الأزمة السياسية تقود الكاظمي إلى زيارة واشنطن
أخبار البلد - كشفت مصادر حكومية عراقية الثلاثاء عن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى الولايات المتحدة، وسط ترجيحات بأن تتصدر الأزمة التي يتخبط فيها العراق أجندة هذه الزيارة.
وتبدي الولايات المتحدة عدم ميل للتدخل في الأزمة السياسية التي يشهدها العراق منذ أكتوبر الماضي، والتي شهدت منعطفا خطيرا الأسبوع الماضي بين الفرقاء الشيعة كادت أن تتسبب في حرب أهلية.
ويثير الموقف الأميركي العراقيين، الذين يحملون واشنطن مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في بلادهم، لدورها في صياغة نظام سياسي قائم على المحاصصة الطائفية، ومن ثم تخليها عن البلد لصالح إيران.
ونقلت وكالة "شفق نيوز” المحلية عن مصدر حكومي قوله إن "الكاظمي سيتوجه إلى الولايات المتحدة من أجل المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بديلا عن رئيس الجمهورية برهم صالح”.
الكاظمي سيتوجه إلى الولايات المتحدة من أجل المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بديلا عن رئيس الجمهورية برهم صالح
وأوضح المصدر أن "سبب ذهاب الكاظمي بدلا من الرئيس صالح هو لمناقشة التطورات السياسية وتداعياتها على المستوى الأمني والاقتصادي، ورأي المجتمع الدولي من هذه الأزمة، خاصة أن الكاظمي سيلتقي كبار المسؤولين في العالم”.
وتقوم مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف في الأثناء بزيارة إلى بغداد، وقد صرحت في خضم لقاءاتها مع المسؤولين العراقيين بأن بلادها تتابع المشهد السياسي في العراق "بدقة”، مشددة على ضرورة سماع صوت زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في موقف لا يخلو من دلالات سياسية.
والتقت ليف الثلاثاء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، حيث بحث الجانبان "العلاقات الثنائية، وتم التأكيد على دعم استقرار العراق سياسيا واقتصاديا وأمنيا”.
وأشار حسين إلى أن "أحداث المنطقة الخضراء الأسبوع الماضي ألحقت ضررا كبيرا بالعملية السياسية في العراق، وأن على جميع القوى السياسية أن تأخذ درسا مما حصل، من أجل الحفاظ على السلم الأهلي”، مؤكدا أن "سلسلة الحوارات يجب أن تشمل الجميع، ومن الضروري حماية المسيرة الديمقراطية كما هي، وحماية السلم المجتمعي”.
وكانت باربرا اجتمعت خلال اليومين الماضيين بالرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وزعيم "تيار الحكمة” عمار الحكيم، إلى جانب رئيس الوزراء.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) الاثنين عن ليف قولها إن "الإدارة الأميركية تتابع المشهد السياسي العراقي بدقة”. وأضافت أن "ما جرى من أحداث في الأسبوع الماضي يدل على وصول المشهد السياسي إلى حافة الهاوية”.
واعتبرت ليف أنّ "الصراع بين النخب السياسية لا يُحل إلا من خلال الحوار والوصول إلى نتيجة وحلول، هذا إذا أراد السياسيون ذلك”، داعية "قادة العراق إلى اتخاذ القرار، سواء أكان الحل من خلال حكومة انتقالية أو انتخابات جديدة أو حكومة جديدة”.
ولفتت المسؤولة الأميركية إلى أنّ زعيم التيار الصدري "مقتدى الصدر لديه أتباع وجمهور كبير، وصوته مع القيادات الأخرى يجب أن يُسمَع، لكن بالحوار، وخلاف ذلك سيكون الذهاب إلى منزلق”. وقالت "تابعنا الأسبوع الماضي عمليات العنف والقتل في العراق. ذلك هو جرس إنذار للقادة السياسيين إذا لم يسيروا نحو الحوار والحل”.
ويتركز الصراع في العراق بين التيار الصدري الذي يطالب بحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات تشريعية في أجل أقصاه تسعة أشهر، وبين الإطار التنسيقي الذي يشكل المظلة السياسية للقوى الموالية لإيران، والذي يطالب بداية بتنفيذ الاستحقاقات الدستورية من قبيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، قبل الذهاب إلى انتخابات مبكرة.
ومن المنتظر أن تعقد المحكمة الاتحادية العليا في العراق جلسة الأربعاء المقبل للنطق بقرارها في دعوى قضائية تقدم بها التيار الصدري وأخرى لقوى مستقلة للمطالبة بحل البرلمان.