذات المسؤولية عن وقوع الكوارث غير الطبيعية التي تحدث مثل هذه الفاجعة في انهيار المباني السكنية او الحوادث المرورية او الاخطاء الطبية مثلا او انتشار الأوبئة والأمراض الناتجة عن سوء ادارة ومراقبة وما الى ذلك

ثانيا:- من الناحية القانونية والتشريعية:- لا بد من وجود تشريعات قانونية واضحة للمحاسبة اذا ما وقعت كارثة كهذه او كتلك التي حصلت في مستشفى السلط او ما حدث لأطفال البحر الميت وما شابه ذلك من كوارث

ثالثا:- من الناحية الادارية لا بد للدولة ان تضع وصفا وظيفيا لكل وظيفة تحدد فيها مسؤوليات كل شخص في وظيفته في مؤسسات الدولة وفي القطاع الخاص ايضا والتي بناءً عليها تتم محاسبة كل مقصر وفقا للقانون على ان تكون العقوبة رادعة وليست شكلية.

وفي هذا المقام أود تسليط الأضواء على دور أمانة عمان في مثل هكذا احداث وسنتكلم لاحقا عن دور باقي الجهات الرقابية والتشريعية والتنفيذية بالتفصيل.

أمانة عمان من المؤسسات التي نفاخر الدنيا بها ولها من الانجازات التي لمست حياة المواطن الشيء الكثير وتعمل ليل نهار لتوفير سبل الراحة لقاطني عمان وتشرف على كل كبيرة وصغيرة،

وفي المقابل انها تتقاضى رسوما عالية جدا لقاء خدماتها ولا يسمح لها بالتقصير والتهاون والاهمال لأن من شأن ذلك الحاق الضرر بالمواطنين، وهنا تكمن المشكلة التي يمكن ان ينتج عنها كوارث محققة يقع ضحيتها مواطنين ابرياء.

ونتسائل هنا؛ هل أمانة عمان تقوم بواجباتها من اشراف ومراقبة في الأعمال الانشائية التي تتقاضى عليها رسوما باهظة جداً ام انها مجرد رسوم لغايات التحصيل والجباية فقط؟!

فإذا كانت لغايات الجباية سنصمت ونطالب فقط بالغاء تلك الرسوم كونها لا تعود على المواطن بالنفع وان تصبح هذه الرسوم شكلية ورمزية فقط لانها ليست بذات فائدة.

أما اذا كانت هذه الرسوم الباهظة لقاء خدمات حقيقية لحفظ حياة المواطنين وسلامة بنيان المدينة لتصبح مدينتنا الأجمل بين مدن العالم والأكثر أمنا وسلامة للمواطنين سنرفع لها القبعات احتراما وتقديرا.

ولكن بين هذه الموقفين هنالك مواقف لا بد من التفكير بها مليا لنضع النقاط على الحروف لنكون بالفعل دولة مؤسسات وقانون يحترمها الجميع، فلا يسمح بالأخطاء مطلقا لان اي خطأ يقع ضحيته مواطنون ابرياء، ونركز هنا على جملة من الأمور التي ينبغي على امانة عمان القيام بها بحرفية عالية من خلال موظفون ذوي اختصاص والتخلص من جميع الموظفين " الحشوة " الذين لا يفقهون شيئا في عملهم من اصحاب الواسطات والمحسوبيات والتي اعتقد جازما بأن امانة عمان فيها ترهل اداري كبير جدا وكثير من الموظفين يحتاجون الى اعادة تأهيل لاستلام مهامهم من ذوي الاختصاص والمهارة وحب العمل ونلاحظ ذلك جليا وانا شخصيا مررت بالتجربة عند القيام بأية معاملة انك لا تعرف من في الأمانة صاحبة الاختصاص ومن هو الموظف المسؤول وتبقى المعاملة بين متاهات الأمانة عدة ايام وبعد جهد وعناء تصل المعاملة الى القسم المختص لتبدأ بعدها معاناة اخرى

لا تزال أمانة عمان فيها من الواسطات والمحسوبيات والفساد الشي الكثير، فكيف لعمارة سكنية أن تسقط لو أن الرقابة كانت ضمن المواصفات والمقاييس الدولية المعتمدة كيف لعمارة ان تنهار لو ان العمل فيها كان مطابقا للأسس المعمول فيها واين دور نقابة المهندسين واين دور نقابة المقاولين واين دور نقابة الجيولوجيين لفحص التربة والتاكد من خطوات البناء والتأسيس واين دور امانة عمان فالأخطاء كانت كارثية من جميع الجهات حتى معدات والات الانقاذ لم تتمكن من الوصول الى العمارة المنهارة للقيام بعمليات الاخلاء والانقاذ شوارع ضيقة " اين التنظيم من ذلك " تهوية بين العمارة ضيقة فكيف تنهار عمارة فوق عمارة اخرى بسبب عدم وجود تهوية مناسبة لمنع خطر وقوع عمارة فوق عمارة كان ينبغي تحديد التهوية بناء على عدد الطوابق فأين الرقابة واين التشريعات التي تحمي الناس.

ومن جهة اخرنا دعونا نلقي الضوء مرة اخرى على عمان الشرقية الناشئة منذ عقدين من الزمان فقط فاذا عملنا احصائية بسيطة سنجد كمأ هائلا من المخالفات التي تتغاضى عنها الأمانة، عن قصد او عن غير قصد او بسبب حالات فساد فكم عمارة سكنية لا توجد فيها مواقف سيارات مثلا وكم عمارة تحولت كراجاتها الى دكاكين ومحلات تجارية بالرغم من مخالفتها للأنظمة حتى لو كان ذلك بموافقة بعض السكان، وكم من عمارة غرقت في عمان لقاء الفيضانا بسبب سوء التنظيم والادارة والسبب ان تلك الشقق السكنية كانت بالاصل كراجات ومواقف للسيارات وبقدرة قادرة اصبحت شقق " تسوية " اولى او ثانية او ثالثة كيف يتم ذلك وبعد اول فصل شتاء تغرق بالمياه اليس ذلك تقصيرا ووعدم معرفة وجهل بابسط الأمور الانشائية كيف تقبل امانة عمان بتكرار تلك المخالفات ولم نسمع يوما بطرد موظف فاسد او معاقبته لتمريره مخالفة مقابل بعض الدنانير فأين هو الضمير الوظيفي والعمل المنهجي المنظم.

والحقيقة ان القائمة تطول وهذه المواقف على سبيل المثال لا الحصر

من هنا نتوجه الى عطوفة امين عمان الذي تقع على عاتقه مسؤولية كبرى حقيقة لتفعيل دور الرقابة وتنظيف الأمانة من الحشوات لاننا نريد العمل لا نريد ارضاء بعض الشخصيات على حساب الصالح العام واستحداث دائرة رقابة وتفتيش عملها يكون البحث والتحري عن المخالفات التي تم تمريرها والتغاضي عنها ومحاسبة المسؤول عن ذلك

وكل ما نتمناه في نهاية المطاف هو الازدهار والتقدم لمدينتنا عمان فكلنا ابناء هذه الأم التي تضمنا تحت جناحيها ولا نقبل ان يلحق الضرر بأي من اخوتنا وجيراننا واهلنا في عمان الحبيبة.

حمى الله الأردن والأردنيين ملكا وحكومة وشعبا وكل الازدهار لأمانة عمان ونعقد عليها الآمال بتوفير مستقبل فيه من الراحة والأمان الشيء الكثير لأبنائنا.