أردوغان لا يخفي الشماتة: أوروبا تحصد ما زرعته وبوتين على حق
اخبار البلد - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء إن روسيا تقطع إمدادات الغاز الطبيعي عن أوروبا ردا على العقوبات، معتبرا أن أوروبا "تحصد ما زرعته”، في موقف قال مراقبون إنه أقرب إلى الشماتة منه إلى موقف سياسي لرئيس دولة عضو في الناتو وشريك اقتصادي للعديد من الدول الأوروبية.
ولا يفوت الرئيس التركي الفرصة لمهاجمة أوروبا التي يعتبر أنها تستهدف مصالح بلاده بسبب وقوفها بوجه سياساته ومن بينها رفضها قيامه بحملة انتخابية على أراضي دولها خلال الانتخابات التي أفضت إلى تعديل الدستور التركي الذي مكن أردوغان من صلاحيات كبيرة، وكذلك رفضها التهديدات التي يوجهها إلى قبرص واليونان وسعيه المستمر للتنقيب عن النفط والغاز في مياه مثار خلاف.
وتسعى تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، للبقاء على مسافة واحدة من موسكو وكييف، فهي تنتقد الغزو الروسي وترسل أسلحة إلى أوكرانيا، وتعارض في الوقت نفسه العقوبات الغربية وتواصل التجارة والسياحة والاستثمار مع روسيا.
وقال مراقبون إن أردوغان، الذي يقدم نفسه وسيطا في أزمة أوكرانيا سواء في الحوار بين موسكو وكييف أو في موضوع السماح بتصدير الحبوب، يتصرف في غالب الأحيان وكأنه شريك للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحرب ويبحث له عن الأعذار، وأكثر من ذلك فهو ينقل تهديداته ويروج لها للضغط على أوكرانيا والتقليل من قيمة المساعدات الأوروبية وتأثيرها على مسار الحرب.
وقال أردوغان، لصحافيين في أنقرة الثلاثاء، إن "أوروبا تحصد في الواقع ما زرعته”، مضيفا أن العقوبات قادت بوتين إلى الرد باستخدام إمدادات الطاقة.
واستطرد بالقول إن "بوتين يستغل كل وسائله وأسلحته، وأهمها الغاز الطبيعي. وللأسف، لم نكن نريد هذا ولكن، هذا هو ما يحدث في أوروبا”.
وعبّر عن اعتقاده بأن "أوروبا ستواجه مشاكل خطيرة هذا الشتاء”، مضيفا "ليست لدينا مثل هذه المشكلة”.
وتتزايد المخاوف في أوروبا من أن يكون الشتاء القادم قاسيا، بعدما أعلنت روسيا أنها ستبقي خط أنابيب الغاز الرئيسي الذي يضخ غازها إلى ألمانيا متوقفا.
وأوقفت روسيا التدفقات عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 إلى أجل غير مسمّى، وقلّصت أو أوقفت الإمدادات عبر ثلاثة من أكبر خطوط ضخ الغاز إلى الغرب منذ غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير. كما تقوم بإعادة توجيه إمدادات النفط باتجاه الشرق.
وتقول موسكو إن سبب وقف ضخ الغاز عبر نورد ستريم 1 هو تعثر صيانة المعدات بسبب العقوبات الغربية، وهو ما تصفه الدول الأوروبية بأنه هراء، متهمة روسيا باستخدام إمدادات الطاقة كسلاح للرد على العقوبات التي يفرضها الغرب على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.
وسعت أوروبا للتقليل من أهمية القرار الروسي قائلة إنها رتبت أمورها بشكل يجعلها في مأمن من أزمة خانقة خلال الشتاء كما تروّج روسيا. لكن مراقبين يقولون إن الأمر ليس أكثر من دعاية مضادة، وإن الاتحاد الأوروبي سيظل في حاجة إلى الغاز الروسي وإن البدائل عنه محدودة جدا، فضلا عن تأثير ذلك على الأوضاع الاجتماعية لمواطني دول القارة.
وتواجه أوروبا أسوأ أزمة في إمدادات الغاز على الإطلاق، مع ارتفاع أسعار الطاقة إلى درجة أن المستوردين الألمان يناقشون احتمال تقنين الاستهلاك في أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي بعد أن خفضت روسيا تدفقات الغاز.
وأكدت دراسة أجريت لحساب اتحاد النقابات الأوروبية أن فواتير الكهرباء والغاز المرتفعة أصبحت باهظة الثمن بالنسبة إلى الأوروبيين الذين يتقاضون أجورا منخفضة إذ أنها تكلفهم أكثر من راتب شهر واحد.
ودعا اتحاد النقابات المسؤولين الأوروبيين في مجال الطاقة الذين يعقدون اجتماعا طارئا الجمعة "لاتخاذ إجراءات حاسمة لوضع حد لارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا الذي لم يعد يحتمل”.
ووجدت الدراسة أن متوسط فاتورة الطاقة السنوية أصبحت الآن أكثر من راتب شهري للعاملين ذوي الأجور المنخفضة في غالبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مع احتمال زيادة أسعار الطاقة في الأشهر المقبلة ما لم تتخذ الحكومات إجراءات.