التنبؤ باتجاهات الأسهم .. ركز على الاتجاه العام بثقة
أخبار البلد - لطالما كنت أستمتع بقراءة التنبؤات التي تفشل على مر الزمن. في 1865، بينما كان المهندسون يتسابقون لتطوير الهاتف، قال محرر أمريكي "إن الخبراء يعلمون أنه من المستحيل نقل صوت البشر عبر الأسلاك (...) وأنه إذا كان من الممكن القيام بذلك، فلن يكون لهذا الشيء أي قيمة عملية".
هناك تنبؤ آخر مفضل لدي حدث في وقت ليس ببعيد في مقابلة 2007 مع ستيف بالمر، الرئيس التنفيذي آنذاك لشركة مايكروسوفت، حيث صرح فيها بثقة "من المستحيل أن يحصل هاتف الآيفون على أي حصة كبيرة في السوق. من المستحيل ذلك". الآن، نحو واحد من كل خمسة هواتف ذكية تباع على مستوى العالم هو الآيفون.
قد يكون من الممتع التشمت بهم، لكن الأقل إمتاعا من ذلك هو أن تحصل على الأموال اعتمادا على توقعاتك الخاصة. لسوء الحظ، يحتاج الاستثمار منك إلى أن تفعل ذلك تماما. ولا يمكنك أن تتجنب الاضطرار إلى إجراء التوقعات. إذا كنت تملك سهما اليوم، يجب أن تعتقد أن قيمته ستصبح أكبر في المستقبل.
ربما تتوقع أن لدى الشركة منتجا سيشهد مبيعات متنامية. وربما تتوقع أن سعر السهم لا يعكس الأرباح الحالية. أو ربما تتوقع أنك تستثمر في شيء مبكر وأنك ستبيع حصتك بمجرد أن يتدافع المستثمرون في وقت لاحق.
بعض التنبؤات يعتمد على كثير من الحيثيات المتغيرة التي تجعلك مخطئا، حتى لو كنت على صواب. أشفق على ذاك المستثمر الذي دعم السندات الحكومية المضمونة المرتبطة بالتضخم لأجل 50 عاما في بداية هذا العام لاعتقاده أن السوق كانت تقلل من شأن اتجاه تضخم مؤشر أسعار التجزئة.
لكنهم كانوا على حق. في ذلك الوقت، حيث كان من المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار التجزئة إلى ذروته في نيسان (أبريل) 2022 ليصل إلى 8.6 في المائة. عندما حدث ذلك، ارتفع المؤشر إلى 11.1 في المائة وتوقعات الاقتصاديين في "سيتي جروب" الآن هي أنه سيبلغ ذروته في كانون الثاني (يناير) عند 18.6 في المائة. لكنهم فشلوا في احتساب استجابة البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة وتأثير ذلك في الأصول ذات الفائدة الثابتة طويلة الأجل. انخفضت قيمة استثماراتهم إلى النصف تقريبا خلال ثمانية أشهر فقط.
بينما لا يمكن أن نتجنب التنبؤات، إلا أنه يبدو من المستغرب مقدار الأموال التي يتم استثمارها في المجالات التي كان تاريخها حافلا بالتنبؤات الخاطئة. فكر في التضخم، أو عدد الأشهر المتبقية قبل أن تحدث أزمة ائتمان أخرى، أو إلى متى ستستمر الحرب أو من سيكون رئيس وزراء المملكة المتحدة التالي "وما الذي سيقوم بفعله".
لكن هناك بعض التنبؤات التي يمكن إجراؤها بثقة كبيرة. من بينها الاتجاهات الديموغرافية، والتحول نحو الطاقة ذات الانبعاثات الكربونية الأقل والتوسع في أتمتة التصنيع. غالبا ما يكون التنبؤ بوقتها صعبا، لكن التوجه العام إليها مؤكد تماما.
لنأخذ الاتجاهات الديموغرافية مثالا. يبدو أن هناك أحد التنبؤات التي لا مفر منها: سيتقدم سكان العالم في العمر. تتوقع منظمة الصحة العالمية أن تتضاعف نسبة سكان العالم ممن تزيد أعمارهم على 60 عاما بحلول 2050 - من 12 إلى 22 في المائة "النسبة في اليابان تزيد على 30 في المائة حاليا". أي سيكون عددهم 2.1 مليار شخص - بزيادة عن مليار واحد فقط في 2020. في المملكة المتحدة، يقدر مكتب الإحصاءات الوطنية أن يكون هناك 8.5 مليون شخص إضافي تقريبا يبلغون من العمر 65 عاما وأكثر.
لكن لن تغيب عني المفارقة التي تتمثل في أن يستغل المستثمرون الفرص التي يوفرها التقدم في العمر لتمويل معاشاتهم التقاعدية. كنا ننتظر شراء أجهزة المساعدة على السمع بسعر معقول لبعض الوقت. حيث كانت أجهزة السمع سابقا عبارة عن مكبرات صوت صغيرة الحجم وبدائية تعمل على تضخيم كل الأصوات لتبثها في أذنك، أما أجهزة السمع الرقمية فقد تم ضبطها لتتناسب مع الترددات الأضعف لكل شخص وتركز بشكل أكبر على تحسين الصوت من الاتجاه الذي تنظر إليه وتقليل الضوضاء القادمة من الخلفية.
إن ارتداء الأجهزة السمعية هو أمر تقوم به على مضض. وعادة ما تكون الأجهزة الرقمية الأكثر تقدما باهظة الثمن، لكنها أصغر حجما وأقل وضوحا للعيان من الطرز القديمة.
من المرجح أن يرتفع الطلب عليها، وسيستمر ذلك لبعض الوقت، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من مليار شاب معرضون لخطر فقدان حاسة السمع الذي يمكن تجنبه، بسبب ممارسات الاستماع غير الآمنة. هذا يشمل بالتأكيد جميع ركاب المواصلات العامة الذين يستمعون إلى الموسيقى التي يتم رفعها بما يكفي لكي تصبح مسموعة لتغطي على خلفية جلبة القطار.
سيؤدي هذا الاتجاه إلى زيادة حجم سوق الأجهزة السمعية مع تقدم هذه الأجيال العاملة في العمر. علاوة على ذلك، بدأ تبني هذه الأجهزة في عديد من الأسواق الناشئة بمستويات منخفضة للغاية.
تعد "سونوفا" - التي تتخذ من سويسرا مقرا - لها شركة عالمية رائدة في هذا المجال. مثلها مثل عديد من الشركات "عالية النمو"، ارتفع تقييمها منذ عامين، مع اقتراب نسبة السعر إلى الأرباح لغاية 45 ضعفا في إحدى الفترات. فيما تراجعت أسهمها أخيرا بسبب تأخير المستهلكين لعمليات الشراء، وشهدت الشركة تضخما في تكاليف المدخلات، كما حدث مع عديد من الشركات الأخرى.
يتم حاليا تداول الأسهم قريبا من 25 ضعفا لمضاعف السعر إلى الأرباح على المدى الطويل. بالنسبة إلى البعض، يبدو هذا الثمن باهظا، لكن التوقعات طويلة الأجل لهذه الشركة تشير إلى أن التقييم يستحق أن يدفع.
للأسباب نفسها قمنا أخيرا بإضافة شركة يابانية لصنع النظارات الطبية إلى محافظنا الاستثمارية. شركة هويا هي إحدى الشركات العالمية الرائدة في صناعة النظارات والعدسات اللاصقة وكذلك الأقراص الضوئية المستخدمة في تصنيع أشباه الموصلات والأقراص الزجاجية لتخزين كميات كبيرة من البيانات. حيث تتمتع كل هذه القطاعات بتوقعات للنمو في الأجل الطويل، فيما تراجعت أسهم هويا - كما هي حال عديد من الأسهم اليابانية - من حيث الجنيه الاسترليني هذا العام.
إن شيخوخة السكان تزيد من الطلب على النظارات، فأنا الآن أحمل معي نظارة للقراءة وأخرى للقيادة على الرغم من خضوعي لجراحة تصحيح النظر بالليزر منذ 20 عاما. الشباب هم المحرك العظيم للنمو، خاصة الشباب في آسيا، حيث ارتفع مستوى الإصابة بقصر النظر بشكل مذهل في الـ50 عاما الماضية.
تشير الدراسات إلى أن أكثر من 80 في المائة من الأشخاص البالغين من العمر 20 عاما في آسيا يعانون قصر النظر ويحتاجون إلى ارتداء النظارات، وهو أكثر من ضعف العدد في أوروبا. يعتقد البعض أن قصر النظر مرتبط بزيادة الوقت الذي يقضيه المرء في القيام بأشياء تستلزم الاقتراب مثل الدراسة ومشاهدة الشاشات، فيما يعتقد البعض الآخر أن سبب المشكلة هو قضاء وقت قليل جدا في الهواء الطلق.
إن الأدلة على ذلك متضاربة، لكن الحملة التي قامت بها الصين أخيرا على الدروس الخصوصية وصناعة ألعاب الفيديو كانت استجابة جزئية لهذه المشكلة. مهما كان السبب، فأنا أجرؤ على التوقع بارتفاع الطلب على النظارات.
أخيرا، يعد ركوب الدراجات الهوائية بالنسبة إلى بعض منا وسيلة جيدة للتنقل في حال لم نصعد بها التلال. تباع الدراجات الكهربائية بشكل جيد في جميع أنحاء العالم، ومنها تلك المستخدمة لنقل البضائع التي تحمل أوزانا متواضعة. تستفيد من هذا الاتجاه شركة شيمانو اليابانية العالمية الرائدة في مجال فرامل وقيادة الدراجات العادية، ومع ذلك فقد انخفضت أسهمها من 35 ألفا إلى 25 ألف ين ياباني خلال العام الماضي.
تقوم شركة شيمانو بتطوير مكابح أقوى للدراجات الكهربائية المخصصة للأحمال الثقيلة، إضافة إلى التروس الأتوماتيكية لكل من لا يريد تغيير التروس يدويا. يبدو أن التقدم التكنولوجي في بعض الأحيان يتم تقييمه بشكل متواضع في الأسهم المدرجة على أنه مخزون "بضائع استهلاكية" وليس كأسهم "التكنولوجيا".
استهلاك فواتير الوقود ميزانيات العائلات، قد يرجئ المستهلكون شراء دراجة هوائية جديدة، مثلما أرجأ البعض شراء أجهزة السمع باهظة الثمن. ومع ذلك، قد يستفيد المستثمر طويل الأجل من الضعف في سعر السهم.
ازداد تراجع عديد من الأسهم هذا العام، وقد يفضل البعض النظر في مخلفات تلك الأسهم المتراجعة كي يتسنى لهم الحصول على صفقات أفضل، مع توقعهم عودة الاقتصادات بسرعة إلى درجة متواضعة من التضخم، وخفض أسعار الفائدة، والنمو المطرد.
لا أحبذ أن أبني قراراتي الاستثمارية بشكل كبير على أي من هذه التوقعات. فأنا أفضل الاستثمار في الشركات عالية الجودة التي عاد سعر أسهمها إلى مستويات معقولة، التي يمكن التنبؤ بنموها بشكل أكثر موثوقية. ربما أكون مخطئا في ذلك. ويمكنك أن تضحك علي لاحقا إذا كنت كذلك.
المدير المشارك لصندوق ميد ويند إنترناشونال للاستثمار وصندوق آرتيميس جلوبال سيليكت.
قد يكون من الممتع التشمت بهم، لكن الأقل إمتاعا من ذلك هو أن تحصل على الأموال اعتمادا على توقعاتك الخاصة. لسوء الحظ، يحتاج الاستثمار منك إلى أن تفعل ذلك تماما. ولا يمكنك أن تتجنب الاضطرار إلى إجراء التوقعات. إذا كنت تملك سهما اليوم، يجب أن تعتقد أن قيمته ستصبح أكبر في المستقبل.
ربما تتوقع أن لدى الشركة منتجا سيشهد مبيعات متنامية. وربما تتوقع أن سعر السهم لا يعكس الأرباح الحالية. أو ربما تتوقع أنك تستثمر في شيء مبكر وأنك ستبيع حصتك بمجرد أن يتدافع المستثمرون في وقت لاحق.
بعض التنبؤات يعتمد على كثير من الحيثيات المتغيرة التي تجعلك مخطئا، حتى لو كنت على صواب. أشفق على ذاك المستثمر الذي دعم السندات الحكومية المضمونة المرتبطة بالتضخم لأجل 50 عاما في بداية هذا العام لاعتقاده أن السوق كانت تقلل من شأن اتجاه تضخم مؤشر أسعار التجزئة.
لكنهم كانوا على حق. في ذلك الوقت، حيث كان من المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار التجزئة إلى ذروته في نيسان (أبريل) 2022 ليصل إلى 8.6 في المائة. عندما حدث ذلك، ارتفع المؤشر إلى 11.1 في المائة وتوقعات الاقتصاديين في "سيتي جروب" الآن هي أنه سيبلغ ذروته في كانون الثاني (يناير) عند 18.6 في المائة. لكنهم فشلوا في احتساب استجابة البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة وتأثير ذلك في الأصول ذات الفائدة الثابتة طويلة الأجل. انخفضت قيمة استثماراتهم إلى النصف تقريبا خلال ثمانية أشهر فقط.
بينما لا يمكن أن نتجنب التنبؤات، إلا أنه يبدو من المستغرب مقدار الأموال التي يتم استثمارها في المجالات التي كان تاريخها حافلا بالتنبؤات الخاطئة. فكر في التضخم، أو عدد الأشهر المتبقية قبل أن تحدث أزمة ائتمان أخرى، أو إلى متى ستستمر الحرب أو من سيكون رئيس وزراء المملكة المتحدة التالي "وما الذي سيقوم بفعله".
لكن هناك بعض التنبؤات التي يمكن إجراؤها بثقة كبيرة. من بينها الاتجاهات الديموغرافية، والتحول نحو الطاقة ذات الانبعاثات الكربونية الأقل والتوسع في أتمتة التصنيع. غالبا ما يكون التنبؤ بوقتها صعبا، لكن التوجه العام إليها مؤكد تماما.
لنأخذ الاتجاهات الديموغرافية مثالا. يبدو أن هناك أحد التنبؤات التي لا مفر منها: سيتقدم سكان العالم في العمر. تتوقع منظمة الصحة العالمية أن تتضاعف نسبة سكان العالم ممن تزيد أعمارهم على 60 عاما بحلول 2050 - من 12 إلى 22 في المائة "النسبة في اليابان تزيد على 30 في المائة حاليا". أي سيكون عددهم 2.1 مليار شخص - بزيادة عن مليار واحد فقط في 2020. في المملكة المتحدة، يقدر مكتب الإحصاءات الوطنية أن يكون هناك 8.5 مليون شخص إضافي تقريبا يبلغون من العمر 65 عاما وأكثر.
لكن لن تغيب عني المفارقة التي تتمثل في أن يستغل المستثمرون الفرص التي يوفرها التقدم في العمر لتمويل معاشاتهم التقاعدية. كنا ننتظر شراء أجهزة المساعدة على السمع بسعر معقول لبعض الوقت. حيث كانت أجهزة السمع سابقا عبارة عن مكبرات صوت صغيرة الحجم وبدائية تعمل على تضخيم كل الأصوات لتبثها في أذنك، أما أجهزة السمع الرقمية فقد تم ضبطها لتتناسب مع الترددات الأضعف لكل شخص وتركز بشكل أكبر على تحسين الصوت من الاتجاه الذي تنظر إليه وتقليل الضوضاء القادمة من الخلفية.
إن ارتداء الأجهزة السمعية هو أمر تقوم به على مضض. وعادة ما تكون الأجهزة الرقمية الأكثر تقدما باهظة الثمن، لكنها أصغر حجما وأقل وضوحا للعيان من الطرز القديمة.
من المرجح أن يرتفع الطلب عليها، وسيستمر ذلك لبعض الوقت، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من مليار شاب معرضون لخطر فقدان حاسة السمع الذي يمكن تجنبه، بسبب ممارسات الاستماع غير الآمنة. هذا يشمل بالتأكيد جميع ركاب المواصلات العامة الذين يستمعون إلى الموسيقى التي يتم رفعها بما يكفي لكي تصبح مسموعة لتغطي على خلفية جلبة القطار.
سيؤدي هذا الاتجاه إلى زيادة حجم سوق الأجهزة السمعية مع تقدم هذه الأجيال العاملة في العمر. علاوة على ذلك، بدأ تبني هذه الأجهزة في عديد من الأسواق الناشئة بمستويات منخفضة للغاية.
تعد "سونوفا" - التي تتخذ من سويسرا مقرا - لها شركة عالمية رائدة في هذا المجال. مثلها مثل عديد من الشركات "عالية النمو"، ارتفع تقييمها منذ عامين، مع اقتراب نسبة السعر إلى الأرباح لغاية 45 ضعفا في إحدى الفترات. فيما تراجعت أسهمها أخيرا بسبب تأخير المستهلكين لعمليات الشراء، وشهدت الشركة تضخما في تكاليف المدخلات، كما حدث مع عديد من الشركات الأخرى.
يتم حاليا تداول الأسهم قريبا من 25 ضعفا لمضاعف السعر إلى الأرباح على المدى الطويل. بالنسبة إلى البعض، يبدو هذا الثمن باهظا، لكن التوقعات طويلة الأجل لهذه الشركة تشير إلى أن التقييم يستحق أن يدفع.
للأسباب نفسها قمنا أخيرا بإضافة شركة يابانية لصنع النظارات الطبية إلى محافظنا الاستثمارية. شركة هويا هي إحدى الشركات العالمية الرائدة في صناعة النظارات والعدسات اللاصقة وكذلك الأقراص الضوئية المستخدمة في تصنيع أشباه الموصلات والأقراص الزجاجية لتخزين كميات كبيرة من البيانات. حيث تتمتع كل هذه القطاعات بتوقعات للنمو في الأجل الطويل، فيما تراجعت أسهم هويا - كما هي حال عديد من الأسهم اليابانية - من حيث الجنيه الاسترليني هذا العام.
إن شيخوخة السكان تزيد من الطلب على النظارات، فأنا الآن أحمل معي نظارة للقراءة وأخرى للقيادة على الرغم من خضوعي لجراحة تصحيح النظر بالليزر منذ 20 عاما. الشباب هم المحرك العظيم للنمو، خاصة الشباب في آسيا، حيث ارتفع مستوى الإصابة بقصر النظر بشكل مذهل في الـ50 عاما الماضية.
تشير الدراسات إلى أن أكثر من 80 في المائة من الأشخاص البالغين من العمر 20 عاما في آسيا يعانون قصر النظر ويحتاجون إلى ارتداء النظارات، وهو أكثر من ضعف العدد في أوروبا. يعتقد البعض أن قصر النظر مرتبط بزيادة الوقت الذي يقضيه المرء في القيام بأشياء تستلزم الاقتراب مثل الدراسة ومشاهدة الشاشات، فيما يعتقد البعض الآخر أن سبب المشكلة هو قضاء وقت قليل جدا في الهواء الطلق.
إن الأدلة على ذلك متضاربة، لكن الحملة التي قامت بها الصين أخيرا على الدروس الخصوصية وصناعة ألعاب الفيديو كانت استجابة جزئية لهذه المشكلة. مهما كان السبب، فأنا أجرؤ على التوقع بارتفاع الطلب على النظارات.
أخيرا، يعد ركوب الدراجات الهوائية بالنسبة إلى بعض منا وسيلة جيدة للتنقل في حال لم نصعد بها التلال. تباع الدراجات الكهربائية بشكل جيد في جميع أنحاء العالم، ومنها تلك المستخدمة لنقل البضائع التي تحمل أوزانا متواضعة. تستفيد من هذا الاتجاه شركة شيمانو اليابانية العالمية الرائدة في مجال فرامل وقيادة الدراجات العادية، ومع ذلك فقد انخفضت أسهمها من 35 ألفا إلى 25 ألف ين ياباني خلال العام الماضي.
تقوم شركة شيمانو بتطوير مكابح أقوى للدراجات الكهربائية المخصصة للأحمال الثقيلة، إضافة إلى التروس الأتوماتيكية لكل من لا يريد تغيير التروس يدويا. يبدو أن التقدم التكنولوجي في بعض الأحيان يتم تقييمه بشكل متواضع في الأسهم المدرجة على أنه مخزون "بضائع استهلاكية" وليس كأسهم "التكنولوجيا".
استهلاك فواتير الوقود ميزانيات العائلات، قد يرجئ المستهلكون شراء دراجة هوائية جديدة، مثلما أرجأ البعض شراء أجهزة السمع باهظة الثمن. ومع ذلك، قد يستفيد المستثمر طويل الأجل من الضعف في سعر السهم.
ازداد تراجع عديد من الأسهم هذا العام، وقد يفضل البعض النظر في مخلفات تلك الأسهم المتراجعة كي يتسنى لهم الحصول على صفقات أفضل، مع توقعهم عودة الاقتصادات بسرعة إلى درجة متواضعة من التضخم، وخفض أسعار الفائدة، والنمو المطرد.
لا أحبذ أن أبني قراراتي الاستثمارية بشكل كبير على أي من هذه التوقعات. فأنا أفضل الاستثمار في الشركات عالية الجودة التي عاد سعر أسهمها إلى مستويات معقولة، التي يمكن التنبؤ بنموها بشكل أكثر موثوقية. ربما أكون مخطئا في ذلك. ويمكنك أن تضحك علي لاحقا إذا كنت كذلك.
المدير المشارك لصندوق ميد ويند إنترناشونال للاستثمار وصندوق آرتيميس جلوبال سيليكت.