انتشار مظاهر السطو المسلح و"التشليح" في لبنان
أخبار البلد - الأحوال في لبنان هذه الأيام ليست على ما يرام، الازمة المعيشية التي تعاني منها البلاد تتحول الى كوارث ومعاناة يومية تنذر بانهيار الدولة اقتصاديا وشللا كاملا للمؤسسات مع عجز سياسي وحكومي بات ظاهرا للعيان، وهو ما يلقي بظلال ثقيلة على الحالة الاجتماعية للسكان.
معظم المناطق اللبنانية لم تعد تنعم بساعة كهرباء واحدة منذ عدة أيام، مع شح في المياه وارتفاع جنوني في أسعار المواد الاستهلاكية ومسار تصاعدي لسعر صرف الدولار وتعطل مصالح العباد مع الإضرابات في العديد من مؤسسات الدولة نتيجة شكوى العاملين في القطاع العام من انهيار قيمة مرتباتهم التي باتت لا تكفيهم اعالة اسرهم.
وبالمقابل يأس المواطن اللبناني من الوعود الحكومية والحديث الذي يملأ الشاشات المحلية عن خطط معالجات، ونوايا إجراءات، ومشاريع قوانين مقترحة، واجتماعات ولجان، كلها لا تترجم على الأرض الواقع في ظل استمرار الانهيار والتعثر.
الامر المستجد في هذا المشهد والذي يزيده قتامة هو انتشار مظاهر السطو المسلح و”التشليح” والسرقة على الطرقات وحتى في وضح النار وفي شوارع رئيسية في العاصمة، ما اشاع أجواء من الخوف والحذر.
وانتشر قبل بضعة أيام على مواقع التواصل "فيديو” قال نشطاء انهم يوثق عملية سطو مسلح على احدى السيارات على طريق مطار بيروت.
واظهر الفيديو سائق السيارة وهو يحاول الإفلات من قطاع الطرق المسلحين عبر محاولة دهسهم والفرار بسرعة. اللافت ان الحادثة جرت في وضح النهار وعلى طريق عام تمر به السيارات بشكل اعتيادي.
وامس الجمعة وفي محاولة للسطو المسلح على محتويات محل لبيع الهواتف الخلوية في مدينة طرابلس قتل أربعة شبان، وحسب رواية وسائل اعلام محلية نقلا عن شهود ومصادر امنية ” أن مجهولين دخلوا الى محل لبيع الهواتف الخليوية وحاولوا السطو على محتويات المحل بقوة السلاح حيث كانوا يحملون رشاشات حربية وقنابل يدوية، فسارع صاحب المحل وعدد من موظفين المحل الى مواجهة المسلحين ما أدى الى تبادل لاطلاق النار بينهم وقد اسفر ذلك عن مقتل ثلاثة من أصحاب المحل ومقتل أحد المهاجمين.
وقبل يوم على هذه الحادثة تعرض مواطن في منطقة الشويفات جنوب بيروت لعملية سطو وسرقة مبلغ مالي بحوزته من قبل مسلحين مجهولين بعد اطلاق النار عليه واصابته بقدمه.
وانتشرت التحذيرات على وسائل التواصل لاخذ الحيطة والحذر بعد انتشار ظاهرة عمليات السطو والسرقة والتشليح. وبات المجتمع امام خطر الفتان الأمني وانتشار السلاح المنفلت.
فقدان الامن في عدد من مناطق البلاد دفع وزير الداخلية اللبناني في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي الى الدعوة لعقد اجتماع لمجلس الأمن الداخلي المركزي و القادة الأمنيين كافة لوضع خطة أمنية في ظل الأحداث الأخيرة. وسط انتقادات لغياب الأجهزة الأمنية وتقاعسها عن مكافحة هذه الظواهر.
وانتشر الجيش اللبناني بعدد من احياء طرابلس وأجرى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اتصالات بوزير الداخلية وقائد الجيش والقادة الامنيين وشدد "على ضرورة ضبط الوضع وزيادة الاجراءات الامنية.
اعمال السرقة المتفرقة سواء للسيارات او الدراجات النارية او المحال التجارية وحتى محاولات التشليح على الطرقات بدأت بالبروز مع بداية الازمة الاقتصادية والمعيشية قبل حوالي عامين، لكنها اليوم تحولت الى ظاهرة مقلقة للمجتمع مع ارتفاع منسوبها دون إجراءات استثنائية رادعة، او معالجات حقيقة لاسبابها المتعلقة بالوضع الاقتصادي والازمة المعيشية وانشغال الطبقة السياسية باستحقاقات السلطة والانقسامات السياسية والمناكفات الحزبية، شبح الانفلات الأمني بات يؤرق اللبنانيين ويزيد من عمق الازمة.