بوتين: روسيا ربحت ولم تخسر من تدخلها في أوكرانيا
ويشير بوتين بشكل متزايد إلى الصراع في أوكرانيا باعتباره نقطة تحول في التاريخ، حيث تتخلص روسيا أخيرا من الإهانات التي صاحبت انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
وفي مسعى للتأكيد على ميل روسيا نحو آسيا، قال بوتين أمام المنتدى الاقتصادي الشرقي في مدينة فلاديفوستوك الروسية إن الغرب يفشل بينما آسيا هي المستقبل.
وفي خطابه الرئيسي، لم يذكر بوتين أوكرانيا إلا عند الإشارة إلى صادرات الحبوب. ولكن عندما سُئل عما إذا كان الصراع تسبب في خسارة، قال بوتين إن روسيا حققت مكاسب.
وأضاف "لم نخسر شيئا ولن نخسر شيئا ... وسيتم التخلص من كل ما هو غير ضروري وضار، ومن كل ما يمنعنا من المضي قدما".
واستطرد بالقول "وفيما يتعلق بما ربحناه، فأستطيع أن أقول إن المكسب الرئيسي كان تعزيز سيادتنا، وهذه هي النتيجة الأساسية لما يحدث الآن ... إن هذا سيقوي بلادنا في نهاية المطاف من الداخل".
وأرسلت روسيا عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا يوم 24 فبراير شباط فيما وصفته بعملية خاصة لتقويض القدرات العسكرية لجارتها الجنوبية والقضاء على من وصفتهم بالقوميين الخطرين.
وتبدي القوات الأوكرانية مقاومة شديدة. ولم يكشف أي من الجانبين عن عدد الجنود الذين قتلوا.
"حمى" الغرب
قال بوتين إن الغرب يفشل لأن المحاولة غير المجدية والعدوانية لعزل روسيا بالعقوبات تدمر الاقتصاد العالمي، في وقت تنهض فيه آسيا.
وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها أشد العقوبات في التاريخ الحديث على روسيا بسبب عملياتها في أوكرانيا. ويقول بوتين إن العقوبات أشبه بإعلان الحرب.
وأوضح بوتين "إنني أتحدث عن حمى عقوبات الغرب، بمحاولته الوقحة والعدوانية لفرض أنماط من السلوك على دول أخرى، لحرمانها من سيادتها وإخضاعها لإرادته".
وأضاف "أنه في محاولة لمقاومة مجرى التاريخ، تعمل الدول الغربية على تقويض الركائز الأساسية للنظام الاقتصادي العالمي الذي تم بناؤه على مدى قرون" مشيرا إلى أن الثقة في اليورو والدولار والإسترليني آخذة في التراجع.
ومن بين ضيوف المنتدى كبير المشرعين الصينيين لي تشان شو، ثالث أبرز شخصية حاليا في الحزب الشيوعي الصيني. ومن المقرر أن يلتقي بوتين بالرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع المقبل في أوزبكستان.
وقال بوتين إن الصين ستدفع ثمن الغاز لشركة غازبروم بالعملتين الوطنيتين، حيث سيتم الدفع مناصفة بالروبل الروسي واليوان الصيني.
ودفعت مساعي الغرب لفرض عزلة اقتصادية على روسيا- أحد أكبر منتجي الموارد الطبيعية في العالم- الاقتصاد العالمي إلى مصير مجهول مع ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة.
كما يلحق الضرر أيضا.
وأوضح بوتين أن الاقتصاد الروسي يتأقلم مع ما أسماه بالعدوان المالي والتكنولوجي للغرب، لكنه أقر ببعض الصعوبات في بعض الصناعات والمجالات.
وحذر من أزمة غذاء عالمية تلوح في الأفق، وقال إنه سيبحث تعديل اتفاقية الحبوب مع أوكرانيا لوضع قيود على الدول التي يمكنها استقبال الشحنات.